استقبل الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وفدًا من "التيار الشعبي" برئاسة حمدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق، وذلك بعد يوم من استقباله وفد "الدعوة السلفية" برئاسة الدكتور ياسر برهامي، وسط توتر في العلاقة بين المشيخة وجماعة "الإخوان المسلمين" التي ينتمي إليها الرئيس محمد مرسي. وقال الطيب، إن الأزهر تكمن قوته في حبّ الناس له والتفافهم حوله، فالأزهر عليه واجب تجاه هؤلاء جميعًا، يحافظ على عقيدة المسلمين ، وعلى نسيجهم الوطني، ولعل بيت العائلة أرسى مفهوم التلاقي بين المسلمين والمسيحيين، فهي تجربة أكّدت أن مصر لم يحدث فيها اقتتال على الدين إطلاقًا؛ فلم يقف مصري مسلم في وجه مصري مسيحي ، وأكبر دليل على ذلك وجود المساجد بجوار الكنائس، مضيفًا: إن المأساة الحقيقية هي استدعاء الدين وتلبيس المشاكل عباءته. وأكّد أعضاء وفد "التيار الشعبي" أن الأزهر ملاذ كل المصريين والعرب، وهو المعبر عن وسطية الدين الإسلامي والشعب المصري الذي نفخر بالانتماء إليه وإلى ثقافته الواسعة؛ حيث إنه ضمان لوحدة النسيج الوطن المصري إذا ما حاول أحد شق الصفّ الواحد. وأضافوا أن دور الأزهر أكبر من أن يكون دورًا سياسيًا ؛ بل هو دورٌ وطنيٌ يعبِّر عن قواسم مشتركة، وأن جموع المصريين على اختلاف طوائفهم وأحزابهم يثقون في قدرة الأزهر بعلمائه على صون حرية واستقلال الوطن، ولعل الأحداث الأخيرة كانت فرصة اختبر فيها المصريون مشاعرهم تجاه الأزهر الشريف، وجعلتهم ينتقلون إلى مرحلة الوعي العام بالأزهر ودوره. وأشاروا إلى أنهم قدموا مقترحًا لتشكيل لجنة مشتركة بين التيار الشعبي والأزهر لتكون حلقة الوصل بينهما, والعمل على إعادة تفعيل دور المعاهد الأزهرية, واستعادة دور الأزهر في توحيد الخطاب الديني للحد من المغالاة في الفتاوى والتشدد الذي وصل إلى حد التكفير في بعض الأحيان. من جانبه، عبّر حمدين صباحي ، زعيم "التيار الشعبي"، عن شكره وامتنانه لاستقبال الإمام الأكبر والوفد المرافق له، موضحًا أنه جاء ليؤكد ثقته ودعمه لدور الأزهر الوطني وإمامه الأكبر باعتباره يعبّر عن القواسم المشتركة للوطن، كما نقل رسالة احترام خاصة لجهود شيخ الأزهر لصيانته استقلال مؤسسة الأزهر في مواجهة محاولات التسييس، وأنه يثق في قدرة هذه المؤسسة على صيانة استقلالها، وصيانة وحدة الوطن.