كشف مصدر رفيع المستوي بالمقر البابوي قيام البابا شنودة بإجراء اتصال بالقيادة السياسية مساء – الخميس الماضي – عبر فيه عن استياءه جراء حادث نجع حمادي والذي لقي فيه 6 أقباط مصرعهم علاوة على عريف شرطة كان يحرس كنيسة العذراء بنجع حمادي ، و طالب شنودة القيادة السياسية بالتدخل و إعطاء أوامرها للتوصل للجاني مؤكداً أن الحادث جاء في وقت صعب خصوصاً و أنه كان في ليلة الميلاد . وأضاف المصدر أن القيادة السياسية قد أبلغت البابا أن القبض على مرتكبي تلك الحادثة سيكون في غضون ساعة – وهو ما حدث بالفعل ، مؤكدة أن الحادث لم يكن طائفياً بالمرة .. جاء ذلك بعد لقاء شنودة بالأنبا كيرلس ظهر الخميس الماضي حيث قدم له تقريراً " من صفحة واحدة " بخصوص الأحداث ، أكد فيه أن الأقباط كان مفعولاً بهم ولم يكونوا فاعلين ، ومرجحاً أن يكون السبب في ذلك حادث فرشوط الذي اندلع أثر اغتصاب مسيحي لمسلمة وتصويرها في أوضاع جنسية . إلي ذلك أجري شنودة اتصالاً بشيخ الأزهر أيضا – ظهر الخميس – عبر في عن حزنه لما يحدث ، وشاطره الحزن شيخ الأزهر الذي أكد له أن ما حدث " حادث فردي " لا علاقة له بالإسلام من قريب أو بعيد ، ومشدداً أن الوحدة الوطنية في مصر أقوي بكثير من تلك الأحداث . إلي ذلك أعلنت وزارة الداخلية أمس – الجمعة - عن قيام مرتكبى هجوم "نجع حمادى" وهم " محمد أحمد حسن الكومى الشهير بحمام الكموني ، وقرشى أبو الحجاج محمد على، وهنداوى السيد محمد حسن " بتسليم أنفسهم إلى أجهزة الأمن بمحافظة قنا بدون مقاومة نتيجة لإحكام أجهزة الأمن الحصار على المنطقة الزراعية بين مركزى فرشوط ونجع حمادى وإغلاق طريق الهروب المؤدى إلى الجبل الغربى وتضييق الخناق على المتهمين ، وتقوم النيابة العامة بمباشرة التحقيق مع المتهمين لمعرفة ملابسات الحادث بعد وصول النائب العام لنجع حمادي ظهر أمس الجمعة . . هذا وتشير مصادر كنسية أن السبب في حادث نجع حمادي ليس طائفياً بالمرة لأن من قام بالحادث " صاحب سوابق " وهو يعمل بالأجر – لمن يدفع ، حيث رجحت أن يكون وراء الحادث عضو بالحزب الوطني حيث تتوتر العلاقة من فترة بينه وبين الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي " أحد أبرز رجال الوطني في الصعيد " حيث سعي الأخير لإسقاطه كمرشح فئات في الدورة الماضية . وكان البابا شنودة أكد مؤخراً أنه لم يمنع زكريا بطرس من الإساءة للإسلام طالما هناك من يهاجمون العقيدة المسيحية في برنامج القاهرة اليوم قبيل ساعات من حادث نجع حمادي . من جانبها أدانت الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين حادث الاعتداء البشع الذي تعرض له الأخوة المسيحيون يوم عيدهم في نجع حمادي والذي راح ضحيته ستة مسيحيين وشرطي مسلم ، وقالت في بيان " وصل للمصريون صورة منة " تتقدم الكتلة بخالص العزاء والمواساة لأهالي الضحايا وتطالب المسئولين بضرورة تطبيق القانون بحزم علي جميع المواطنين دون النظر إلي منصب او دين وإذ تأسف الكتلة لهذا الحادث الإجرامي والذي يعبر عن وجود حالة شديدة من الاحتقان في بعض المناطق المصرية نتيجة الفشل في التعامل مع هذا الملف بكل تفاصيله بصدق وجدية والاكتفاء بالاجتماعات الإعلامية المكللة بالأحضان والقبلات وبعض الكلمات التي أصبحت من كثرة تردادها جوفاء ومثارا للسخرية . وتري الكتلة أن احترام السلطة للإنسان المصري واحترام حقوقه كمواطن هو أحد طرق العلاج كما أن الحوار الجاد بين العلماء والسياسيين المتخصصين والنخبة من المثقفين من أبناء الوطن هو طريق آخر جاد وأكيد لإزالة الاحتقان الطائفي الموجود علي الساحة والذي تظهر أعراضه بين الحين والحين . كما تري الكتلة أن اتخاذ الأمن وسيلة وحيدة لحل المشكلات يزيد تعقيدها ويجعلها اكثر صعوبة وأن إتاحة الفرصة للعلماء الجادين والمخلصين هو الطريق الناجح والمضمون لتلافي مثل هذه الأحداث مستقبلا وختمت البيان قائلة ، والله نسأل أن يحفظ بلادنا ويجنبها ويلات الفتن .