بالرغم من التصريحات المعسولة التي يدلي بها المسئولون داخل محافظة أسيوط من توافر السولار، إلا أن الأزمة مازالت متفاقمة وانتشرت طوابير السيارات والجرارات حتى امتدت إلى ما يزيد على الكيلومتر أمام محطات تموين الوقود، وأدى نقص السولار إلى تهديد الإنتاج الزراعي والمحاصيل الزراعية بسبب توقف ماكينات الري والجرارات الزراعية عن العمل مما أدى إلى تأخر حرث الأراضي وريها وكذلك أثر ذلك على سيارات نقل المحاصيل الزراعية واتجه البعض إلى شراء السولار بالسوق السوداء. لكن كل ذلك بسبب نقص السولار ولحل هذه المشكلة لابد من توفير السولار وزيادة المعروض عن الطلب وإعادة النظر في دعم الطاقة. في البداية يقول محمد توفيق مزارع: "إن أزمة السولار وتصاعدها يؤدي لتوقف جميع الأنشطة الزراعية والتي تعتمد على السولار في عملها مما يؤدي إلى تعطيل العمل في المجال الزراعي ويزداد الأمر سوءًا في الأراضي التي تروى باستخدام ماكينات رفع المياه والتي يستهلك فيها من السولار للفدان الواحد قرابة صفيحة ونصف الصفيحة سولار فبهذه الطريقة يهرول الفلاح إلى السوق السوداء بأسعار مضاعفة والنتيجة زيادة أسعار المحاصيل على المستهلك ولكن نضطر لفعل ذلك لإنقاذ الزراعة فنحن لن نخسر كل شيء وفي النهاية عند الحصاد والبيع لا نأتي بثمن ما زرعنا به. وأضاف كرم سيد عبد الوهاب "مزارع" أن أزمة السولار كما لها تأثير سيئ على الآلات الزراعية فهي أيضًا لها أثر سلبي آخر يظهر في ارتفاع أسعار عربات نقل المحاصيل والتي تعتمد على السولار في التمويل بالسوق السوداء أيضًا، مما يزيد الأسعار على المحصول. وأشار علي ماهر "أحد المزارعين"، إلى أن نقص السولار على مدار الأشهر السابقة أثر بالسلب على الفلاح الأسيوطي، الذي يعتمد على ري زراعاته بالغمر عن طريق ماكينات الري على رأس كل مساحة أرض زراعية، مضيفًا إلى أن المحصول يتعرض للعطش، بسبب الأزمة والخلافات والاشتباكات أمام محطات البنزين"، مشيرًا إلى أن الكمية التي تمنحها مديرية التموين وفقًا لمساحة الأرض المنزرعة غير كافية لري الأراضي. وتابع علام مصطفى "صاحب جرار زراعي"، أن أصحاب الجرارات يحتاجون لكميات كبيرة من السولار تكفي موسم حصاد القمح، كما أن بعض السائقين يبدأون في التخزين، خوفًا من عدم توافره لحظة الحصاد، وهو ما يؤدي لأزمة كبيرة ومشادات واشتباكات أمام محطات البنزين، كما يفتح فرصة كبيرة للسوق السوداء وارتفاع أسعار السولار. ومن جانبه أوضح حسين عبد المعطي، نقيب الفلاحين بأسيوط، أن الثورة أضرت بالفلاح فكانت معظم متطلبات الفلاح قبل الثورة من أسمدة وسولار وتقاوي متاحة والآن أزمة في كل شيء وكان هناك أيضًا ارتفاع في أسعار المحاصيل التي تصدر للخارج. وأضاف أن الفئة الوحيدة التي لا تأخذ حقها في مصر هي الفلاح؛ فجميع الفئات التي تضرب وتعتصم وتقطع الطرق تزداد مرتباتها ويستمع إليها الجميع ولكن الفلاح بالرغم من أنه العمود الفقري للبلد ولا يوجد لديه وقت للإضرابات والاعتصامات لا تهتم به البلد فالمسئولون لا يستمعون إلا لمثيري الشغب فقط. واستنكر قرار وزير التموين الجديد الذي ينص على أن الفدان له صفيحة سولار فقط لا غير، وأن ذلك بعيد عن أرض الواقع خاصة مع قرب حصاد محصول القمح الذي يحتاج لكميات كبيرة من السولار خاصة الأراضي التي تم استصلاحها للزراعة بحكم الطبيعة تحتاج لمياه كثيرة في زراعتها وسولار كثير في حصادها للجرارات، متهمًا المسئولين بإهمالهم الشديد للفلاحين.