قبل ثورة خمسة وعشرين يناير لم تكن فكرة شعبية الرئيس من الممكن أن تطرح للقياس لأنه لا يوجد أى مركز للأستطلاع كان يجرؤ على اظهارأن شعبية مبارك منخفضة أو تكاد تكون منعدمة كما أن معظم الشعب الرافض لوجود مبارك والمسترهب عن طريق القبضة الأمنية لا يجرؤ أن يضع بياناته فى أى استطلاع للرأى ويعلن فيه أنه يرفض وجود مبارك فى الحكم . بينما بعد ثورة خمسة وعشرين يناير وتفجر الطاقة الثورية لدى الشعب المصرى وكسر حاجز الخوف أصبح الشعب المصرى يجهر بآرائه السياسية بدون خوف وهذا من أهم مكتسبات ثورة خمسة وعشرين يناير يجب الحفاظ عليه . كما يجب أن نعمل على ايجاد مؤسسة فى مصر تقوم بدور( الترمومتر السياسى) لقياس ورصد شعبية الرئيس المنتخب وأنا أعلم أنه توجد مراكز للرصد والأستطلاع ولكنى أقصد مؤسسة تكون محايدة وعلمية ويتفق عليها الحكومة والمعارضة وفئات الشعب المصرى ويكون القائمين عليها محايدين وغير تابعين للحكومة أو لأى تيار سياسى ويكون استطلاعات هذه المؤسسة حيادية وبشكل علمى ولا يشكك فيها أحد ويكون هناك اتفاق شعبى وحكومة ومعارضة على نتائج هذا الأستطلاع وهذا سوف يكون مفيد لأى رئيس يحكم مصر لأنه سوف يستطلع آراء الشعب بصفة دورية أثناء حكمه ومن الممكن أن يكون هذا الأستطلاع كل ستة شهور أو سنوى ويعرف فيه مدى الرضى الشعبى ونسبته وكذلك الرفض الشعبى وأسبابه حتى لا يكون الرئيس واقع تحت تأثير مؤيديه فيصوروا له أن الشعب فى قمة الرضى بينما الشعب غاضب . وفى هذه الحالة يعطيه هذا الأستطلاع صورة حقيقية للشارع فيتحرك بآدائه وقراراته فى أتجاه أسترضاء الشعب كما أن هذا الأستطلاع سوف يكون مؤشر أيضا للمعارضة وقياس لمدى تواجدها بالشارع السياسى المصرى ومدى القبول لها أو الرفض من الشارع المصرى . نحتاج حقا لمثل هذه المؤسسة لرصد وأستطلاع علمى ومحايد لأداء الرئيس وكذلك المعارضة ويتفق عليه الجميع فى مصر حكومة وعارضة وجميع فئات الشعب وتكون هذه المؤسسة هى الترمومتر السياسى لمصر .