رئيس الجامعة يقرر إغلاق مطعم المدينة الجامعية وصرف وجبات جافة.. ومدير المدن الجامعية: التونة بريئة من التسمم ولا نعلم السبب حتى الآن شهدت المدينة الجامعية بالزقازيق تسمم العديد من الطلبة بعد وجبة غداء "تونة" وبدا الإعياء على بعض الطالبات وانتقلت سيارات الإسعاف لنقلهم إلى المستشفيات. وقام الدكتور أحمد فهمى، رئيس مجلس الشورى بزيارة للمصابين في مستشفى الأحرار للاطمئنان عليهم، مؤكدًا أنه تم إطلاع الرئيس مرسي على الحادث قبل سفره إلى إثيوبيا وأنه سيتم مناقشة الموضوع تحت قبة البرلمان وأن صحة الطلاب تنال كل اهتمام وأنه تابع الموقف منذ بدايته. التقت المصريون بالطلبة داخل المستشفى أثناء تلقيهم العلاج حيث أكدت الطالبة هبة السيد أنه بعد تناولها طعام الغداء خاصة التونة شعرت بمغص شديد، وتم نقلها بسيارات الإسعاف للمستشفى، وإنها شاهدت زميلاتها يصرخن بصوت عالٍ بسبب المغص الشديد وحدثت بينهن حالة من الذعر بسبب تساقط العديد على الأرض. وأكدت الحاجة سعدية عبد المنعم والدة إحدى الطالبات مركز فاقوس أنها علمت بالخبر من إحدى زميلات ابنتها فقمت مسرعة ولم أتمالك أعصابي إلا بعد وصولي للمستشفى واطمئناني عليها وأخذها في حضني، مناشدة المسئولين بالحفاظ على أولادهم. وقال علاء السيد مصطفى - طالب – "إن التونة أول مرة تدخل المدينة الجامعية وأول ما فتحت العلبة شميت ريحة غريبة لها وبالتالي لم أتناولها، وعندما تناولها زملائي شعروا بمغص شديد وحدثت حالة من الرعب بين الطلاب وتم الاستعانة بالإسعاف ونقل الحالات إلى المستشفيات . وأضاف محمد المرشد - طالب - أن حالة المدينة الجامعية سيئة فالمطبخ وأدواته في حاجة إلى نظرة حيث توجد صناديق القمامة بجوار أواني الطهي وكذلك سرافيس الطعام سيئة للغاية. وشن صدام أبو خبر، رئيس اتحاد المدينة الجامعية هجومًا على المسئولين قائلاً: "إن التونة فاسدة وهي السبب في إصابة زملائي ولابد من تغيير إدارة المدينة، مشيرًا إلى أنه أثناء مناقشة رئيس الجامعة خلال تفقده للمدينة أكد أنه غيّر وجبة التونة منذ شهرين وطلب استبدالها بوجبة أخرى ورغم ذلك لم ينفذ القرار". فيما أشار أحمد صلاح - طالب – إلى أنه بعد أدائنا صلاة الجمعة وبدخولنا المدينة اكتشفنا تكسير بعض الدواليب الخاصة بنا وسرقة متعلقاتنا، مطالبًا بتوفير حماية أمنية لهم داخل المدينة لعدم تكرار ذلك مرة ثانية حيث إن البلطجية استغلوا حالة الرعب والهلع التي كنا فيها وقاموا بدخول المدينة وسرقوا بعض المتعلقات الخاصة بالطلبة. وأوضحت أسماء السيد - طالبة - أنها أثناء ذهابها لتناول وجبة الغداء شاهدت زميلاتي يتساقطن على الأرض وقد تعرضن لحالة إغماء وتم نقلهن للمستشفى فأخذت أصرخ ولم أدري بنفسي إلا وأنا في المستشفي. وقالت ولاء عطية الطحان طالبة إنها أصيبت بمغص شديد بعد تناول علبة التونة وبكت من الخوف، وتم نقلها إلى المستشفى وأخذت تدعو الله بالشكر على نجاتها وزملائها وأن الطعام الذي نتناوله داخل المدينة الجامعية في حاجة إلى رعاية فسبق أن عثرنا على سوس ودود في الطعام. وأكد محمد إبراهيم وعطا صابر أن حالات الإغماءات بدأت الأول في مدينة البنات لأننا كنا نصلي الجمعة وتوجهنا لتناول الطعام؛ والتونة فعلًا كانت لها رائحة غريبة وكانت في وجبة الغداء مع الفاصوليا والأرز وأول مرة تحدث هذه الحالة، مؤكدين أنهم طالبوا المسئولين بالمدينة أكثر من مرة بالاهتمام بالوجبات ولكن دون جدوى. من جهتها بدأت نيابة قسم أول الزقازيق بإشراف المستشار أحمد دعبس، المحامى العام لنيابات جنوبالشرقية، تحقيقاتها في واقعة الاشتباه في تسمم أكثر من 120 طالبًا وطالبة بالمدينة الجامعية للبنين والبنات بالزقازيق بعد تناولهم وجبة التونة في الغداء وقام فريق من النيابة العامة بمعاينة مطبخ المدينة واستمع لأقوال عدد من الطلاب المصابين داخل مستشفى جامعة الزقازيق والأحرار، كما تحفظت النيابة على (كرتونة تونة) والمطبخ وأدواته، وأمرت باستعجال تقرير معمل وزارة الصحة حول نتائج العينات التي تم أخذها من الطلاب والطعام للوقوف على حقيقة الإصابة. وأكد محافظ الشرقية المستشار حسن النجار أن رئيس الوزراء أجرى اتصالًا تليفونيًا معه للوقوف للاطمئنان على الموقف وأنه تم إرسال تقرير مفصل له بذلك، لافتًا إلى تشكيل لجنة عاجلة لمعاينة المطبخ والمدن الجامعية للوقوف على أوجه القصور والعمل على إيجاد حلول عاجلة. وأوضح الدكتور إبراهيم هنداوي وكيل وزارة الصحة أنه منذ الإبلاغ بالواقعة تم إعلان حالة الطوارئ بالمستشفيات وإرسال سيارات الإسعاف وسحب عينات من الطعام، وكذلك عينات من التونة والفاصوليا والأرز وكذلك المياه ومسحات من كافة العاملين بالمطبخ وإرسالها لمعامل وزارة الصحة. وأضاف هنداوي أن وزير الصحة تابع معه الموقف أول بأول للاطمئنان على صحة الطلاب، لافتًا إلى خروج جميع المصابين ما عدا حالة واحدة من الطلاب لم تتناول الغداء وتعاني من التهاب حمى روماتزمية، تم حجزها بمستشفى الأحرار وكذلك وضع ثلاثة طلاب تحت الملاحظة بمستشفى الطلبة بجامعة الزقازيق، كما تم إرسال عيادتين متنقلتين واحدة للبنين وأخرى للبنات لمواجهة أي طوارئ خاصة. فيما نفي أحمد شعراوي، مدير عام إدارة المدن الجامعية بالزقازيق، شائعة احتجازه ومنعة من الخروج وقال إن التونة بريئة من تسمم الطلاب وإن تاريخ إنتاجها في أغسطس 2012 وانتهائها في 2015 وهذه الكمية تم استلامها منذ أسبوع ولم يتم توزيعها على الطلاب في طعام الغداء إلا بعد الوقوف على سلامتها من قبل اللجنة المشكلة من أساتذة الطب البيطري والزراعة وأن كميات من التونة مازالت موجودة بالمدينة ونحن على استعداد لاستقبال أي جهة لفحصها، لافتًا إلى أن المدينة بها أكثر من 2000 طالب وطالبة وأن ما حدث لا يعلم أحد سببه حتى الآن. من جهة أخرى أكد الدكتور أحمد عمر، أستاذ ومدير وحدة السموم بمستشفى جامعة الزقازيق، أنه بعد أخذ التاريخ المرضى والكشف الإكلينيكي على جميع الطلبة وجد أنه لا يوجد أي علامات سمية توحي بوجود تسمم غذائي ولكنه لشكوى بعض الطلبة تم عمل عيادة طبية تحت إشراف تخصصات مختلفة من كلية الطب تعمل لمدة 24 ساعة لملاحظة جميع الطلبة ومتابعة شكواهم والاطمئنان على صحتهم وأخذ عينات من جميع الأغذية كما تم أخذ عينات من البول والبراز والقيء وإرسالها للمعامل المركزية بوزارة الصحة ومعامل كلية الطب للتأكد من سلامة جميع الطلبة. وفي ذات السياق قرر الدكتور محمد عبد العال، رئيس جامعة الزقازيق، إغلاق مطعم المدينة الجامعية واستبدال الوجبات الساخنة بوجبات جافة لحين مراجعة حالة كل المطاعم وقاعات الطعام بكل أنحاء الجامعة وتكليف الإدارة الهندسية بإجراء صيانة شاملة لكل المطاعم مع تشكيل لجنتين طبيتين للمدن الجامعية (طلبة وطالبات) وذلك لمتابعة الطلاب. جاء ذلك خلال اجتماع د. محمد عبد العال، رئيس جامعة الزقازيق مساء أمس، وقيادات الجامعة مع رئيسي اتحاد طلاب الجامعة والجمهورية وعدد من ممثلي الطلاب لبحث تفاصيل حادثة اشتباه التسمم وأسبابها.