طالب السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، مصر باستعادة شكلها الحضاري والسياسي مرة أخرى، مؤكدًا على الدور الكبير المنوط بها لتحقيق الاستقرار في المنطقة بأكملها. وأشار خلال كلمته التي ألقاها في الملتقي الثقافي السياسي الذي عقد بمركز النيل للإعلام بالزقازيق بحضور السيد البابلى رئيس تحرير جريدة الجمهورية والدكتورة فاطمة الدمرداش وكيل وزارة الإعلام بالشرقية، إلى أن الأمن القومي المصري الآن في أضعف حالاته، مما جعل مصر عرضة لتحديات كثيرة منها "مياه النيل والحدود وبعض البؤر الإجرامية في سيناء وغيرها بما يؤثر على الاقتصاد والتنمية المصرية والمكانة السياسية. وأوضح أن الأمن القومي يبدأ دائمًا من خارج حدود مصر وليس من داخلها وأن هناك بعض الأوهام داخل الوطن تقول إنه طالما أن هناك بعض الدول العربية لا تساعدننا فلا مانع من الفتور معها في العلاقات واصفًا ذلك "بالخطأ الجسيم مطالبًا بإعادة شبكة الأصدقاء في العالم العربي والإفريقي". وحذر وزير الخارجية الأسبق من وقوع مصر في عصور الظلام مرة أخرى بإهمال التنمية، مشددًا على ضرورة الوصول بمعدل التنمية إلى 7 % خلال العشر سنوات المقبلة كحد أدنى. وحول موضوع سد النهضة قال العرابي إنه لا داعي للتهوين أو التهويل في هذا الموضوع لأننا لسنا على شفى كارثة جفاف لنهر النيل، مؤكدًا أن المياه خط أحمر ولابد من معالجتها بالطرق الدبلوماسية داعيًا المسئولين بعدم مناقشة هذه الموضوعات التي تمس الأمن القومي عبر وسائل الإعلام واقتصارها في الأماكن المغلقة. من ناحية أخرى، أشار العرابي إلى رفضه فتح علاقات جديدة مع إيران، موضحًا أن لديهم هدفًا من هذه العلاقات وهو التدخل في العلاقات الداخلية المصرية وتحديد مسارها، إلا أنه لا يري أي خطورة من موضوع التشيع لأن مصر لديها القدرة علي الحفاظ علي هويتها. وقال إن السياسة الخارجية لأي دولة هي نتاج للسياسة الداخلية مشيرًا إلى ضرورة تأسيس مصر داخليًا حتى تكون لها سياسة خارجية قوية، مؤكدًا أن المرحلة القادمة لا وجود فيها للضعيف، موضحًا أن التصنيف السياسي لمصر أصبح "مخزيا" وأن تغييره يتطلب إرادة مصرية قوية للعبور نحو التنمية وتحقيق الأمن.