الأهالى: "مخيمر" يرضخ لمافيا المستودعات وقراصنة السوق السوداء سادت حالة من الغضب الشديد تجتاح الشارع السوهاجى، بسبب قرار المحافظ الدكتور يحيى مخيمر رفع سعر أسطوانة البوتاجاز من 6 جنيهات إلى 10 جنيهات، دفعة واحدة، معللاً بأن هناك مراكز مترامية تبتعد أكثر من 85 كيلومترا عن مصنع التعبئة بالاحايوة، وهو ما يزيد من التكلفة على وزارة البترول والمحافظة. ورفضت قطاعات عريضة من القوى السياسية هذه التبريرات، ووصفتها بأنها رضوخ لأصحاب المستودعات الذين تجمعوا بالعشرات أمام المجالس المحلية، منددين باستقرار سعر الأسطوانة على 6 جنيهات، مؤكدين أنهم لا ينالون شيئا من وراء هذا السعر سوى المجهود والمشاكل مع المواطنين، وهددوا بالإضراب عن استلام حصتهم، وذلك عشية إصدار القرار من المحافظة برفع سعر أسطوانة البوتاجاز، الأمر الذى اعتبرته الأحزاب والقوى السياسية رضوخا واضحا لنداءات مافيا المستودعات الذين لم يكفهم ما جنوه طيلة السنوات الماضية من بيع الأسطوانات بالطريقة التى يرونها أربح لهم. وأكد جمال مكى، أحد قيادات الجماعة الإسلامية بسوهاج، على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى، أنه لا بد من تفعيل سعر موحد للأسطوانة على مستوى الجمهورية، وهو 6 جنيهات، ووصف قرار المحافظ أنه رضوخ لأصحاب المستودعات. وأكد الدكتور محمد ماهر، أحد قيادات حزب النور بسوهاج، رفض حزب النور لأى زيادة فى سعر أسطوانات البوتاجاز، معتبرا أن هذه سياسة حزب النور من البداية. فيما اعتبر مصطفى رشاد، أحد النشطاء السياسيين أن المواطن البسيط لا يتحمل هذه الأعباء بأى حال، فى الوقت الذى شاهد المواطنين يحملون الأسطوانة على ظهورهم لتوفير ثمن التوك توك الذى ينقلهم إلى منازلهم، فكيف به اليوم وقد ارتفعت سعر الأسطوانة 3 جنيهات مرة واحدة. وأوضحت قيادات الجماعة الإسلامية أن رفع سعر الأسطوانة فتح الطريق أمام قراصنة السوق السوداء، لينتشروا فى الشارع، فبعد أن أصبح المواطن يأخذ الأسطوانة بأكثر من 10 جنيهات على اعتبار المواصلة التى تنقله من المستودع إلى منزله بات من المقبول أن يأخذها من بائع السوق السوداء ب14 جنيها لتصل فى الأزمات إلى 20 جنيها. وتساءل المواطنون: لماذا أصبحت سوهاج بمثابة مادة للتجارب السيئة على مستوى محافظات الجمهورية؟ وأصبح المسئولون أقسى قلوبا على أهلهم فى الوقت الذى يفترض أن يكون الأمر بالعكس على اعتبار أنها أفقر محافظات الصعيد. وشن وليد الباشا، مدير مكتب الحرية والعدالة بطما، هجوما على إدارة التموين، وأكد أن التيار الإسلامى مستعد لأن يستلم حصة المركز، ويقوم بتوزيعها على المواطنين. ولم تفلح جهود محافظة سوهاج فى تهدئة الأجواء بعقد الاجتماعات مع القوى السياسية ومحاولة متابعة توزيع الأسطوانات فى الشارع، وقيامه بتحرير محاضر وجنح أحيانا لأصحاب مستودعات، وكان رد المعارضة قويا حين تجمعوا أمام ديوان عام المحافظة، مرددين: "ارحل يا محافظ الإخوان".