علمت "المصريون" أن البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أصدر تعليمات مشددة لرجال الدين بالكنيسة بعدم التحدث إلى وسائل الإعلام عن قضية ترشح الدكتور محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى الانتخابات الرئاسية القادمة، في ظل موقفه الذي أعلنه مرارا عن تأييده لمرشح الحزب "الوطني"- سواء كان الرئيس حسني مبارك أو نجله جمال- خاصة بعد المكاسب التي حصل عليها من الدولة على مدار العشرين سنة الماضية . وتوجد داخل الكنيسة ثلاثة أجنحة الأول يقوده الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس، والثاني الأنبا يوأنس السكرتير الشخصي للبابا شنودة، واللذان يدعمان الحزب "الوطني" بشدة لعدم إغضاب البابا، أما الثالث فيقوده الأنبا موسى أسقف الشباب، فيتوافق مع هوى أقباط المهجر المؤيد لترشح البرادعي. ولم يخف عدد من أساقفة الكنيسة القبطية تأييدهم لمرشح الحزب "الوطني" ضد البرادعي بدعوى أن الأخير لا يعرف شيئًا عن مص . وقال القمص صليب متي ساويرس وكيل المجلس الملي وكاهن كنيسة الجيوشي بشبرا إن هناك تعليمات من البابا للجميع بالمشاركة في الانتخابات بإيجابية، وأضاف أنه وبعيدًا عن كون هذا الأمر سابقا لأوانه لأن البرادعي لم يحسم أمره بشأن الترشيح إلا "أننا لا نستطيع أن نخفي تأييدنا لمرشح الحزب الوطني في انتخابات 2011 ، لأننا نحبه "وبشدة"! وعبر القمص يوأنس كمال كاهن كاتدرائية الملاك ميخائيل وغبريال بالجيزة عن الموقف ذاته المؤيد للحزب "الوطني"، قائلا: "نحن وطنيون ولسنا برادعيين، وتعلقنا بالحزب الوطني الحاكم مرتبط بالحزب وليس بأشخاص بأعينهم، ومن ثم فالكنيسة ستؤيد مرشح الحزب في الانتخابات الرئاسية أيا ما كان". في المقابل، دعت المنظمات القبطية إلى تأييد البرادعي نكاية في الحزب "الوطني"، وطالبت بتكوين لجنة مصغرة من ممن أسمتهم مجموعة منتقاة من السياسيين المميزين والمتفاهمين للقاء البرادعي تتعهد له بتأييد كامل ومساعدة قبطية قيمة بالداخل والخارج لحملته مقابل تعهد ملزم منه بإقامة دولة ديموقراطية "علمانية" بقوانين محايدة، وفصل تام بين السلطات، وإعادة تأهيل الجيش ليصبح حاميا للديموقراطية وضامنا لعدم الانقلاب عليها مثل الجيش التركي. واشترطت تلك المنظمات على البرادعي تغيير الدستور ليكون دستورا "عصريا" بواسطة خبراء مصريين وعالميين والالتزام بحكومة تكنوقراط محايدة تقوم بانتخابات مراقبة دوليًا مع تمييز إيجابي للأقباط والمرأة في كل المجالات لمدة عشر سنوات حتى يستعيدوا دورهم الذي سرقه من أسموهم ب "الإرهابيين" المصريين منهم بمؤامرة حكومية شاركت فيها كل أجهزة الدولة المصرية. وليس هذا فحسب بل تداولت المواقع القبطية لدعوة لمساندة طلب البرادعي لتغيير معادلة انتخاب رئيس الجمهورية وفتح الباب للجميع للترشيح مؤكدين أن الأقباط يمتلكون علي الأقل خمسة ملايين صوت انتخابي بعد اخذ التعهدات اللازمة والملزمة. فضلاً عن تكوين هيئة سياسية تحصل سريعًا على تفويض من الأقباط بطريق الكتروني وإشراك الأقباط بحملته السياسية بعد أخذ تعهدات بتكوين دولة مدنية بالمقاييس الدولية وبعدها يبدأ الأقباط حملة عالمية لتغيير شروط الترشيح للرئاسة وإجراء الانتخاب بإشراف دولي و الحصول على ضمانات دولية بان يلتزم المرشح بتغيير سلمى لمصر نحو ديموقراطية علمانية صريحة.