أثارت ابتسامة الرئيس المخلوع حسني مبارك وتلويحه بيده لأنصاره، خلال حضوره الجلسة الأولى من إعادة محاكمته أمس الأول، ردود فعل واسعة في الصحف ووسائل الإعلام الغربية، إذ قالت إن هذا الأمر طرح تساؤلات بين المصريين حول ما إذا كان "يعلم شيئًا لا يعلمونه"؟! وقال البروفيسور بول سوليفان، الأستاذ بجامعة الدفاع الوطني في واشنطن، إنه يتوقع بأن يظل مبارك حبيس القضبان لفترة طويلة قادمة؛ "إذا كان هناك ما يسمح بتبرئته فسيكون هناك المزيد من الاتهامات التي تحول دون ذلك على الفور... تخميني أن عقوبته ستكون أقصى بكثير، أو على الأرجح، سيتم تأجيل القرار لأمد طويل، ومن ثمة تأجيله مرة أخرى"، بحسب ما ذكرته مجلة "الديلي بيست" الأمريكية. وقالت المجلة، إن توقعات سوليفان تأتي علي النفيض مما رأه الكثير من النقاد الذين رأوا بأن افتقار مؤسسات الدولة وبخاصة وزارة الداخلية للإصلاحات وإعادة الهيكلة من شأنه تعطيل العملية القانونية. ورأت المجلة أن مبارك قد فاجأ المراقبين بابتسامته، وتلويحه بيديه بينما هو لا يزال داخل قفص الاتهام، وذكرت أن صور المظهر الجديد "النيولوك" الذي بدا عليه خلال تلك المحاكمة انتشرت بصورة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، لتثير التساؤلات لدى كثير من المعلقين عما إذا كان "يعلم شيئًا لا يعلمونه" ؟!، في الوقت نفسه، أقادت تقارير بأن مؤيدي مبارك الذين احتشدوا أمام مقر أكاديمية الشرطة حيث تجرى محاكمته قد بدا عليهم التفاؤل بأنه ربما يطلق سراحه. أما صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فقالت إن تأجيل إعادة محاكمة مبارك لم يكن غير متوقع؛ "فالتأجيلات الإجرائية لسبب أو لآخر أمر شائع في المحاكمات المصرية". ورأت أن التأجيل ترك المصريين مرتابين بشأن تصرف مبارك؛ "فالبعض يعتقد بأنه قد بدا يكشف عن ثقة جديدة في قضيته أو ربما شماتة مؤكدة بشأن الوضع الذي باتت فيه البلاد منذ اندلاع الثورة". ونقلت عن ماجدة بطرس مديرة قسم إصلاح العدالة الجنائية بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، قولها: إن "ابتسامة مبارك وتعبيره عن ثقته يعطيان أفضل رمز على كم التغير الذي طرأ عليه منذ بدء محاكمته قبل عامين". وأضافت أن "مؤيدي مبارك ربما يزداد تعاطفهم معه اليوم نظرا لأنهم يعتبرونه على حق منذ البداية عندما قال إما أنا أو الفوضى، وهو ما قد يقل أو يزيد عما نعيشه الآن". وأشارت الصحيفة إلى أنه بدلا من وضع يديه فوق صدره باعتباره مريض ضعيف، حرص مبارك على التلويح بهما عدة مرات باتجاه غرفة المحكمة مثلما أعتاد على ذلك وهو حاكم مطلق يخاطب شعبه" من جانبها، رأت صحيفة "التليجراف" البريطانية، أن مبارك بدا أكثر تفاؤلاً أثناء إعادة محاكمته، وأشارت إلى أن الحالة الصحية التي بدا عليها؛ "إذ كان قادرًا على التلويح بيديه والابتسام مع ما أفادت به تقارير وكالات الأنباء الرسمية العام الماضي بأنه قد مات إكلينيكيا". ورأت أن بداية إعادة محاكمة مبارك كانت تفتقر إلى الدراما التي انطوت عليها جلسة الاستماع الأولى في أغسطس 2011، حينما ظهر الرئيس الوحيد الذي حكم مصر لثلاثة عقود مستلقيًا على سرير طبي، وقد أنهكه المرض في قفص الاتهام في محكمة أكاديمية الشرطة التي كانت تحمل اسمه قبل اندلاع الثورة. ولفتت إلى مواقف الشعب المتباينة تجاه مبارك، ففى إحدى محطات الأتوبيس بالقرب من المحكمة، قال حشد صغير إنه ينبغي إطلاق سراح الرئيس المخلوع على الفور. ونقلت عن أيوب لاوندي مسيحي مصري ممن يرون بأنهم ضحية في ظل حكم الإخوان قوله :" إذا كان مبارك يخضع للمحاكمة فينبغي أن يجد مرسي نفس مصيره... كل يوم يسقط المزيد من القتلي ، الجرائم مستمرة، بالفعل ربما تم انتخابه إلا أنه لم يف بوعوده وأقر دستورًا مناسبًا لقندهار وليس لمصر ". ونقلت عن هاني كمال البالغ من العمر (29 )عامًا قوله: "أعتقد بأنها منتهية ... بأية حال من الأحوال، هو رجل طاعن في السن، وينبغي أن يطلق سراحه. لقد كان رجل طيبًا. كنا نعش ونأكل ونعمل اليوم لا عمل لنا". ولفتت الصحيفة إلى أن الحشود خارج قاعة المحكمة كانت أقل بكثير مقارنة بالمحاكمة الأولى. وتابعت أنه على الرغم من ذلك؛ إلا أن أقارب الشهداء واصلوا حملتهم المطالبة بالعدالة والقصاص، ورفعوا صور عدد من الشهداء الذين سقطوا خلال الثورة. ونقلت عن والدة أحد الشهداء قولها: "مبارك ينبغي أن يواجه عقوبة القتل مثلة مثل أي شخص آخر ... أطالب بتطبيق العدالة، لا شيء أكثر من ذلك، هم يقولون بأن مبارك رجل كبير السن وينبغي العفو عنه، لكن لو أي رجل كبير أخر كان في موقفه، هل سيتركونه؟ لا بل سيعاقبونه". http://www.telegraph.co.uk/news/worldnews/africaandindianocean/egypt/9992072/Hosni-Mubarak-retrial-for-death-of-protesters-postponed-indefinitely.html http://www.thedailybeast.com/articles/2013/04/13/confident-hosni-mubarak-appears-in-court.html http://www.nytimes.com/2013/04/14/world/middleeast/judge-in-hosni-mubaraks-case-recuses-himself.html