يناقش مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين في اجتماعه صباح الأربعاء بالمقر الرئيسي للمقطم أحداث الفتنة الطائفية في مصر، والتي بدأت بالخصوص، وتفاقمت لتصل إلى الكاتدرائية بالعباسية وراح ضحيتها سبعة أقباط ومسلم. وكشف مصدر مطلع بالجماعة عن وجود تيار كبير داخلها يخشى من تلك الأحداث ويرى ضرورة عقد لقاء أو أكثر يجمع بين المرشد العام للجماعة ووفد من مكتب الإرشاد والبابا تواضروس الثاني لتقديم واجب العزاء، وبحث سبل إنهاء تلك الأحداث الطائفية التي تقع بين الحين والآخر، والتي تمثل الخطر الأكبر على أمن مصر. وأضاف المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، أن بعض قيادات مكتب الإرشاد قد يقف في وجه تلك الخطوة، متمنيا أن يقوم فضيلة المرشد بالدور المنوط به بصفته على رأس أكبر جماعة تحمل المشروع الإسلامي بتسامحه، وأن يبذل كل جهده في تجنيب مصر خطر المستنقع الطائفي، مشيراً إلى أن النقاش سيجري حول أحد خيارين، إما الاكتفاء بإرسال وفد من مكتب الإرشاد، قد يضم محمود حسين الأمين العام للجماعة، وعبد الرحمن البر مفتي الجماعة لتقديم العزاء في الكاتدرائية غداً الخميس، أثناء تقديمه للبابا تواضروس والقساوسة في الضحايا، والخيار الآخر هو إرسال وفد من المكتب للقاء البابا عقب تلقيه العزاء في الكاتدرائية، على أن يرأسه الدكتور محمد بديع فضيلة المرشد. وأكد المصدر أن المكتب يناقش في اجتماعه اليوم مطالب الأقباط بإقالة وزير الداخلية لعدم قيام الأمن بدوره في حمايتهم أمام الكاتدرائية، الأمر الذي ترفضه الجماعة بشدة. وقال أحمد عارف، المتحدث باسم جماعة الإخوان، إن الجماعة لن تدخر جهدا في سبيل محاولة تجنيب مصر أي أحداث طائفية، ولكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن تحرج الإخوان منفردين سيعطي انطباعا، أنهم جزء من الأزمة، لذلك فإن الجماعة تفضل أن تجتمع كافة الرموز الوطنية والدينية والجمعيات وقوى المجتمع المدني، لبحث تلك الأحداث وسبل التخلص منها، مؤكداً أن التنسيقات لذلك المؤتمر بدأت من الآن وسيعلن عنه قريباً. وطالب عارف الجميع بعدم الترويج للفتنة الطائفية بتكرار تلك المصطلحات والتي تؤهل الناس نفسياً لتقبل الفكرة، ومن ثم نصبح في خطر حدوثها بالفعل، مشيراً إلى أن الموقف خطير، وفي حال تفاقم تلك الأحداث لن يأمن أي مصري على نفسه. وأشار المتحدث باسم جماعة الإخوان إلى دور الأمن وأجهزة التحقيق في وضع حد لتلك الأحداث، منتقدا بطء التحقيقات في كل الأحداث من هذا القبيل، ومطالباً الأجهزة الأمنية بتوضيح الحقائق للرأي العام وسبب التأخير. وفيما يتعلق بمشاركة الجماعة في تقديم واجب العزاء للبابا تواضروس الثاني في الضحايا، قال عارف إن الجماعة دائما تكون في بداية الصفوف في الأحداث ذات الطابع الاجتماعي وتلك الواجبات، مضيفا: سنرسل وفدا لذلك لكن لم نحدد موعدا حتى الآن.