انتقد زعيم المعارضة الأثيوبية، اليوم السبت، دعوات بعض القوى السياسية في مصر إلى "التدخل في الشأن الداخلي لأثيوبيا ودعم المعارضة" للتأثير على خطوة أديس أبابا بالبدء في بناء سد النهضة. وقال "مررا قودينا"، رئيس المنبر الأثيوبي (الذي يضم ائتلاف الأحزاب المعارضة في البلاد) لصحيفة "أديس أدماس"، التي تصدر باللغة الأمهرية في عدد اليوم السبت، "سد نهضة أثيوبيا هو رمز وطني يوحدنا ويلتف حوله الجميع بناء وحماية". و حسب وكالة "الأناضول" أضاف قودينا أنه في لقاء بين الرئيس المصري محمد مرسي، وقيادات حزبية وسياسية، أذاعه التلفزيون الرسمي على الهواء الاثنين الماضي (من دون علم أغلب الحضور)، للتشاور حول سبل مواجهة تداعيات بناء سد النهضة، أطلق عدد من الحضور تهديدات ضد أثيوبيا بإحداث قلاقل داخلية بها بدعم المعارضة والمتمردين أو التلويح بعمل عسكري ضدها. وعبر "قودينا" عن أسفه بأن تستغل قضية سد النهضة "لتصفية حسابات داخلية بين الأحزاب المصرية"، معربا عن رفض ما وصفه ب"الاستخفاف" بالمعارضة الأثيوبية من قبل السياسيين المصريين بالحديث عن تحويلها إلى "أداة لهدم الوطن ومنجزاته لتحقيق أهداف أجنبية". وخاطب زعيم المعارضة الأثيوبية الساسة المصريين، الذين شاركوا في الحوار الوطني بمصر، قائلا: إن "المعارضة الأثيوبية لم تكن أكثر وطنية من الحزب الحاكم فهي ليست بأقل منه وطنية". واستطرد قائلا: "إذا كان المصريون يرون في أن المعارضة في مصر بعيدة عن الوطنية فهذا لا ينطبق على المعارضة الأثيوبية، ونرجو من الإخوة الساسة في مصر أن يصححوا هذا الفهم المغلوط عن المعارضة". وسخر "قودينا" من طرح بعض الساسة المصريين تقديم دعم مالي للمعارضة الأثيوبية بالقول: "إن كان لدى المصريين أموال لتسخير المعارضة الأثيوبية، نرجو أن يتم هذا الدعم بناء وتعميرًا". وبشأن طرح البعض اللجوء إلى الخيار العسكري ضد أثيوبيا أوضح المعارض الأثيوبي أن اللجوء إلى التوجه العسكري "لا يعني عدم وجود الخيارات المثلى لمعالجة الأزمة بين القاهرةوأديس أبابا، والتلويح بالقوة من قبل الساسة المصريين كان تصريحا غير موفق". وشدد على أن السعي لتحقيق المصلحة المشتركة يتعين أن "يكون هدف الجميع على قدم المساواة وصولا إلى الحل الأمثل لقضايا شعوبنا بعيدًا عن دق طبول الحرب". وأعلنت الحكومة الأثيوبية و"حركة تحرير بني شنقول جمز" المتمردة، في وقت سابق اليوم، توصلهما إلى اتفاق سلام بعد مفاوضات استمرت عدة سنوات. و"حركة تحرير بني شنقول جمز" حركة تمرد مسلحة تنشط في إقليم بني شنقول المتاخم للحدود الأثيوبية السودانية، والذي يتم فيه بناء مشروع سد النهضة الأثيوبي. وقالت مصادر مقربة من الحكومة الأثيوبية: إن تعجيل التوصل إلى اتفاق السلام وإعلانه بهذا الشكل المفاجئ هو السعي لإنجاز مصالحة داخلية تساعد على إنجاز مشروع السد، ومواجهة أي تحديات خارجية تترتب على قلق بعض دول حوض نهر النيل، مثل مصر، إزاء مشروع السد وتداعياته على حصتها من مياه النيل. وأعلنت أثيوبيا الشهر الماضي بشكل مفاجئ بدء تحويلها مجرى نهر النيل الأزرق (أحد روافد نهر النيل)؛ تمهيدا لبناء سد النهضة لتوليد الكهرباء، وهي الخطوة التي تسببت في غضب شعبي واسع وتحفظ رسمي.