إيه يا أيام الصبا حين كانت تسأل أساتذتي عني وتعاتبني على نصف درجة سقط في الاختبارات مني ! كانت تدعو لي صبح مساء وكانت تلح في الدعاء كانت همزة الوصل بيني وبين السماء ! بقدر بُعدِ المسافات التي كانت تفصل بيننا كان الحب كبيرا وكان الوُدُ متصلا لم أشعر يوما أنها بعيدة عني كانت في القلب تسكن وفي ننِّ عيني كانت قريبة جدا مني كنت أناجيها فتسمعني وفي البعد اسمع صدى كلماتها كأنها تكلمني ! نادى المنادي ... حان وقت الوداع اتصلت بها في الطريق إليك يا ( أعز الحبايب) انتظريني فانتظرتني ! رأيتها ... فسُرَّ وجهها وضحكتْ أنارت ضحكتها زوايا الغرفة هرْولتُ إليها أُقَبَّلُ يديها ورأسها أخذتني في حضنها كأنها كانت تنتظرني ! ماذا أقول وفي عينيها رأيتُ علامات الرضا وعلى قَسَمات وجهها ( السمح ) شاهدت علامات القبول ! ماذا أقول ! حول سريرها اجتمع كل المحبين وكأنما حضرت الملائكة وتحلقت حول فراشها عمت السكينة وخشعت الأصوات وعجز اللسان عن الكلام لم تجزع لمرضها لازمت الحمد والشكر على الدوام ! حين حانت لحظة الفراق أمسكت بيدها الكريمة واتكأت على كتف أخي الوحيد ردَّدتِ الشهادتين بصوت رقراق ثم تمتمت بحمد لله وخرجت الروح في لمح البصر خروج العاشق المشتاق عم المكان خشوع غير مسبوق وانطلقت الدموع تنعيها والألسنة تلهج بالدعاء تارة وبالمغفرة تارة أخرى كانت لحظات صدق خالية من النفاق ! سؤال تردد في صدري متى أراها تارة أخرى! وصوت منادٍ يُحلِّقُ فوق قبرها يقترب مني يهمس في أذني في الفردوس تسكنُ وفي الجنة مقامها ألم تعلم بأن الجنة تحت أقدامها ! ماذا أقول فكل قول وإن كان عظيما قد يتوارى خجلا ... حين أذكر أمي رحمة الله عليك يا أمي أخر السطر كل نفس ذائقة الموت ... لا خوف ولا فزع من لقاء الله هكذا كانت تردد أمي [email protected] يمكنكم قراءة هذا المقال ومقالات أخرى على Zawba-mba.blogspot.com