افتتحت المراكز الانتخابية في فنزويلا، وبدأت عمليات التصويت لانتخاب رئيس جديد للبلاد خلفًا للرئيس الراحل هوجو تشافيز، في الوقت الذي تتابع فيه دول الشرق الأوسط تلك الانتخابات باهتمام لترى إمكانية التغير في سياسات البلد الذي طالما دعم القضايا العربية. ويتنافس في الانتخابات نيكولاس مادورو الرئيس المؤقت وخليفة تشافيز السياسي مع زعيم المعارضة إنريكي كابريلس. ومن المقرر أن يستلم الفائز مقاليد الحكم في 19 أبريل الحالي حتى يناير 2019 وهو موعد انتهاء الفترة التي كان يجب أن ينهيها الرئيس الراحل تشافيز الذي توفي في 5 مارس من العام الحالي بعد صراع طويل مع مرض السرطان. وبعد شهر على رحيل رئيسهم الجماهيري ينتخب الفنزويليون خلفا له في الاقتراع الذي تدور المنافسة فيه بين نيكولا مادورو الذي اختاره قبل وفاته لتولي القيادة، في بلد غني بالنفط ومنقسم بعد 12 سنة على "الثورة الاشتراكية". ودعا نحو ۱۹ مليون ناخب للتوجه إلى صناديق الاقتراع بعد حملة قصيرة لم تتجاوز العشرة أيام هيمنت عليها ذكرى تشافيز الذي خطفه الموت بعد صراع مع المرض على خلفية تبادل الشتائم والكلام الحاد. وقالت وكالة أنباء برنسا لاتينا إن الانتخابات يؤمنها حوالي 150 ألف عنصر من قوات النظام مهمتهم تأمين مراكز التصويت في سائر أرجاء البلاد التي أغلقت حدودها منذ بداية الأسبوع بأمر من السلطات التي نددت بما وصفته ب "مخططات لزعزعة الاستقرار" مدبرة من الخارج. وحث مادورو الذي كان الذراع اليمنى للرئيس تشافيز الذي اختاره خلفًا له قبل وفاته، مناصريه على تحقيق آخر رغبات "القائد" و"متابعة إرثه" في وجه "البورجوازيين" و"الفاشيين". ونقل راديو إيران عن أليخاندرو ألميدا، وهو عامل متقاعد في السابعة والستين من عمره "أن صوتي سيكون لمادورو لكن قلبي سيكون مع تشافيز"، ملخصًا بذلك شعور غالبية الموالين الذين ما زالوا شديدي الحزن على زعيمهم الراحل. وينطلق مادورو (50 عامًا) من موقع قوة مدعوما بتقدمه الكبير في استطلاعات الرأي على منافسه كابريلس (20عامًا) حاكم ولاية ميراندا (شمال) البلاد. وتتراوح نسبة تقدمه على خصمه بما بين ۱۰ و۲۰ نقطة بحسب الاستطلاعات. وارتقى مادورو القادم من الأوساط النقابية والذي كان سابقا سائق حافلة، بسرعة أعلى المراتب في النظام ليصبح وزيرًا للخارجية اعتبارًا من العام 2002 ثم نائبًا للرئيس في ۲۰۱۲ قبل أن يتولى الرئاسة بالوكالة. وقدم نفسه أثناء الحملة على أنه "الضامن الوحيد" للبرامج الاجتماعية الممولة من الثروة النفطية للبلاد التي تملك أكبر احتياطي للخام في العالم. ففي خلال أربعة عشر عامًا تراجعت نسبة الفقراء بصورة مذهلة من 50 إلى ۲۹ % بحسب اللجنة الاقتصادية في الأممالمتحدة. وقال الكسي تشاكون وهو صاحب شركة في الرابعة والسبعين من عمره "أرى فنزويلا مع كل هذا النفط وما يحدث اليوم، إن ذلك يحزنني"، آملا في رؤية نهاية "كابوس هوغو تشافيز". وفضلا عن خلافة مثقلة بالمهمات الشاقة فإن الرئيس المقبل سيرث أيضًا اقتصادًا ضعيفًا مع ديون توازي نصف إجمالي الناتج الداخلي وأكبر تضخم في أميركا اللاتينية تجاوز معدله ال ۲۰%.