كتب حلمي السيد شاهدت في إحدى القنوات الفضائية برنامج يتحدث عن حقوق المرأة ، وتماشياً مع مادة الحلقة تم إستضافة أشد كاتبات هذا العصر شذوذاً في طريقة تناولها للمرأة وحقوقها ، فما أن بدأت الحديث حتى فوجئنا بها ترد على أحد الأسئلة الموجهة إليها قائلة " وما الفرق بين العلاقة الجنسية والزواج ؟ " ، وبمجرد أن سمعت هذا الراي منها تأكدت علىالفور من إنحطاط أخلاقي وديني يدور في الكواليس وأن المتشدقين بحدوتة الحقوق مثل " حقوق المرأة وحقوق الأقباط وحقوق الإنسان ...الخ " ما هم إلا مجموعة مرتزقة ، وهي كالعرائس التي تحركها الخيوط ، إن يساراً فيسار ، وإن يميناٍ فيمين ، ثم زادتنا من الشعر بيتاً بأن قالت بأنها اسست أحد الجمعيات أو الإتحادات النسائية التي تهدف في المقام الأول إلى مناداة الأشخاص بأسماء أمهاتهم ، فمثلاً " نوال السعداوي " تصبح " نوال زينب " ولكن الغريب في الأمر أنها تعود إلى إسم الأب مرة آخرى فتقول أنا إسمي " نوال زينب السعداوي " . بالطبع هذا الفكر الشاذ ، وهذا التلاعب بقيم وأخلاق المجتمع لابد له من وقفة ، فكيف ينادي بتكريم المرأة من يجمع بين الزنا والزواج في بوتقة واحدة ، إن التناقض الذي تقره جميع الاديان السماوية تريد تلك الكاتبة أن تزيل فوارقه ، فلقد كرمت جميع الأديان السماوية المرأة بأن كفلت لها حقها في الزواج ، ونهت عن العلاقات المحرمة الغير شرعية . وكذلك الرأي بإستخدام إسم الأم بدلاً من الأب لتمييز الأشخاص ، هذا الرأي الفاسد لفظاً ومعنى فلم نسمع على مر الأزمان نبياً أو ملكاً أو أميراً أو شاعراً أو عالم أو حتى طاغية طلب من الناس مناداته بإسم أمه ، حتىنبي الله عيسى لما نطق في المهد قال " إني عبد الله " ولما قال عنه الحق تبارك وتعالى عنه " عيسى ابن مريم " كان ذلك لأسباب الكل يعرفها . إن الشر أصبح لا يأتينا إلا من الغرب والمتغربين ، فكل يمارس حريته بشكل فظ ، إذا طرأت على عقله فكره يريد أن ينفذها وإذا اعترض أحد وقال إن هذا لا يتفق وديننا ولا مجتمعنا ، إتهموه بالرجعية ، والأصولية ، والديكتاتورية ، وإنه ضد حقوق الإنسان . وهكذا يحدث من شيطان المهجر ، الذي يعيش في أحضان الغرب ، ويتنكر لعروبته ، ولا يمل من توجيه الإتهامات بإضطهاد الأقباط في مصر ، مع إن المسلمين مضطهدون أكثر من الأقباط ، وأي شخص يحاول التعبير عن وجهة نظره الإسلامية ، تقوم الدنيا ولا تقعد ، ويدرج إسمه ضمن القائمة السوداء ، والممنوعين من السفر ، ويتم ترشيحه على راس قائمة الإعتقالات . أما من أراد التميز وفرض سطوته فليبرز هويته القبطية وليفعل بعدها ما يشاء ، سواء بالإعتصام أو التظاهر أو الشغب . ومن لا يصدقني فلينظر إلى الماضي ، وليراجع مواقف الأمن من أي رد فعل إسلامي ، واي نظير له قبطي ، ولن أزيد عن ذلك حتى لا أُتهم بإيقاظ نار الفتنة . إننا لا ننكر حقوق أحد ، لا مرأة ولارجل ، ولكن ما الضير في أن يلتزم كل بما عليه من الواجبات ثم ينادي بعدها بما له حقوق ، لكننا نضع العربة أمام الحصان نطالب بحقوق قبل أن نؤدي الواجبات . [email protected]