رغم خطورة الوضع الجيوسياسى للملكة الأردنية، خاصة فى ظل التطورات الخطيرة بالمنطقة، إلا أن الرؤية المستقبلية المدعومة بآليات تنفيذية عصرية، أتاحت تنفيذ مشروع تنموى عملاق، وضع منطقة العقبة على خارطة المناطق الإقتصادية الجاذبة إقليميا ودوليا. وفيما تسير التطورات السياسية بخطى متسارعة نحو الحرائق المتتابعة فى دول الجوار خاصة العراق وسوريا، تمضى الحكومة الأردنية فى خطواتها المتسارعة أيضا لتطوير منطقة العقبة الإقتصادية، بهدف الوصول إلى إستثمارات محلية وعالمية تقدر بمليارات الدولارات فى مختلف المجالات الصناعية والخدمية. ويبدو الموقع الجغرافى للأردن محل تندر يتصاعد مع زيادة اشتعال الأوضاع بالمنطقة، فالقارىء لشكل خريطة الأردن التي تبتعد عن أي تشكيل جغرافي طبيعي إلا من الجهة الغربية، يرى تشكيلا منسجما مع مسار حفرة الانهدام التي يمر فيها نهر الأردن، ليصب في أكثر مناطق الكرة الأرضية انخفاضا وهو البحر الميت. أما الحدود المتبقية فتبدو مرسومة بعناية طبيعية لعبت دوراً في رسم الحدود الشمالية والشرقية والجنوبية من الأردن ، حيث أن المملكة الأردنية الهاشمية تظهر مُهندّسة جغرافياً وسياسياً وهو ما يُعرف بالموقع الجيوسياسي . وفي ظل كل المعطيات التاريخية التي يبدو الحديث عنها مطولا أمرا بالغ الصعوبة، فقد تمكن الأردن من الصمود، حتى جاءت اللحظة التاريخية التى عززت هذا الصمود لكي يعيش الأردنيون بسلام ورفاه اقتصادي، رغم كل ما يحيط بهذا البلد من توترات وحرائق سياسية.