شهد ميدان التحرير صباح الجمعة هدوءًا نسبيًا فى ظل غياب التظاهرات والاحتجاجات المناهضة للرئيس والإخوان، واستمرار اعتصام عدد قليل بعد نصب خيمتين بالصينية الوسطى. فيما شهد الميدان سيولة مرورية فى جميع الاتجاهات وانتظام الحركة بشكل طبيعى فى ظل غياب رجال المرور عن المشهد وكذلك اللجان الشعبية، وانتشر عدد من الباعة الجائلين فى وسط الميدان لترويج بضاعتهم على المارة والمتظاهرين. وقام المعتصمون بالشروع فى إقامة منصة جديدة بالقرب من شارع محمد محمود أمام "هارديز" بوسط التحرير لإقامة الفعاليات من عليها بعد إزالة المنصة فى الهجوم الأخير الذى شنته قوات الأمن على التحرير. وألقى خطبة الجمعة بالتحرير"محمد عبد الله نصر" منسق حركة أزهريون مع الدولة المدنية والذى أكد فى خطبته أن حادثة تسمم طلاب الأزهر مدبرة والمطعم الذي تسمم فيه الطلاب غاب عنه طلاب الإخوان والسلفيين لعلمهم بالحادث قبل وقوعه. وندد "نصر" بالهتافات التي قام بها طلاب الإخوان والتي تهدف لإقالة شيخ الأزهر والهجوم على مكتب إمام الأزهر مؤكدًا أن من قام بذلك هم جنود "مسيلمة الكذاب". واستنكر خطيب التحرير انسحاب الداخلية من تأمين مكتب شيخ الأزهر قائلًا: "إن الداخلية هي من قامت بحماية مكتب الإرشاد بالمقطم ولم تحم مكتب شيخ الأزهر، فهي داخلية حقًا لا تحمي سوى ميليشيات الإخوان الإرهابية " حسب قوله. ودعا نصر شيخ الأزهر إلى التواجد في ميدان التحرير الجمعة القادمة ليقوم بالاعتذار للشعب المصري عما بدر منه لاستقباله الإخوان والسلفيين حين أجرم في حق الثورة بعدم انسحابه من الجمعية التأسيسية للدستور . وأشار إلى أنه يؤيد سعد الدين الهلالي رئيسًا لجامعة الأزهر الشريف وأنه إذا تولى إخواني أو سلفي جامعة الأزهر فستكون نهاية الأزهر الوسطى، مؤكدًا أنه كأزهري لن يسمح هو وباقي الأزهريين بأخونة الأزهر. ودعا خطيب التحرير جياع مصر والذين يقفون في طوابير البنزين إلى مليونية غضب الفقراء الجمعة القادمة ثم التوجه إلى مكتب الإرشاد. كما وجه رسالة إلى الجيش المصري بأن يقوم باعتقال كل "صهيوني" تسول له نفسه بالدخول إلى أرض مصر وأن يقوم بتدمير الأنفاق قبل أن يذهب الثوار لهدمهما بأنفسهم، مطالبًا المسيحيين بالتضامن مع المسلمين في نصرة الأزهر وذلك من خلال إقامة قداس يوم الأحد القادم . وبعد انتهاء الخطبة انطلقت مسيرة تضم المئات من المتظاهرين بميدان التحرير وعددًا من مشايخ الأزهر عبر شارع طلعت حرب إلى مشيخة الأزهر الشريف لدعم ومساندة شيخ الأزهر ضد ما وصفوه بمحاولات الهدم التى يقودها الإخوان المسلمون لتسييس حادث تسمم طلبة الأزهر والمطالبة بإقالة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، موضحين أن ذلك ضمن مسلسل الأخونة الذى يحاول الإخوان تنفيذه فى مؤسسة الأزهر لتمرير قانون "الصكوك". ورفع المشاركون أعلام مصر وصور بعض مشايخ الأزهر والشهداء ورفعوا الهلال والصليب ولافتات مكتوب عليها "جبهة أزهريون مع الدولة المدنية.. إذا كانت قبلة المسلمين فى الصلاة هى الكعبة فقبلة المسلمين فى العلم هى الأزهر" و"لا لأخونة الأزهر.. الأزهر خط أحمر"، "شيخ الأزهر رمز للإسلام الوسطى ولا نقبل بإهانته"، "لا إخوان ولا سلفية الأزهر هو الشرعية". كما رددوا هتافات منها "بالروح بالدم نفديك يا أزهر" و"يسقط يسقط حكم المرشد" و"ولا إخوان ولا سلفية الأزهر هو الشرعية" و"نموت نموت ويحيا الأزهر". وفى سياق متصل، قام عدد من راسمي الجرافيتي بإزالة بعض الرسوم الجرافيتية من على جدران الجامعة الأمريكية بشارع محمد محمود وتجديد رسم صورة الصحفى الشهيد الحسينى أبو ضيف. وأكد القائمون على الرسوم الجرافيتية أنهم قاموا بتجديد الرسوم نظرًا لما قام به البعض من تشويه الصور من خلال الكتابة عليها ولتذكير الجميع بقضية "أبو ضيف". كما أكدوا أنهم سوف يقومون بتأبين ذكرى الشيخ محمد يسرى سلامة ورسمه على جدران الجامعة الأمريكية أيضًا وعمل وقفة بالشموع تخليدًا لذكراه.