لما سرقت المرأة المخزومية وكانت من قبيلة ذات شرف ونسب فى مكة فكان اقامة الحد عليها سيحدث فضيحة مدوية لقبيلتها، فكان الحل من وجهة نظرهم أن يطلبوا الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم ليعفيها من اقامة الحد فذهبوا الى حب رسول الله ليشفع لهم عند رسول الله فاذا بالنبي يغضب ويقول له: أتشفع فى حد من حدود الله ؟انما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا اذا سرق فيهم الشريف تركوه واذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ،والذى نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها. هكذا كان العدل من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهكذا علا شأن الأمة بإرساء العدل على كل أفراد المجتمع.. وهكذا كان الأمر فى عهد أبى بكر الصديق.. ارساء العدل على جميع أفراد المجتمع مهما قل أو علا شأنهم، فها هو عمربن الخطاب الذى كان بتنافس معه فى حب النبى صلى الله عليه وسلم وفى عمل الخيرات،ها هوعمريختصم مع مطلقته على ابنه الطفل مع من يعيش معه أو معها فلما يصر كل منهما على أن الولد لا بد أن يعيش معه دون الآخر يقول لها سيدنا عمر : الى من تحتكمي؟ فتقول له :لأبى بكر فيذهبا له رغم انها تعرف أنه صاحبه ولكنها تعرف فى نفس الوقت أن أبا بكر الصديق يطبق العدل وأنه لن يظلم فى حكمه ، وفعلا يحكم لها أبى بكر بالولد فى مرحلة الصغر ما لم تتزوج ويقول لعمر: الولد لها فهي أحن وألطف حتى يشب ويختار بنفسه مع من يعيش ما لم تتزوج.. وهكذا يستمر العدل فى الدولة الاسلامية فى حكم عمر بن الخطاب كما استمر فى حكم الرسول صلى الله عليه وسلم وفى حكم ابى بكر الصديق.. فها هو عمر يذهب الى السوق وهو أمير المؤمنين ليشتري فرسا ثم بعد أن يدفع ثمنه ويركب عليه ليجربه يقع به الفرس ويصاب الفرس فأراد عمر ارجاع الفرس فرفض الرجل فقال له عمر: لمن تحتكم؟ قال الرجل: لشريح. فذهبا اليه فحكم شريح دون أن يحابى أمير المؤمنين لمنصبه: قال اما أن ترجع له الفرس كما أخذته أو تأخذه على حاله فقال عمر: لفد أنصفت.. هكذا يكون العدل وأخذ الفرس ولم يغضب منه لأنه حكم ضده وانما كافأه على عدله وولاه القضاء على الكوفة . بهذا العدل ساد المسلمين العالم أجمع , ولهذا العدل يخشى الغرب أن تقوم لمصر أو للمسلمين قائمة لأنهم ساعتها لن يستطيعوا أن يعيثوا فى الأرض فسادا كما يفعلون الآن فى فلسطين وسوريا وبورما وأفغانستان والعراق وحتى مصر لم تسلم منهم فهل نفيق وننشر العدل فى ربوع بلادنا؟ أم اننا أمةلا تؤمن بأن الله يقيم الدولة العادلة ولو كانت كافرة ، ولا يقيم الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة ؟