يلح على خاطري هذا السؤال منذ فترة.. ماذا يجري لفندق سميراميس منذ عام تقريبًا؟ ولماذا سميراميس بالتحديد؟ (1) لعلي أبادر فأقول إن العنوان يعتريه بعض العوار، ذلك أن وصف ما يجري لفندق سميراميس، ومنذ أكثر من عام مضى.. ليس موقعة واحدة، ولكنه عدة مواقع أصابت فندق سميراميس التاريخي والعريق في مقتل. فندق.. شاهد على العصر.. وأكثر من عصر.. هذا الفندق ومنذ أن تم افتتاحه في العام 1907م، وهو يطل من موقعه الأثير، وعبر تاريخه العريق على مصر والعالم العربي منذ أكثر من مائة ونيف من السنوات.. والذي يحمل بين جنباته الكثير من الأحداث التي مرت بمصر.. هذا الفندق الذي كانت تحتل أخباره، والشخصيات التي كانت تقيم فيه، أو التي كانت تزوره، أو تحتفي فيه، قد تحول إلى عناوين جديدة كلها.. وبنوعية مختلفة من الأخبار التي يمكن أن يعهدها إنسان لفندق عريق مثل سميراميس.. الأخبار تقول - مع العلم بأنها ليست المرة الأولى.. · ملثمون يهاجمون فندق سميراميس من الجهة الشمالية حيث كوبري قصر النيل، وملثمون آخرون يهاجمون الفندق من الناحية الجنوبية من أمام السفارة الأمريكية. · ملثمون وبعض الصبية يتمكنون من سرقة بعض محتويات الفندق قبل ضبطهم. · ملثمون ينجحون في إشعال النيران في مدخل فندق سميراميس. · صبية كثيرون يتسلحون بزجاجات المولوتوف يقتحمون مدخل فندق سميراميس ويشعلون النيران في محتويات الاستقبال، ويتمكنون من كسر الخزينة، والاعتداء على العاملين بالفندق.. وقد شاهدت ذات مرة مجموعة من هؤلاء الصبية وهم يشعلون النيران في بوابات الفندق الخارجية.. بعد أن اعتلوا مدخل الفندق.. رجال أمن فندق سميراميس يفشلون في التصدي لعدد كبير من الملثمين وأطفال الشوارع الذين يهاجمون الفندق من أكثر من اتجاه، بعد ما قطعوا الطريق من أمام الفندق من ناحية كوبري قصر النيل.. · عمليات كر وفر بين رجال الشرطة والمهاجمين الذين يستهدفون فندق سميراميس.. · قوات الأمن المصرية أحبطت عملية سطو على فندق شهير في القاهرة في محيط الاشتباكات الدائرة بجوار كوبري قصر النيل بالقرب من ميدان التحرير.. وكانت مجموعة من الملثمين قد تمكنت من اقتحام فندق سميراميس ودخلوا إلى الطوابق الثلاثة الأولى مسببين حالة من الذعر لنزلاء الفندق من الأجانب الذين أرسلوا استغاثات للأمن ووزارة السياحة وسفاراتهم. وأفادت تقارير محلية بأن قوات الأمن ألقت القبض على تلك العناصر وعددهم 28 شخصًا وضبط المسروقات. · وتنقل الصحف المصرية ذات صباح أن المتظاهرين حاصروا أبواب الفندق واستدعاء قوات الأمن.. وقام رئيس الوزراء المصري هشام قنديل بزيارة تفقدية للفندق.. وتقول تقارير رسمية إن مجهولين ينتهزون فرصة المظاهرات للاندساس بين المتظاهرين وارتكاب أعمال "إجرامية".. ويشهد ميدان التحرير والمناطق المحيطة به مناوشات متقطعة بين المتظاهرين وقوات الشرطة. · الآن وأنا أكتب هذا المقال أعلن مذيع شهير في إحدى القنوات أن ملثمين يهاجمون فندق سميراميس بالحجارة وزجاجات المولوتوف من الجهة الجنوبية من الفندق من ناحية السفارة الأمريكية ومسجد عمر مكرم.. ورجال الأمن المصري يتصدون لهم دون استخدام قنابل الغاز.. هذا المشهد، وهذه الحالة استمرت على مدار عام كامل.. ولا أحد يقول لماذا يحدث ما يحدث لهذا الفندق بالذات؟ وهو الفندق الذي ربما يجهل الكثير منا الجذور العميقة لهذا الفندق الذي يمثل لمصر واجهة سياحية وفندقية على أعلى مستوى.. هذا الفندق الذي وصف بأنه مثل أسطورة يبجلها رواده المميزون، الذين عاشوا روعة تاريخ وجغرافيا المكان، فعظماء القرن، وأثرياء العالم، وضيوف مصر من كل مكان توافدوا مراراً على الفندق التاريخي الذي جمع صفوة المجتمع في ذلك الوقت.. ففي عام 1907 تم افتتاح الفندق، وكان عليه أن يكون كالقصر فائق الفخامة ليليق بزوار المشاهير والشخصيات العالمية المترددين، وكذا السائحين الذين كانوا يقضون شهور الشتاء في مصر، ومدينة القاهرة وقتها كانت قد وصلت إلى قمة تألقها الاجتماعى في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وكان بهو فندق سميراميس دائمًا حاضرًا في ذاكرة تلك الشخصيات من أبناء وبنات الطبقة الأرستقراطية، ورغم مرور السنين لم تفقد القاهرة بريقها، بل زادها التاريخ سحراً، وأضافت إليها الأحداث مزيدًا من التفاصيل الرائعة، فما زالت الشخصيات المهمة والمؤثرة على مستوى العالم تعرف طريقها إلى سميراميس إنتركونتيننتال، سواء من شخصيات كبيرة وأسماء لامعة جاء أصحابها ليستمتعوا بجو الفخامة مع تلك الإطلالة الخلابة على نيل القاهرة وقلبها الذي لا يهدأ. وقد احتفظ فندق سميراميس العريق، الذي افتتح عام 1907 لنفسه بأسرار كثيرة، حيث كان ملتقى العائلات العريقة، ورجال الأعمال والشخصيات الهامة من دبلوماسيين وسياسيين وعسكريين، وقد أدرك سميراميس آنذاك هذه الحقيقة مبكرًا، منذ أن أصبحت القاهرة نقطة مهمة ومؤثرة على شبكات العلاقات التجارية الدولية.. وفي زمن أصبح للوقت قيمة وللسرعة ميزاتها وقف سميراميس وراء ضيوفه من رجال الأعمال، وقدم لهم كل ما يحتاجونه من خدمات، الذي أصبح كلمة السر وراء كل رجل أعمال ناجح يجمع بين الإقامة الفاخرة والتكنولوجيا المتقدمة.. هذا الفندق تحول الآن إلى أطلال.. وأشلاء فندق.. ولن أزيد.. لكن السؤال الذي يطرح نفسه بلا مقدمات: ما الذي يجري لفندق سميراميس؟ ولماذا هذا الفندق بالذات؟ وعلى مرات متكررة؟ هل في ذلك سر؟ أرجو ممن يملك الإجابة أن يكشف الغطاء عن سر هذا الاعتداء المتكرر، والإرهاب المستمر على هذا المكان الذي أحمل له ذكريات جميلة.. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.