أكد عالم وخبير المياه المصري الدكتور مغاوري شحاتة دياب، أن بناء إثيوبيا لسد النهضة وتحويل مياه النيل، سوف يؤدي إلى كارثة اقصادية كبرى لمصر، ونقص المياه الواردة إليها والتي تقدر بنحو9 مليارات متر مكعب في المتوسط سنويا، مما سيؤدي إلي خروج نحو 5 ملايين فلاح ومزارع من الخدمة ونقص الإنتاج الزراعي، وحدوث فجوة غذائية تقدر قيمتها بنحو7 مليارات جنيه سنويا. وقال الدكتور دياب - في تصريحات "للأهرام"-: إن سد النهضة الإثيوبي سيسبب توقف مخططات التنمية في مصر، والتي تقوم بنسبة95% علي مصادر مياه نهر النيل، خاصة في ظل عدم وجود بدائل تعوض تلك الكميات التي ستفقدها مصر، بسبب سد النهضة، مثل المياه الجوفية، وغيرها من المصادر التي يمكن أن تعوض نقص إيرادات مياه نهر النيل في مصر. وأشار إلى انه كان الأجدر بالإجابة على ذلك مكتب استصلاح الأراضي الأمريكي، الذي أعد دراسة إنشاء سد النهضة، وكان يمكن أن يقترح إنشاء السد بمواصفاته الحالية، ولكنه لم يفعل تفاديا للمخاطر، فإثيوبيا قامت من قبل بإنشاء سد شاراشارا على مخرج بحيرة تانا بارتفاع متر واحد فقط لتوليد طاقة كهربائية تصل إلي11% من إجمالي الطاقة المنتجة في إثيوبيا، إلي جانب إنشائها سد فينشا في عام1973 بارتفاع 20 مترا، ومن ثم لم تكن هناك حاجة لإنشاء سد جديد بهذا الارتفاع، وبهذه الطاقة التخزينية من المياه، وفي نفس الموقع المعرض لمخاطر النشاط الزلزالي، بل كان يمكن إنشاء سدود صغيرة، وستؤدي إلي نفس النتيجة التي تسعى إثيوبيا إليها. أما بخصوص المخاوف المطروحة من انهيار سد النهضة جزئيا أو كليا فأوضح د. مغاوري شحاتة دياب أنه يذكر الإثيوبيين بانهيار سد تاكيزي على نهر العطبرة بسبب المصاعب الجيولوجية, والانهيار الصخري الذي حدث في عام2009، ومن ثم فإننا نقترح على الحكومة الإثيوبية أن تتجه إلي إنشاء السدود الصغيرة أو الأنفاق مثل مشروع تانا بليز الذي انتهي في شهر مايو من عام2010, والذي يربط بين بحيرة تانا ونهربليز, وكانت هذه المشروعات ولا تزال تمثل حلا نموذجيا لإثيوبيا لاستخدامها في توليد الكهرباء، والتوسع الزراعي دون أن تسبب أدني ضرر لدولتي المصب السودان ومصر. وتكمن المخاوف أيضا كما يقول خبير المياه العالمي في أن إسرائيل هي التي ستقوم بقطف ثمار مشروع سد النهضة من خلال إدارة المشروع مائيا، والتحكم في فتحات السد.