نشرة ال«توك شو» من «المصري اليوم»: «احترم نفسك أنت في حضرة نادي العظماء».. تعليق ناري من عمرو أديب بعد فوز الزمالك على الأهلي.. أحمد موسى عن مناورات الجيش بالذخيرة الحية: «اللى يفت من حدودنا يموت»    بحضور السيسي، الداخلية تحتفل بتخريج دفعة من كلية الشرطة، اليوم    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الأحد 29 سبتمبر    أسعار اللحوم والدواجن والخضروات والفواكه اليوم الأحد 29 سبتمبر    قفزة في سعر الكتكوت.. أسعار الفراخ والبيض في الشرقية اليوم الأحد 29 سبتمبر 2024    جيش الاحتلال: دمرنا قاذفات صواريخ لحزب الله كانت موجهة نحو إسرائيل    إسرائيل تمهد لعمل بري في لبنان، وإيران تطالب بإدانة "العدوان الإرهابي"    داعية إسلامي يضع حلًا دينيًا للتعامل مع ارتفاع الأسعار (فيديو)    خبير يكشف عن السبب الحقيقي لانتشار تطبيقات المراهنات    كتابة الاسم العلمي للدواء يقلل المشكلات الطبية.. تفاصيل    مسؤول أمريكي: إسرائيل على وشك تنفيذ عمليات صغيرة النطاق في لبنان    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الأحد 29-9-2024    مصرع شخص صدمته سيارة نقل في سوهاج    بعد اعتذارها.. شقيق شيرين عبد الوهاب يرد عليها: «إنتي أمي وتاج رأسي»    نشوي مصطفي تكشف عن مهنتها قبل دخولها المجال الفني    وزير الخارجية يوجه بسرعة إنهاء الإجراءات لاسترداد القطع الآثرية من الخارج    سعر الذهب في مصر اليوم الأحد 29-9-2024 مع بداية التعاملات الصباحية    أحدث استطلاعات الرأي: ترامب وهاريس متعادلان    طائرات الاحتلال تشن غارة جوية على مدينة الهرمل شرقي لبنان    لصحة أفراد أسرتك، وصفات طبيعية لتعطير البيت    أصالة ل ريهام عبدالغور: انتي وفيّه بزمن فيه الوفا وين نلاقيه.. ما القصة؟    شريف عبد الفضيل: «الغرور والاستهتار» وراء خسارة الأهلي السوبر الإفريقي    الجيش الأردني: سقوط صاروخ من نوع غراد في منطقة مفتوحة    «الأهلاوية قاعدين مستنينك دلوقتي».. عمرو أديب يوجه رسالة ل ناصر منسي (فيديو)    إصابة ناهد السباعي بكدمات وجروح بالغة بسبب «بنات الباشا» (صور)    المنيا تحتفل باليوم العالمي للسياحة تحت شعار «السياحة والسلام»    رئيس موازنة النواب: نسب الفقر لم تنخفض رغم ضخ المليارات!    الفيفا يعلن عن المدن التي ستستضيف نهائيات كأس العالم للأندية    ضبط 1100 كرتونة تمر منتهية الصلاحية في حملة تموينية بالبحيرة    أمير عزمي: بنتايك مفاجأة الزمالك..والجمهور كلمة السر في التتويج بالسوبر الإفريقي    أحدث ظهور ل يوسف الشريف في مباراة الأهلي والزمالك (صورة)    لافروف يرفض الدعوات المنادية بوضع بداية جديدة للعلاقات الدولية    الجيش السوداني يواصل عملياته لليوم الثالث.. ومصدر عسكري ل«الشروق»: تقدم كبير في العاصمة المثلثة واستمرار معارك مصفاه الجيلي    سحر مؤمن زكريا يصل إلي النائب العام.. القصة الكاملة من «تُرب البساتين» للأزهر    أول تعليق من محمد عواد على احتفالات رامي ربيعة وعمر كمال (فيديو)    "حط التليفون بالحمام".. ضبط عامل في إحدى الكافيهات بطنطا لتصويره السيدات    حكاية أخر الليل.. ماذا جرى مع "عبده الصعيدي" بعد عقيقة ابنته في كعابيش؟    مصر توجه تحذيرا شديد اللهجة لإثيوبيا بسبب سد النهضة    الصحة اللبنانية: سقوط 1030 شهيدًا و6358 إصابة في العدوان الإسرائيلي منذ 19 سبتمبر    ورود وهتافات لزيزو وعمر جابر ومنسي فى استقبال لاعبى الزمالك بالمطار بعد حسم السوبر الأفريقي    راعي أبرشية صيدا للموارنة يطمئن على رعيته    أسعار السيارات هل ستنخفض بالفترة المقبلة..الشعبة تعلن المفاجأة    «التنمية المحلية»: انطلاق الأسبوع التاسع من الخطة التدريبية الجديدة    برج السرطان.. حظك اليوم الأحد 29 سبتمبر 2024: عبر عن مشاعرك بصدق    "100 يوم صحة" تقدم أكثر من 91 مليون خدمة طبية خلال 58 يومًا    «الداخلية» تطلق وحدات متنقلة لاستخراج جوازات السفر وشهادات التحركات    سيدة فى دعوى خلع: «غشاش وفقد معايير الاحترام والتقاليد التى تربينا عليها»    تعرف على برجك اليوم 2024/9/29.. تعرف على برجك اليوم 2024/9/29.. «الحمل»: لديك استعداد لسماع الرأى الآخر.. و«الدلو»: لا تركز في سلبيات الأمور المالية    ضبط 27 عنصرًا إجراميًا بحوزتهم مخدرات ب12 مليون جنيه    وزير التعليم العالى يتابع أول يوم دراسي بالجامعات    في عطلة الصاغة.. تعرف على أسعار الذهب الآن وعيار 21 اليوم الأحد 29 سبتمبر 2024    قفزة كبيرة في سعر طن الحديد الاستثمارى وعز والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأحد 29 سبتمبر 2024    «شمال سيناء الأزهرية» تدعو طلابها للمشاركة في مبادرة «تحدي علوم المستقبل» لتعزيز الابتكار التكنولوجي    اتحاد العمال المصريين بإيطاليا يوقع اتفاقية مع الكونفدرالية الإيطالية لتأهيل الشباب المصري    باحثة تحذر من تناول أدوية التنحيف    خبير يكشف عن السبب الحقيقي لانتشار تطبيقات المراهنات    أحمد عمر هاشم: الأزهر حمل لواء الوسطية في مواجهة أصحاب المخالفات    في اليوم العالمي للمُسنِّين.. الإفتاء: الإسلام وضعهم في مكانة خاصة وحثَّ على رعايتهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"المصريون" تفتح الصندوق الأسود للتعليم الفنى فى مصر
نشر في المصريون يوم 02 - 06 - 2013

يعتبر التعليم في مصر هو مستقبلها الذي تصبو إليه لمواجهة طموحات الدول المتقدمة وتنمية القدرات المصرية لدفع مسيرة التنمية في مصر إلى الأمام، وقد أدى سوء التعليم في مصر إلى هروب الكثير من أبنائها إلى خارج مصر، بحثًا عن مستقبل أفضل لهم ولمعوا في الخارج وكان على رأس هؤلاء هو العالم المصري الدكتور أحمد زويل، والذي حصل على جائزة نوبل في الكيمياء بعد سفره للولايات المتحدة الأمريكية لتلقي التعليم بها، ورغم أن التعليم في مصر لا يجد الاهتمام الكافي من الدولة إلا أن الحكومة المصرية اهتمت بالتعليم الأجنبي وتركت التعليم الفني الذي كان من الممكن أن يدفع بها للأمام، لأنه القادر على تنمية مهارات الطلاب لخلق مبدعين ومخترعين مصريين.
ويعتبر التعليم الفني هو أساس التنمية التكنولوجية في المجتمعات الحديثة، ومن هنا جاءت أهمية وضع معايير أكاديمية لقطاع التعليم الفني للارتقاء بجودته حتى تتم مواجهة التحديات التي يتعرض لها الوطن في الوقت الراهن والتعليم الفني هو عبارة عن نوع من التعليم يهدف إلى إكساب الفرد قدرًا من الثقافة والمعلومات الفنية والمهارات العملية التي تمكنه من إتقان أداء عمله، وتنفيذه على الوجه الأكمل.

التعليم الفنى
وقد كان للمتخصصين في التعليم الفني رأي آخر في أسباب تدهور التعليم الفني في مصر وعد الاهتمام به من قبل الدولة فيقول حسن أحمد محمد، نقيب المعلمين المستقلين، إن المنظومة التعليمية مازالت تعاني من نفس الفكر السابق، وتطبق نفس الفكر ونفس السياسيات النظام السابق فالنظام الجديد لم يهدف بأن يطور المنظومة التعليمية كاملة، ولكنه كان الهدف الأساسي في تطوير التعليم هو تطوير الثانوية العامة فقط، وليس تطوير منظومة التعليم كاملة.
وكان من الأولى تطوير المناهج وتغيرها حتى تكون ملائمة لكل الطلاب حتى إن قانون الكادر المعلمين لم يفرح به المعلمون للنهاية، لأنه ارتبط بقانون الأزهر.
فالتعليم أصبح الآن عبارة عن نوع من التلقين والحفظ، وبالتالي فمن غير المنتظر أن يصبح الطالب مثقفًا في تحصيله للعلم مادام أصبح نفس أسلوب النظام السابق وأسلوب النظام الماضي، ولكن لابد في البداية أن نتعرف ما هي الطريقة الصحيحة لطريقة التعليم حتى نبني جيلًا قويًا يكون فيه الطالب مثقفًا وما هو الهدف من المراحل التعليمية.
وأشار نقيب المعلمين المستقلين إلى أن الهدف الرئيسي من التعليم في المرحلة الابتدائية هو تعليم القراءة والكتابة والحساب وأحد اللغات لكننا نرى الآن عكس ذلك بكثير فنرى كثرة المناهج الدراسية في المرحلة الابتدائية، مما تجعل طالب الابتدائي في مرحلة اكتئاب دائمة ثانيًا، ويجب أن نعمل على أن نجعل الطالب يحب مدرسته، وذلك عن طريق القضاء على كثافة الفصول، ونظرًا لقلة الإمكانيات التي تعانيها فمن الممكن أن نتغلب على ذلك عن طريق أن يكون هناك مجموعة من الطلبة في حصة عملي ومجموعة أخرى في الجزء النظري.
أما المرحلة الإعدادية فيجب أن يكون هدفها الأساسي هو استكشاف الطالب قدراته الحقيقة التي من خلالها سيحدد أن كان سيدخل لمرحلة التعليم الفني أو مرحلة التعليم الثانوي، وهل هو يحب الجانب العلمي المتمثل في الثانوية العامة أم أنه يحب الجانب العملي والتمثل في التعليم الفني، أما المرحلة الثانوية فالهدف الأساسي منها يجب أن يكون تدعيم اللغات وتدريس العلوم التي تؤهل للجامعة.
وأكد نقيب المعلمين المستقلين أن التعليم الفني يواجهه عدة مشاكل الآن فلابد من تغيير المنظومة كاملة، لأنها من الممكن أن تتغير المنظومة وتحقق أرباحًا وتصبح من وزارة خدمية إلى وزارة إنتاجية ومن الممكن أن يدر أرباحًا هائلة، وذلك عن طريق التصنيع داخل ورش المدارس، فما المانع من أن تعاد تصليح سيارات الحكومة داخل أقسام الميكانيكا بالمدارس الفنية، وما المانع أيضًا من تصنيع العباءات داخل أقسام النسيج وغيرها من هذه العمليات التي لو استخدمت صحيحًا ستحول وزارة التربية والتعليم من وزارة خدمية إلى وزارة إنتاجية ونحن كنقابة المعلمين المستقلة قدمنا عدة مشاريع وعدة أفكار وعدة مقترحات إلى وزارة التربية والتعليم لكن الوزارة لم تستجب إلينا كالعادة.

أخونة التعليم
وأضاف إن وزارة التربية والتعليم، تركز كل نشاطها وشغلها الشاغل الآن لأخونة التعليم في مصر، وذلك عن طريق اهتمامها غير العادي بالمدارس الخاصة، وذلك بسبب أن معظم أصحاب المدارس الخاصة هم رجال أعمال إخوان حتى إن المتحدث الرسمي بوزارة التربية والتعليم كان من الإخوان المسلمين، كما أنه هناك خصخصة للمدارس فنحن نجد أنه سيكون في كل مدرسة فصل تجريبي، وهو بالطبع ستكون مصروفاته أعلى من مصروفات التعليم العالي، وهذا إن دل سيدل على أنه سيخلق نوعًا من التمييز الطبقي داخل المدرسة الواحدة.
أما عن التعليم في المدارس الأجنبية فقال نقيب المعلمين المستقلين إن مشكلة المدارس الأجنبية من المشكلات التي يعاني منها المصريين، وذلك لأن وزارة التربية والتعليم لم تشرف على هذه المدارس فالمدارس الأجنبية هي دولة داخل دولة، لأن الدولة التي تفرض مناهجها على هذه المدارس وفي نفس الوقت تعتبر المدارس الأجنبية هي نوع من تضييع الهوية العربية والإسلامية، لأن الطلاب ثقافتهم ستكون متجهة اتجاهًا آخر غير الثقافة العربية.
بدوره قال الدكتور محمود أبو النصر، وكيل أول وزارة التربية والتعليم للقطاع الفني سابقَا، إنه بأي حال من الأحوال لن يتم مشروع النهضة الحقيقة في مصر إلا من خلال التعليم الفني الحقيقي والنهوض به، وأنه كانت هناك خطة واستراتيجية لتطوير منظومة التعليم الفني ليصبح قطاعًا إنتاجيًا وليس قطاعًا خدميًا ويكون مصدرًا من مصادر الدخل القومي.
وأشار أبو النصر إلى أنه كان يتم النظر إلى التعليم الفني على أنه تعليم متدنٍ المستوى، نظرًا لضعف المستوى التعليمي الذي كان متبعًا من قبل فيه، وأن الوضع سيتغير في الفترة القادمة، نظرًا لاستراتيجية الجديدة في القطاع الفني الذي سوف يعتمد على تعليم الطلاب وتدريبهم في المدرسة، وتعيينهم بعد تخرجهم في وظائف مختلفة.
وأضاف إنه يوجد حاليًا 2000 مدرسة فنية تخدم 2 مليون طالب، وستقوم الإستراتيجية الجديدة على بناء مدارس جديدة تستوعب عدد الطلاب، بالإضافة إلى تفعيل نظام اليوم الكامل بالمدرسة، وإضافة أقسام جديدة منها قسم الأمن والأمان، وقسم للتربية الأسرية وقسم السكرتارية، حتى نتابع التطور الموجود حاليًا.
مؤكدًا أن القطاع الفني أجرى عدة برتوكولات تعاون مع العديد من الدول الصناعية الكبرى كألمانيا والصين وأمريكا وغيرها من دول العالم الصناعية الكبرى، وأن المدارس الفنية ستقوم بتصنيع وتسويق منتجاتها بصفة مستمرة، حتى تستطيع تحقيق الاكتفاء الذاتي لديها.
وأشار أبو النصر إلى أن أعداد طلبة التعليم الفني ضخم جدًا ويقترب من 6 ملايين طالب وعلينا أن نأخذ في الاعتبار أنه لم يجد لهؤلاء الشباب أي مستقبل لهم، فسينقلبون على المجتمع بكل شراسة، لذا وجب التحرك وجاء وقت العمل.
وأن هناك خطورة حقيقية تقابل المصريين، وهي العمالة الآسيوية فهل يتم الاكتفاء بجلب العمالة المدربة من شرق آسيا أم نقوم بالأخذ بيد العمالة المصرية والتي بشهادة الجميع إذا أخذت حقها في التدريب والأجور، أفضل من العمالة الخارجية، لأن جلب العمالة الفنية المدربة من شرق آسيا والاعتماد عليهم بشكل كلى أمر في منتهى الخطورة، في ظل وجود الكم الهائل الموجود من العمالة الفنية المصرية، والتي من الواجب أن يأخذوا حقهم من فرص عمل كافية وتدريب كاف حتى يكونوا منتجين ناجحين ونعتمد كدولة على العمالة المصرية، ولا نحتاج إلى دعم خارجي.
فيجب على رجال الأعمال التبرع لصالح هذه المدارس الفنية للتطوير من المعدات وأساليب التدريب، لكي يحدث تطور وتحسين في الإنتاج، ولكي يضمن رجال الأعمال أنه هذه التبرعات يتم الاستفادة منها بالشكل المطلوب ويجب تواجد منظومة كاملة لذلك، لأنه عند ارتفاع الأداء أو التعليم الفني في مصر، فهذا ليس ارتفاعًا للتعليم الفني فقط بل هو ارتفاع للصناعة المصرية بأكملها.

الهروب من التعليم
وللوقوف على وضع التعليم الفني في مصر كشفت أحدث دراسات المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية حول قضايا التعليم في مصر‏، والتي أجريت على 2035 طالبًا وطالبة في 17 مدرسة للتعليم الفني الصناعي بالقاهرة الكبرى عن أن 42.8% من الطلاب يؤكدون أنهم سيلاقون حالة من تدني التقدير المجتمعي بعد التخرج و17.6% يكثرون الغياب من المدرسة، بسبب رؤيتهم أن التعليم الفني ليس له مستقبل مضمون و25.2% من أفراد العينة ذكروا أن اختيارهم للتعليم الفني بمثابة وسيلة للهروب من الثانوية العامة.
وحول أسباب ظاهرة تغيب التلاميذ عن المدرسة أشار 34% من الطلاب إلى عدم الاهتمام بالدراسة و48.4% بسبب اللامبالاة و13.7%، بسبب عدم وجود ربط وضبط بالمدارس, كما كشفت الدراسة عن أن عدد الطلاب الملتحقين بالتعليم الفني بمصر يصل إلى مليون و430 ألف طالب منهم790 ألفًا و277 طالبًا بالتعليم الصناعي, والإقبال على التعليم الفني في مصر، وبخاصة الصناعي في تزايد مستمر في السنوات الأخيرة.
وأوضحت الدراسة أن المشكلات الحقيقية للتعليم الفني الصناعي تتمثل في تحول التعليم الفني الصناعي مع مرور الوقت، بسبب التفاعل بين العديد من المشكلات التي تواجهه إلى بوتقة يوضع فيها الفرد ليشعر من خلالها بتدني وضعه الاجتماعي وعدم جدوى ما يمر به من خبرات تعليمية في النهوض به مهاريًا واجتماعيًا واقتصاديًا, ومن ثم يبدأ الشعور بانخفاض تقديره لذاته وإعاقته عن تحقيق حاجته إلى الإنجاز والحصول على المكانة الاجتماعية المرغوبة لدى الجميع.
كما أشار التقرير إلى ارتفاع كثافة التعليم الفني في بعض المحافظات إلى 51 طالبًا في الفصل الواحد مثل محافظة الجيزة، و44 طالبًا في محافظتي الإسكندرية وقنا، كما سجلت بعض المحافظات كثافات كبيرة ومزعجة في عدد الطلاب، فبعض محافظات الدلتا تشتكي من كثافة الطلاب فضلًا عن الصعيد بكفوره ونجوعه الذي لا يعلم عنها أحد.
كذلك كان تطبيق نظام تعدد الفترات الدراسية بهدف تقليل الكثافة المدرسية والفصول ورغم سلبيات هذا على العملية التعليمية، حيث بلغت نسبة المدارس التي تتبع نظام الفترات إلى 6061% بالتعليم الزراعي وحده خلال الأعوام الماضية.

عجز المدرسين
ولفتت الدراسة إلى وجود عجز في أعداد المدرسين فكان هناك عجز في مدرسي المواد الثقافية بالتعليم الفني وعددهم 8698 مدرسًا بنسبة 6.15 %، وقد شمل العجز 13 محافظة في مدرسي المواد الفنية النظرية وعددهم 16594 مدرسًا بنسبة 5.27 % وقد شمل العجز جميع المحافظات التي بها التعليم الفني الزراعي ماعدا محافظة جنوب سيناء، وبلغت نسبة العجز في محافظة أسيوط 69. 9 % والإسماعيلية 7.67% وبني سويف 7.62 % وشمال سيناء 65. 3 % .
كما أظهر التقرير عجزًا واضحًا في أعداد الأطباء البيطريين والمهندسين الزراعيين في المدارس الزراعية بنسبة 258 طبيبًا، و320 مهندسًا زراعيًا وهذا ينبأ بمستوى الانحدار الذي وصلت إليه العملية التعليمية .
كما أشار التقرير إلى وجود عجز في أعداد مدرسي المواد العلمية بالتعليم الفني 12195 مدرسًا بنسبة 8.17 % من العدد اللازم وظهر هذا العجز واضحًا في محافظتي الإسكندرية بنسبة 5.86% والفيوم بنسبة 82 % والسويس ومطروح بنسبة 100 % .

مخالفات جسيمة
وكشفت الدراسة عن وجود عجز في مدرسين المواد الثقافية يصل إلى 888 مدرسا من إجمالي عدد مدرسين المواد الثقافية وتبين وجود مخالفات إدارية جسيمة في تعيين المدرسين، حيث تبين وجود 4026 مدرسًا غير حاصلين على مؤهلات عليا، وتم تعيينهم بالمخالفة للاشتراطات الوظيفية الواجب مراعاتها في شاغلي هذه النوعية من الوظائف ووجود 22 ألفًا و650 مدرسًا بنسبة 48% من إجمالي أعداد المدرسين في التعليم الفني الزراعي والتجاري غير مؤهلين تربويًا ولا علميًا.
واستحوذ التعليم الفني الزراعي على نسبة مؤهلات غير مؤهلين تربويًا بجانب وجود 46 ألفًا و499 مدرسًا من إجمالي مدرسي المواد الفنية النظرية في التعليم الفني غير مؤهلين تربويًا واستحوذ التعليم الزراعي على أعلى النسب، وذلك بنسبة 3.71 % عام 2004 .

المباني التعليمية
وأوضحت الدراسة أيضًا سوء حالة الكثير من المباني فمرافق وهيئات الإدارة التعليمية في حالة يرثى لها وحاجتها إلى عملية صيانة وترميم أو إحلال وإنشاء ومن مظاهر ذلك وجود تصدعات وشروخ بالحوائط والأسقف وصدأ الحديد ودورات المياه غير الآدمية، والتي تنبأ عن حالة من اللامبالاة بين المسئولين عن المنظومة التعليمية في مصر.

التعليم وسوق العمل
وشددت الدراسة على أن التعليم الزراعي الثانوي غير مرتبط بسوق العمل، ولا ينجح خريجوه في الحصول على فرص عمل مناسب، وأن السنوات الأخيرة شهدت انهيارًا في مستوى التعليم الزراعي، وأن التعليم الزراعي ضل الطريق عن أهدافه الحقيقية بابتعاده عن مواقع الإنتاج، مما أدى إلى تخريج دفعات متتالية، لم تستطع أن تحصل على فرص عمل، بسبب انخفاض مهاراتها وأرجعت الدراسة سر فشل التعليم الزراعي إلى ارتفاع كثافة الطلاب بالفصول، مما أثر بالسلب على فرص التدريبات العملية.

أنواع التعليم الفنى
وينقسم التعليم الفني إلى عدة أنواع منها التعليم الصناعي ويشمل 10 صناعات ينبثق من كل صناعة عدة شعب الميكانيكية والمركبات والبحرية وكهربية ونسجية ومعمارية وخشبية ومعدنية وتبريد وتكييف والهواء زخرفية، والتعليم التجاري ويشمل المدارس الثانوية التجارية مثل مبارك كول، والتي تضم مهنة مساعد فني إداري ومهنة سكرتارية طبية والمدارس الثانوية الفندقية (مبارك كول) أما عن المدارس الثانوية الفندقية وتضم الشعب الآتية شعبة المطبخ وشعبة المطعم و شعبة إشراف داخلي وشعبة الخدمات سياحية.
والتعليم الزراعي فيشمل الدراسة بالمدارس الثانوية الفنية الزراعية المجالات الآتية الإنتاج الحيواني، وإنتاج الحاصلات البستانية، والتصنيع الغذائي، والعجائن، واستصلاح الأراضي، والميكنة الزراعية، وتكنولوجيا إنتاج وتصنيع الأسماك، و فني معامل، ومساعد بيطري، وتربية النحل، وديدان الحرير.

تحديات التعليم
إن الحاجة لهذه المنظومة الحيوية من التعليم الفني في مصر ضرورية لسد الفجوة بين ما هو كائن وبين ما يجب أن يكون بمعني إحداث نقلة نوعية في مجالات العمل بالدولة من عمل تقليدي يوظف أساليب تقليدية قائمة على تكنولوجيا متواضعة ومستوى جودة منخفض إلى عمل عصري يرقى للمستوى العالمي من حيث توظيف تكنولوجيا المعلومات والتمتع بمستوى جودة متميز من خلال موارد بشرية تتمتع بالقدرات المهنية القيادية التي تحقق التطوير وتتبنى برنامج التحديث المستمر.
حيث إن التدريب والتعليم المستمر له أهمية قصوى في نمو وتقييم الأعمال بمختلف أنواعها، وأنهما أساس تنمية مهارات وقدرات العاملين بتلك المنظمات التي تيسر لهم أداء العمليات الفنية والإدارية وتحليل المشاكل واتخاذ القرارات المتعلقة بأعمالهم وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتحسين أوضاع التعليم والتدريب المهني في مصر منذ بداية عقد التسعينيات من القرن العشرين وحتى الآن وما أسفرت عنه من نجاحات، إلا أن تلك الجهود تواجه مجموعة كبيرة من المشكلات والتحديات ومن أبرزها أنه تعاني عملية التدريب والتشغيل في مصر من غياب رؤية قومية للاحتياجات التدريبية ومن ثم خطة واضحة للتدريب، وقد أسهم هذا الأمر في مشكلات عدة، فمن ناحية لا توجد معرفة حقيقية بالاحتياجات التدريبية، كما لا يوجد تقييم ومتابعة للخريجين للتعرف على مدى استفادتهم من التدريب الذي حصلوا عليه، وكذلك غياب التقييم الدوري للعملية التدريبية ذاتها، ومن ناحية أخرى وفي ظل غياب خطة قومية واضحة للتدريب في مصر فقد أدى ذلك إلى عدم توزيع الموارد استنادًا إلى مدى نجاح مركز التدريب أو طبيعة العملية التدريبية، حيث إن هناك مراكز تدريب ناجحة لا تجد الموارد الكافية لاستمرارها يضاف إلى ذلك أن غياب خطة مركزية واضحة المعالم للتدريب والتعليم الفني في مصر أسهم في خلق فجوة بين الطلب والعرض في سوق العمل.
ومن أهم التحديات أيضًا ازدياد عدد المشروعات الممولة من جهات خارجية تعمل في مجال تطوير التدريب والبرامج التدريبية، ونظرًا لعدم وجود رؤية واضحة لمنظومة التدريب ولا يوجد أي ارتباط أو تعاون بين هذه المشاريع، وعدم وجود قاعدة بيانات دقيقة وشاملة ومفصلة وتحدث بشكل دوري عن مراكز التدريب في مصر، وعدم إدارة التمويل المقدم إلى بعض المبادرات بشكل كفء، مما أدى إلى توقف التمويل وتعطيل تلك المبادرات.

تمويل التعليم
يضاف لذلك أن التمويل في بعض الأحيان يتسم بعدم الانتظام، مما يؤثر على استمرارية بعض المبادرات والبرامج التدريبية مثل المشروع القومي لتأهيل شباب الخريجين، هذا رغم محاولات الحكومة زيادة ميزانية التدريب والتعليم إلا أن الميزانية الحكومية مازالت غير قادرة على توفير التمويل اللازم لرفع كفاءة الخدمة التعليمية والتدريبية بما يتناسب مع التطورات التكنولوجية القائمة.
ويضاف إلى قائمة التحديات التي تواجه التعليم الفني في مصر عدم وجود قاعدة بيانات عن سوق العمل واحتياجاته يُشكل أحد التحديات الأساسية التي تواجه عملية التعليم والتدريب والتشغيل في مصر، إذ إن توافر هذه القاعدة من شأنه العمل على خلق مزيد من التوافق بين جانبي العرض والطلب في سوق العمل.
وكذلك عدم إرشاد المتدربين قبل بدء العملية التدريبية إلى مجالات العمل المرتبطة بالأنماط المختلفة من التدريب وتتسم عملية التدريب في أغلب الأحيان بانخفاض كفاءتها، وهو ما يرجع في بعض الأحيان إلى نقص الكوادر من المدرسين والمدربين الأكفاء مما يحول دون نقل واكتساب المعارف والمهارات، يضاف لذلك ضعف مشاركة القطاع الخاص في تصميم وإدارة تلك البرامج، مما يؤثر بالسلب على كفاءتها، وذلك في ضوء ما يتسم به القطاع الخاص من دراية واسعة باحتياجات سوق العمل.

مراكز التدريب
وتعاني عملية التدريب من مصر من غياب آلية لتقييم عملية التدريب ومخرجاتها لمعرفة مدى استفادتهم وهو الأمر الذي ساهم في عدم تطوير عملية التدريب وضعف إدارة بعض مراكز التدريب، وهو الأمر الذي ينعكس في عدم الاستغلال الأمثل لتلك المراكز، ومن أمثلة ذلك: عدم حرص إدارة بعض مراكز التدريب على قيام المتدربين باستخدام الأجهزة المتاحة بأنفسهم لتخوفهم من إتلافها، وكذلك عدم توفير الخامات ومستلزمات التدريب على الرغم من وجود الأجهزة الحديثة التي لا يتم استخدامها، كما تعاني بعض مراكز التدريب من نقص في المعدات وعدم القيام بالصيانة الدورية لها.
وتظل إحدى المشكلات التي تقابل التعليم الفني والتدريب المهني هي عدم اقتناع بعض من القائمين على القطاع الخاص بجدية وأهمية التدريب العملي فنجد أنه في بعض الأحيان يتم تكليف هؤلاء الطلاب بأداء بعض المهام في المصانع التي لا تمت بصلة للبرامج التدريبية المخططة لهم، لكي يحقق التدريب الغاية المرجوة منه، حيث يجب أن يقوم على رسالة واضحة تتبناها كل الأطراف، وتمثل هذه الرسالة الغرض الرئيسي من التدريب وإسهامه المتوقع وكذلك الصورة الذهنية التي نود صنعها لدي القائمين علي التدريب، والمستفيدين منه.
الحكومة والتعليم الفني
كانت الحكومات السابقة تتعمد وبشكل مدروس القضاء على التعليم الفني رغم أهميته الاجتماعية والاقتصادية، حيث إن هذه النوعية تستقبل 60% من الحاصلين على الشهادة الإعدادية، فيما تستغل الثانوية العامة 40% فقط من الخريجين، وهناك دول كثيرة قامت تنميتها الشاملة على أكتاف التعليم الفني وأصبحت دولًا متقدمة اقتصاديًا وصناعيًا، وعلى سبيل المثال الصين والدنمارك وفنلندا وألمانيا، حيث اعتمدت هذه الدول في تأهيل خريجيها على التعليم المزدوج حيث التدريب داخل المصنع والتدريس داخل المدرسة لمدة ثلاثة أيام فقط، وخلال السنوات الأخيرة نجح قطاع التعليم الفني في مصر في وضع استراتيجية قومية لتطوير التعليم الفني بشعبه الثلاث سواء كان صناعيًا أو زراعيًا أو تجاريًا لكن منذ متى نعتمد على نجاحات الدول التي سبقتنا في هذا المجال فهذه الاستراتيجية لكي يتم تنفيذها بدقة فعلى الدولة أن توفر ميزانية تقدر ب16 مليارات جنيه في خمس سنوات.
غير أن المسئولين عن التعليم الفني في مصر يتعاملون معه كأنه درجة ثانية من التعليم ومن مظاهر ذلك عدم الاهتمام به ومعاملة خريجيه كأنهم عمالة لا وجود لها ويمنع عنهم استكمال دراساتهم الجامعية إلا بشروط مجحفة يصعب على الكثير منهم تحقيقها، نظرًا لأسلوب التعليم المتدني الذي تلقوه في المرحلة الثانوية الصناعية أو ما بعدها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.