غدًا.. انطلاق العام الدراسى الجديد بالمدارس| حضور الطلاب تباعا لعدم التكدس.. و25 مليون طالب ينتظمون الأسبوعين المقبلين.. وزير التعليم يستعد لجولات ميدانية تبدأ من سوهاج وقنا    الذهب عند أعلى مستوياته بفعل تزايد الرهانات على مزيد من خفض أسعار الفائدة في 2024    يستهدف إبراهيم عقيل.. تفاصيل الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية ل بيروت    تشييع جثامين ثلاثة شهداء فلسطينيين ارتقوا خلال عدوان الاحتلال على قباطية بالضفة الغربية    إصابة شخصين في حادث تصادم بالفيوم    واقف قلقان.. نجل الشيخ التيجاني يساند والده أمام النيابة خلال التحقيق معه (صور)    صدور العدد الجديد من جريدة مسرحنا الإلكترونية وملف خاص عن الفنانة عايدة علام    عمرو الفقي ل«أحمد عزمي» بعد تعاقده على عمل درامي بموسم رمضان: نورت المتحدة وربنا يوفقك    دعاء يوم الجمعة: نافذة الأمل والإيمان    رئيس الإدارة المركزية لشئون الدعوة وسكرتير عام محافظة البحيرة يشهدان احتفال المحافظة بالعيد القومي    مصدر لبناني: البطاريات التي يستخدمها حزب الله مزجت بمادة شديدة الانفجار    أجندة ساخنة ل«بلينكن» في الأمم المتحدة.. حرب غزة ليست على جدول أعماله    أنشيلوتي: التمريرات الطويلة حل مشكلة برشلونة.. وموعد عودة كامافينجا    خبر في الجول - الإسماعيلي يفاضل بين تامر مصطفى ومؤمن سليمان لتولي تدريبه    نجم ليفربول يرغب في شراء نادي نانت الفرنسي    أرني سلوت يصدم نجم ليفربول    القومي للمرأة بدمياط ينفذ دورات تدريبية للسيدات بمجالات ريادة الأعمال    كوجك: حققنا 6.1% فائضا أوليا متضمنًا عوائد "رأس الحكمة"    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة غدا السبت 21 - 9 - 2024    ضوابط شطب المقاول ومهندس التصميم بسبب البناء المخالف    جمعية الخبراء: نؤيد وزير الاستثمار في إلغاء ضريبة الأرباح الرأسمالية في البورصة    خلال ساعات.. قطع المياه عن مناطق بالجيزة    «المتحدة» تستجيب للفنان أحمد عزمي وتتعاقد معه على مسلسل في رمضان 2025    وزير العمل: حريصون على سرعة إصدار الاستراتيجية الوطنية للتشغيل    وزير الأوقاف يشهد احتفال "الأشراف" بالمولد النبوي.. والشريف يهديه درع النقابة    الإفتاء تُحذِّر من مشاهدة مقاطع قراءة القرآن المصحوبةً بالموسيقى أو الترويج لها    جامعة عين شمس تعلن إنشاء وحدة لحقوق الإنسان لتحقيق التنمية المستدامة    طريقة عمل بيتزا صحية بمكونات بسيطة واقتصادية    هذا ما يحدث للسكري والقلب والدماغ عند تناول القهوة    الصحة تطلق النسخة الأولى من التطبيق الإلكتروني لمبادرات "100 مليون صحة"    بتكلفة 7.5 مليون جنيه: افتتاح 3 مساجد بناصر وسمسطا وبني سويف بعد إحلالها وتجديدها    إعلام إسرائيلي: تضرر 50 منزلا فى مستوطنة المطلة إثر قصف صاروخي من لبنان    الأزهر للفتوى الإلكترونية: القدوة أهم شيء لغرس الأخلاق والتربية الصالحة بالأولاد    معرض «الناس ومكتبة الإسكندرية».. احتفاء بالتأثير الثقافي والاجتماعي لمكتبة الإسكندرية في أوسلو عاصمة النرويج    مفتي الجمهورية يشارك في أعمال المنتدى الإسلامي العالمي بموسكو    سهر الصايغ تشارك في مهرجان الإسكندرية بدورته ال 40 بفيلم "لعل الله يراني"    سكرتير عام مساعد بني سويف يتفقد سير أعمال تعديل الحركة المرورية بميدان الزراعيين    الزراعة: جمع وتدوير مليون طن قش أرز بالدقهلية    خبير تربوي: مصر طورت عملية هيكلة المناهج لتخفيف المواد    الأنبا رافائيل: الألحان القبطية مرتبطة بجوانب روحية كثيرة للكنيسة الأرثوذكسية    رئيس جهاز العبور الجديدة يتفقد مشروعات المرافق والطرق والكهرباء بمنطقة ال2600 فدان بالمدينة    غرق موظف بترعة الإبراهيمية بالمنيا في ظروف غامضة    أزهري يحسم حكم التوسل بالأنبياء والأولياء والصالحين وطلب المدد منهم    «الداخلية» تنفي قيام عدد من الأشخاص بحمل عصي لترويع المواطنين في قنا    سوء معاملة والدته السبب.. طالب ينهي حياته شنقًا في بولاق الدكرور    وزير الإسكان يتابع استعدادات أجهزة مدن السويس وأسيوط وبني سويف الجديدة والشيخ زايد لاستقبال الشتاء    وثائق: روسيا توقعت هجوم كورسك وتعاني انهيار معنويات قواتها    مستشفى قنا العام تستضيف يوما علميا لجراحة المناظير المتقدمة    تشكيل أهلي جدة المتوقع أمام ضمك.. توني يقود الهجوم    عبد الباسط حمودة ضيف منى الشاذلي في «معكم».. اليوم    القوات المسلحة تُنظم جنازة عسكرية لأحد شهداء 1967 بعد العثور على رفاته (صور)    تراجع طفيف في أسعار الحديد اليوم الجمعة 20-9-2024 بالأسواق    رابط خطوات مرحلة تقليل الاغتراب 2024..    استطلاع رأي: ترامب وهاريس متعادلان في الولايات المتأرجحة    نجم الزمالك السابق يتعجب من عدم وجود بديل ل أحمد فتوح في المنتخب    مصطفى عسل يتأهل لنصف نهائي بطولة باريس المفتوحة للإسكواش 2024    لبنان: وصول رسائل مشبوهة مجهولة المصدر إلى عدد كبير من المواطنين    ليس كأس مصر فقط.. قرار محتمل من الأهلي بالاعتذار عن بطولة أخرى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هدف العملية العسكرية الإسرائيلية علي سوريا
نشر في المصريون يوم 28 - 05 - 2013

أن إسرائيل وضعت خطا أحمر بمنع نقل أسلحة لحزب الله تُخل بالتوازن القائم، وتحديدا الصواريخ الباليستية والإستراتيجية التي يمكن أن تؤثر على ملاحتها في البحر المتوسط ومنشآتها النفطية. أن الأقمار الاصطناعية الإسرائيلية والغربية تراقب على مدار الساعة الساحة السورية، وهذا ما يظهر في الغارتين اللتين شُنتا خلال 48 ساعة ضد ما يبدو أنه شُحنات صواريخ "ممنوع مرورها إسرائيليا لحزب الله". أن الغارة الإسرائيلية نفذتها عشر طائرات أطلقت نحو أربعين صاروخا، بينها "كروز وتوماهوك" بعيدة المدى على موقع قرب جبل قاسيون الذي يعد ثكنة عسكرية كبيرة توجد فيه ألوية للحرس الجمهوري والفرقة الرابعة ومخازن أسلحة ضخمة.
أن قدرات سلاح الجو الإسرائيلي تسمح له بقصف الأهداف السورية من خارج المجال الجوي السوري، لكن مجرد وجود الطائرات بتشكيل قتالي كان يُفترض أن تكشفه الرادارات السورية وترسل إنذارا للدفاع الجوي بالرد، ولكن يبدو أن الرادارات والدفاعات الجوية السورية لا تعمل مما يعطي إشارة للغرب بإمكانية فرض حظر جوي ومهاجمة مقرات القيادة والتحكم والمنظومات الدفاعية بطريقة أسهل مما توقعوا.
أن هذه المعلومات معروفة، ولكن هذه الغارات جاءت لتؤكدها وتعطي صاحب القرار الأميركي -إذا أراد التحول من القيادة للخلف إلى الأمام- تصورا بأن التدخل العسكري في سوريا يمكن تنفيذه دون سقوط ضحايا أو خسائر مادية. أن هذا التدخل الإسرائيلي في الأزمة السورية غير مرتبط بالغارات بل بدأ منذ فترة مع التصريحات والشروط التي وضعتها، ولكن "إسقاط الحدث" هو الذي يجب الحديث عنه ولو كان هناك أحداث كالتي تجري الآن وقعت قبل ستة أشهر لتدخلت تل أبيب.
- لقد جاءت الغارات في وقت كان فيه المسلحون المناوئون للنظام يتلقون على الرأس ضربة تلو اخرى، وهنا يمكن السؤال على صعيد أشمل: هل عدم سقوط النظام، مضافاً الى تعاظم قوة حزب الله، واستمرار الصلابة الايرانية المجبولة بالتطور النوعي التقني والعسكري يدفع الى "هستيريا" أميركية اسرائيلية الى حد القيام بغارات تضع المنطقة امام احتمالات مفتوحة، فتكون فتحتها واشنطن وتل ابيب وقد لا تدريان كيف تغلقانها؟ المناورات العسكرية الإيرانية الأخيرة, و التصريحات المتكررة التي أطلقتها شخصيات عسكرية إيرانية بخصوص مساندة سوريا و تهديد وجود الكيان الإسرائيلي. - التسارع الهائل الذي تقوده الولايات المتحدة باتجاه تفعيل مفاوضات الحل النهائي, و أهمها الصيغة المعدلة لمبادرة السلام العربية. - تصريح اوباما باستحالة ارسال الجنود الامريكيين على الارض في سوريا, و اعطاءه الضوء الأخضر لإسرائيل عبر الاشارة الضمنية المتعلقة بحق اسرائيل بالدفاع عن نفسها, و التي يمكن اعتبارها رداً على التصريح الروسي الأخير القائل بان لسوريا الحق بطلب المساعدة من حلفاءها. منطقياً يمكن اعتبار الهجوم الإسرائيلي نتيجة طبيعية لتداعيات تعديل مبادرة السلام العربية. العقلية الإسرائيلية تؤمن ان الشروع بمفاوضات الحل النهائي دون ضمان إدخال سوريا ضمن دائرة التسوية لن يغير شيئاً. كثير من القراءات الإسرائيلية تؤمن أن هذه المرحلة هي الأفضل لانجاز هذا المشروع المتعثر إسرائيليا منذ انتهاء حرب تشرين. هذه القراءة يمكن ان تقودنا الى مضامين الرسالة الإسرائيلية: "سوريا يجب ان تكون جزء من مشروع الحل النهائي, الذي لابد أن يشمل حزب الله أيضاً." الولايات المتحدة (الغائبة الحاضرة) لم تستطع تلبية الرغبة الإسرائيلية بتطويع سوريا للدخول في مسار المفاوضات, لكنها في الوقت نفسه أوكلت مهمة ارسال هذه الرسالة للإسرائيليين عبر تقديم غطاء للقيام بهذه المهمة. الإسرائيليون بدورهم اختاروا ان تستقبل المؤسسة العسكرية السورية رسالتهم عبر الهجوم و التلويح باحتمالية وقوع هجمات اخرى. بعض المراقبين وجدوا في اختيار توقيت الهجوم و توجه بنيامين نتينياهو الى الصين رسالة واضحة, بلجوء الإسرائيليين الى واحد من اهم حلفاء سوريا لضمان احتواء التداعيات و اقناع الصينيين بضرورة التدخل من اجل الغط على موسكو و ضرورة جلب السوريين الى طاولة المفاوضات. لجوء الإسرائيليين الى الصين جاء بعد القناعة الإسرائيلية بعدم جدوى المحاولة مع موسكو المتعنتة بمواقفها.
أن توقيت الهجوم الإسرائيلي هدف أيضاً الى احراج محور أصدقاء سوريا, و بالذات ضمن قاعدة حزب الله الجماهيرية. فعدم الرد على الهجوم سيؤدي الى زعزعة القاعدة الشعبية لهذا المحور و تأزيمه, أما الرد فقد يؤدي أيضاً الى تحول شكل الصراع و تقديم المسوغات لهجوم عسكري دولي, خصوصاً أن السيد حسن نصر الله أطلق تصريحات إستراتيجية عميقة أشارت بوضوح الى تبلور محور سياسي جديد, يمتد من حزب الله الى سوريا مروراً بالعراق و ايران وصولاً الى موسكو. يبقى القول أن المنطقة دخلت في مخاض غامض و فتحت باب الاحتمالات على مصراعيه. فطبيعة التطورات القادمة لا يمكن ان تقاس ضمن معيارها النظري, فأي حدث صغير قد يخرج عن سياقه سيؤدي الى تغيير مسار الأزمة. اذاً, المنطقة تسير بحذر نحو الصدام الاقليمي, و في نفس الوقت تسير بقلق نحو الفوضى, لهذا يبقى السؤال الأكبر و الأهم هو :"بين الفوضى و الحرب هل يمكن ضمان التعامل مع نتائج مثل هذه المغامرات؟"تسارعت الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية بعد الغارة الإسرائيلية على مواقع سورية، فتل أبيب رفعت حالة التأهب في الداخل وفي سفاراتها، ونصبت بطاريتين مضادتين للصواريخ، وأغلقت المجال الجوي على حدودها الشمالية، ولكن هذه الإجراءات الاستثنائية لم تُفسر أسباب دخول إسرائيل مباشرة في الأزمة السورية. ولكن الرسالة الإسرائيلية السرية التي نُقلت لدمشق عبر قنوات دبلوماسية تشرح بعض هذه الأسباب، والتي كشفت عنها صحيفة يديعوت أحرونوت، حيث تنفي تل أبيب فيها نيتها التدخل في "الحرب الأهلية" بسوريا. ورغم ما نقلته يديعوت أحرونوت عن دوائر إسرائيلية
أنّ احتمالات رد حزب الله أو سوريا على الهجوم ضعيفة للغاية، فإن وسائل إعلام غربية ذهبت إلى أن الغارات تُسرع عملية اتخاذ القرار في واشنطن بشأن تدخل عسكري محتمل، وتكشف نقاط ضعف أنظمة الدفاع الجوي التي تشجع أميركا وحلفاءها على اتخاذ مزيد من الخطوات العملية في مسار الصراع بين نظام الأسد ومعارضيه. وترى وسائل إعلامية أخرى أن "الحرب الأهلية في سوريا تحولت إلى حرب إقليمية"،
أن إسرائيل راهنت في غاراتها على "انشغال الأسد بقصف شعبه، وعدم استعداد حزب الله لخوض حرب جديدة".أسباب الغارات الجوية الإسرائيلية على أهداف عسكرية سورية في منطقة "الجماري
تزعم الولايات المتحدة فإن الضربات الجوية العسكرية التي تعرضت لها سوريا في الأسبوع الماضي كانت لمنع نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله، وهو العدو الأكثر خطورة بالنسبة للولايات المتحدة، ولكن هذا الجواب الضعيف لا يقنع سوى القليل. فقد صرح مسئولون إسرائيليون أن الغارات الجوية على سوريا تهدف إلى تغيير قواعد اللعبة. ورأت أن إسرائيل تساعد الولايات المتحدة في تغيير موازين اللعبة التي تتجه لصالح نظام الرئيس السوري "بشار الأسد".وأشارت إلى أن الجيش السوري حقق انتصارات كبيرة على المتمردين خلال الأسابيع القليلة الماضية خاصة في ضواحي العاصمة دمشق، وعدة أحياء في حمص، وقد أوشك السيطرة على بلدة حدودية مع لبنان، على خلفية تدفق الأسلحة للمتمردين عن طريق الأردن، ونتيجة لذلك تمت السيطرة على قرية "خربة غزالة" ونجحت في وقف التدفق. أن كل هذا التقدم أثار قلق الولايات المتحدة وحلفائها وقرروا توجيه ضربة جوية لسوريا لتغير الحسابات على أرض الواقع، فقد طرح كل من الولايات المتحدة وتركيا وبريطانيا فكرة استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين. أنه كان من الأفضل أن تطلب الولايات المتحدة من إسرائيل تدمير بعض الأسلحة السورية، حيث أن هذا من شأنه أن يؤخر الجيش السوري في السيطرة على المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة، وفي الوقت ذاته يمكن للولايات المتحدة تسليح المعارضة.
ولهذه الأسباب فمن المنطقي أن تضرب إسرائيل أهداف عسكرية سورية.
إن النظام السوري لن يضيع وقته في إرسال الأسلحة لحزب الله في لبنان وسيستخدمها لإنهاء المعارك الحاسمة مع المتمردين. أن الضربات الجوية أتت بعد سيطرة النظام السوري على ضواحي دمشق وحمص والقصرية.
أن الغارات الجوية المحدودة على الأهداف العسكرية السورية قد لا تغير من حسابات اللعبة. إن "الغرب لن يقبل بفوز الأسد بهذه الحرب الطاحنة، والأسد يريد إعادة إحكام سيطرته على كامل الأراضي السورية، ولذلك قرر وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" عقد محادثات مع الجانب الروسي في موسكو، رغم أنه يدرك أن تلك المحادثات لن تقود إلى أي مكان جديد" أن تل أبيب استغلت فرصة انشغال النظام "بحربه ضد شعبه" لقصف الأسلحة الإيرانية المرسلة لحزب الله، أن تل أبيب غير مهتمة بالصراع السوري ولا تتدخل فيه. قبيل الغارات الإسرائيلية كان الضوء الأخضر الأميركي علنياً.. قبل أيام أعلن نتنياهو أن "من حق" إسرائيل التدخل لمنع نقل أسلحة من سورية تخلّ التوازن، وأيد أوباما في احد مواقفه المعلنة هذا "الحق"، وبالفعل كان أن وُضعت مضامين التصريحات على سكة التنفيذ بعد وقت ليس بطويل.
أهداف الضربات
استهدفت هذه الغارات مخازن أسلحة ومركزاً للبحوث، إن من شأن الغارات الإسرائيلية على سوريا زيادة الضغط على البيت الأبيض من أجل دعم "الثوار" السوريين، ودعوته إلى إقامة منطقة عازلة في سوريا، وإلى توفير الحماية لهذه المنطقة. ان "قيادة الجيش الاسرائيلي استدعت الاحتياط دون اللجوء الى قرار حكومي ، وتم تحاشي ان يخرج قرار الضربة الى العلن، فكان الجيش مستعجلا للتنفيذ ، فصدر القرار وبموازاته استدعي الاحتياط على الحدود اللبنانية على قاعدة احتمال تحرك حزب الله أن إسرائيل تترك أمر التدخل العسكري في سوريا لواشنطن، للانَ على أن الغارات كانت محددة الهدف ولن تتسع لأكثر من ذلك، خصوصا مع سفر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للصين
أن الضربة الإسرائيلية ورغم حدوثها في دمشق إلا أن هدفها الرئيس والأهم هو إيران. أن تل أبيب تحاول بشتى الطرق منع تغيير ميزان القوى في المنطقة عبر وصول أسلحة متطورة لحزب الله، أن سوريا تحولت إلى ساحة لحرب إقليمية بالوكالة، وأبرز معالمها دخول تل أبيب بقوة على الخط في ظل عدم رغبة الإدارة الأميركية التدخل المباشر في سوريا، أن أقصى ما ستقوم به واشنطن هو تسليح المعارضة. للان التكهن بأهداف هذه الهجمات أو طبيعتها سيكون خاطئا، ونرجح أن تكون الطائرات الإسرائيلية هاجمت المواقع السورية من خارج الأجواء السورية، أي أنه لم يتم اختبار قدرة الدفاعات الجوية السورية، ولكنها رسالة من القدرات الجوية الإسرائيلية والغربية التي تستطيع تدمير أي هدف دون الدخول في المجال الجوي السوري للان الغارات الإسرائيلية "ستنعكس سلبا" على المعارضة السورية من ناحيتين،
الأولى أن هذه الهجمات تظهر أن إسرائيل والمعارضة في معسكر واحد ضد النظام ولديهما نفس الهدف لإسقاطه. والناحية الأخرى أنها تُعطي النظام، الذي قال منذ بداية الثورة إنها مؤامرة خارجية تهدف لإسقاط سوريا الدولة والدور وتدمير نظام الممانعة،
إن الهدف التكتيكي منها ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، محددًا خمسة أهداف منها لخصها في ما يلي:
1_ضرب منظومة الصواريخ السورية بعيدة المدى، أرض أرض، والتي تغطي معظم الأهداف داخل إسرائيل، من شمالها إلى جنوبها، ظنًا أن تلك الصواريخ بعيدة المدى هي الأهم، في منظومة الصواريخ السورية.
2_إيجاد ممر آمن للوصول إلى الأراضي الإيرانية في حال قررتا كل من أميركا وإسرائيل ضرب المشروع النووي الإيراني.
3_ إعادة الاعتبار لهيبة نظرية الردع الإسرائيلية، والتي تلقّت ضربة إستراتيجية في حرب تموز (يوليو) من العام الماضي عندما فشلت تلك القوة في تحقيق أهدافها في ردع قوة حزب الله في جنوب لبنان، والبقاع، والضاحية الجنوبية.
4_ توجيه رسالة معنوية إلى الداخل الإسرائيلي، بتسريب معلومات عن عملية إبرار جوي بالمروحيات الإسرائيلية على أهداف عسكرية سورية عبر إقليم كردستان القريب من الحدود العراقية السورية، للقول إنه قد تم ترميم قوة الردع هذه بعد أن تآكلت، وثبت عجزها في تلك الحرب أمام قوة حزب الله.
5_ توجيه رسالة إلى دمشق بأن تسقط خيارها العسكري ضد إسرائيل، والكف عن تزويد حزب الله بالأسلحة الإيرانية.
احتاجت الدول العربية نحو أربعة أسابيع لتدرك بأنها قد تعرضت لخديعة جديدة من قبل المفاوض الإيراني المراوغ الذي دأب على إطلاق الوعود الكاذبة لكسب الوقت؛ ففي الوقت الذي استنفذت فيه الدبلوماسية الإقليمية جهدها؛ كانت الميليشيات الإيرانية العابرة للحدود قد أكملت عدتها لشن حركة عسكرية خاطفة تهدف إلى تأمين ممر جيو-سياسي يصل العراق بلبنان والساحل السوري عبر محافظات دمشق وحمص واللاذقية وبانياس، واستفادت إيران من عامل الوقت للزج بنحو 7 آلاف مقاتل من: "الباسيج" و"فيلق القدس" و"جيش المهدي" و"عصائب الحق" و"حزب الله" في أتون الأزمة ونشرهم في نحو 30 موقع سوري تمهيداً للاستيلاء على حمص والقصير، وشن حملة تطهير طائفي في اللاذقية وبانياس. تتفوق تل أبيب على سائر دول المنطقة في تطبيقات الأمن الوقائي، والاستفادة من المنظومات الاستخباراتية لتحقيق الأمن الداخلي؛ ففي الفترة التي كانت الدول العربية مشغولة في تفاصيل الدبلوماسية الهادئة؛ كان رئيس جهاز الموساد "تامير باردو" منهمكاً في وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق لتبادل المعلومات الأمنية حول سوريا مع رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية التركية "حقان فيدان" في 22 أبريل 2013.
أن اتفاقية التعاون الأمني بين الدولتين تهدف إلى تسهيل تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الدولتين لتقييم تطورات المشهد السوري، خاصة وأن الاستخبارات التركية تتفوق على الموساد في قدرتها على جمع المعلومات الأمنية عبر شبكة مخبرين ينتشرون في جميع المحافظات السورية، كما أنها تتمتع بعلاقات وطيدة مع مختلف قيادات المعارضة السياسية والعسكرية التي تنشط في أراضيها، لكن أنقرة لا تمتلك تقنيات الرصد الإلكتروني التي تستخدمها تل أبيب. وبالإضافة إلى اتفاق الطرفين على ضرورة احتواء الأزمة السورية ومنع امتدادها إلى بلادهم؛ تشترك كل من أنقرة وتل أبيب في مشاعر الامتعاض من ضعف المواقف الأمريكية إزاء المخاطر التي تهدد أمن المنطقة؛ وظهر ذلك الضعف جلياً في تناقض تصريحات المسئولين الأمريكيين بين تأكيد البنتاغون أن النظام السوري قد استخدم الأسلحة الكيميائية وتشكيك البيت الأبيض في صحة تلك الأنباء. ولا تزال الإدارة الأمريكية تتكلم ببرود عن "تقييم احتمالات" تجاوز النظام للخطوط الحمراء، وعن قيامها بدراسة تبعات ذلك ومراجعة سياستها تجاه دمشق، دون أن ينتج عن تلك التصريحات أي أثر ملموس على أرض الواقع. وقد أسفر التعاون الأمني التركي-الإسرائيلي عن تأكد المعلومات المتعلقة باستخدام النظام أسلحة كيميائية ضد المدنيين، وساد الشعور في المنطقة أن واشنطن -بترددها وضعف مواقفها- ترسل رسائل خاطئة إلى إيران، مضمونها أن الإدارة الأمريكية لا تعبأ كثيراً بتجاوز الخطوط الحمراء فيما يخص حيازة أسلحة الدمار الشامل واستخدامها، خاصة وأن مفهوم تخطي الخطوط الأمريكية الحمراء قد أصبح مثار السخرية والتهكم في المنطقة. وللتأكيد على جديتها في حماية أمنها؛ بادرت تل أبيب إلى استدعاء الآلاف من قوات الاحتياط، ونشرت فرقاً من القوات الخاصة وكتائب الدفاع الجوي، وتوغل بعض مقاتليها بعمق 5-7 كم في مناطق حدودية مع سوريا ولبنان،
أن الهدف من هذه الضربات هو تدمير القدرات الصاروخية السورية لمنع وصولها بيد أي من أطراف الصراع أو انتقالها عبر الحدود. وتشير المصادر إلى أن تل أبيب لا تتوقع أي رد فعل من دمشق على تلك الضربات إذ إن مقاتلات دمشق لا تجاري قدرات الدفاعات الجوية الإسرائيلية، كما أنها بحاجة ماسة إلى مخزونها من الصواريخ البالستية لاستخدامها في العمليات ضد الجيش الحر، وقد استنتج اليهود أن دمشق لن تتجرأ على فتح جبهة جديدة في ظل استنزاف قدراتها القتالية، ولن تغامر بتعريض مضاداتها الأرضية للتدمير في حال إطلاق صواريخ على إسرائيل. وعلى الرغم من رسائل التطمين التي أرسلتها تل أبيب إلى دمشق لاحتواء آثار عملية القصف وتطمين موسكو وبكين؛ إلا أن مصادر أمنية تؤكد أن سلاح الجو الإسرائيلي قد وضع مجموعة من صواريخ (Scud D) و(Fateh-110) ضمن أهدافه في الفترة القادمة. تأتي هذه التطورات بالتزامن مع نشر تقارير تؤكد قيام تل أبيب بمراجعة خططها الأمنية في ظل اضمحلال الجيوش العربية إبان مرحلة الربيع العربي، وتنامي مخاطر الجماعات العابرة للحدود التي يجب منعها من حيازة الأسلحة النوعية والعمل على تفكيك بنيتها التحتية.وبالتالي فإن هذه العمليات لا تأتي لترجيح كفة جهة ضد أخرى في المعارك القائمة، ولا تسهم في حسم الصراع بين الحكم والمعارضة، بل تهدف إلى الاستفادة من الظروف الانقسامية على المستوى الإقليمي بهدف تعزيز أمن تل أبيب، وتنسجم هذه الرؤية مع تسريبات حول اتفاق بعض القوى الدولية على إطالة أمد الأزمة بهدف استنزاف جميع أطراف النزاع. وفي ظل غياب الرؤية الإستراتيجية لدى المعارضة؛ وغياب التكامل والتنسيق فيما بينها؛ يعمل المحور الإيراني-الروسي على تعزيز سلطة دمشق وتأمين ممراته الأرضية عبر بغداد ودمشق وبيروت ووصلها بالبحر الأبيض المتوسط، في حين تعمل دول الجوار الإقليمي على تأمين حدودها ومنع انتشار الأزمة إليها عبر التخطيط لإنشاء مناطق عازلة تحمي أراضيها لكنها لا تحمي الشعب السوري.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.