لم تبدأ احداث الأزهر بالامس فقط ، ولكن كانت هناك بوادر تدل ان هناك ازمة قادمة فى الطريق لامحالة ، ويروى البعض ان طلبة المدينة الجامعية وجدوا الدود فى علب التونة منذ أسبوعين ، لذلك قبل الاحداث بعدة ايام ذهب رئيس اتحاد طلاب الازهر وهو من الاخوان المسلمين الى معامل وزارة الصحة ينبههم ان هناك أزمة كبيرة على وشك الحدوث ، واستجابت له الوزارة وجاء يوم امس الاثنين مجموعو من معامل وزارة الصحة وتوجهوا الى مبنى مدينة نصر ب وهى تضم 6 مبانى فقط ، وعندما ذهبوا الى المطعم وتم الكشف على الفراخ الموجودة فى المطعم قبل توزيعها على الطلبة ، وبعد الكشف صرح فريق وزارة الصحة ان الفراخ المعدة للتوزيع على الطلبة غير صالحة للاستخدام الآدمى ، وبالفعل تم وقف توزيع وجبة الفراخ وتم اسبدالها بوجبة جافة أخرى . تحركات اتحاد الجامعة وعندما توجه وفد وزارة الصحة بصحبة رئيس اتحاد طلبة الجامعة الى مبنى أ والتى تضم اكثر من 20 مبنى ، فوجئوا انه تم توزيع الوجبات على الطلبة بالفعل ، وحدثت حالات تسمم فى بادئ الامر لمجموعة بسيطة وبعد المغرب بدات المأساة وبدأت الاعداد تتزايد حتى وصل العدد بنهاية اليوم الى اكثر من 1400 طالب اصيب بحالة تسمم ، ويصف البعض ماحدث على النحو التالى " فى بادئ الامر يحدث عملية قئ ثم اصفرار شديد بالوجه ، وبعد ذلك حالة من الاغماء ، وأكثر من اصيبوا هم طلبة كلية الهندسة ، وللاسف مبعوث رئيس الجامعة د أسامة العبد استفز الطلبة وقال لهم ان هؤلاء الطلبة يعانون من حالة الاسهال منذ البداية ، وامام هذه المشاهد وغيرها ومحاولة بعض المسئولين بالجامعة من تهوين الامر ، قام طلبة الجامعة بقطع طريق النصر أمام الجامعة بعدما وجدوا انه تم تحويل 1400 من زملائهم الى المستشفيات . الالتراس والبلطجية والمصريين الاحرار والاون تى فى وكالعادة وجد طلبة جامعة الازهر ان هناك شئ غريب بدأ يحاك فى الخفاء ، على النحو التالى : اولا : تم القبض على مجموعة من البلطجية ومعهم زجاجات مولوتوف . ثانيا : لاحظوا ان هناك حوالى 15 من الالتراس بدأوا فى التوافد كطليعة وتوجهوا ناحية قسم ثانى مدينة نصر تمهيدا لبدء المناوشات مع الشرطة ، وكان ذلك فى وقت متأخر بداية من الساعة 11 مساءا وحاولوا ان يثيروا مشكلة لولا ان المعتصميت ابعدوهم وقاموا بحماية القسم . ثالثا : وردت انباء ان هناك مجموعة من حزب المصريين الاحرار تجمعوا عند المنصة وبدأوا فى الهتاف "يسقط مرسى" فقام الطلاب المعتصمين بطردهم ، وقاموا ايضا برشق قناة اون تى فى بالحجارة . فطن الطلاب المعتصمين الى مايراد بهم من تسييس مشكلتهم وتوجيهها الى اتجاهات أخرى ، فقاموا بالتعامل مع الاحداث كما تم ذكره . مقابلة شيخ الأزهر توجه وفد من الطلاب المعتصمين يصاحبهم وفد من اتحاد طلاب الجامعة برئاسة رئيس اتحاد طلاب الجامعة وتوجهوا الى مكتب شيخ الازهر الدكتور احمد الطيب ، وطالبوه بضرورة اقالة الدكتور اسامة العبد رئيس جامعة الازهر ، لانه يعلم كل هذه الامور ولم يحرك ساكنا ، فقال لهم الدكتور احمد الطيب سوف اقيل مدير ادارة المدينة الجامعية ، فقال له رئيس اتحاد الطلبة بجامعة الازهر ، هذا لايكفى يافضيلة الشيخ فهناك مازال اكثر من 500 طالب مازالوا بالمستشفيات وبعضهم بالرعاية المركزة ، فقال لهم هذا يكفى ، فقالوا له سنقوم بتصعيد مطالبنا ، وبالفعل خرج الطلبة من عند شيخ الازهر وبدأ سقف مطالبهم يزداد فاصبح مطلبهم اقالة رئيس الجامعة وشيخ الازهر نفسه . وعاد الطلاب الى اعتصامهم امام المدينة الجامعية وهم يطالبون باقالة رئيس الجامعة د أسامة العبد والدكتور احمد الطيب شيخ الازهر ، وانضمت اليهم ايضا المدينة الجامعية للطالبات ، فالازمة واحدة والطعام واحد والتسمم اصاب الجميع . رؤية تحليلية للاحداث من خلال ماسبق يبرز عدة امور ان الازمة لم تكن وليدة يوم امس واليوم ، ولكنها ازمة قديمة بدأت فى الظهور منذ عدة اسابيع ، وحينما تحرك اتحاد الجامعة قام بانقاذ مايمكن انقاذه ، الى جانب ان ردود افعال المسئولين بالجامعة كانت سلبية للغاية ، مما استفز الطلاب المتضررين والمعتصمين وزاد من اصرارهم على الاعتصام ، الى جانب محاولة البعض استغلال الاحداث وتسييسها ضد الدولة والرئاسة ن مثل البلطجية والذى تم القبض على احدهم وفى حوزته مولوتوف ، ومجموعة الالتراس ، والمحاولات المستمرة لاثارة الشغب عند قسم ثان مدينة نصر ، وايضا قيام حزب المصؤيين الاحرار تصاحبه قناة اون تى فى بالتواجد عند المنصة والهتاف ضد الرئيس مرسى ، كل هذه الامور فطن اليها الطلاب المعتصمين ، وقاموا باجهاضها جميعا ، وتم مطاردة اون تى فى ورشقها بالحجارة ، وتم ايضا قيام مجموعات من اطلبة الازهر بالتواجد المستمر للحيلولة دون وصول الالتراس والبلجية الى محيط قسم ثان مدينة نصر ، كل هذه الامور تؤكد انه تم التعامل مع الامور بشكل جيد والحيلولة دون استغلال الحدث لصالح انصار ساويرس وقناته وربما بلطجيته . على اى حال يبدو ان من اداروا هذا الملف اداروه بحكمة ، وبخاصة فيما يتعلق باستغلال الحدث سياسيا ، وايضا عدم التسبب بأزمة امنية يكونون هم من تسبب بها من خلال اقتحام قسم ثان مدينة نصر ، الا انه يؤخذ هلى من ادار الازمة امرين اولهما : انهم تأخروا فى الذهاب الى معامل وزارة الصحة ، وتأخروا ايضا فى تبليغ المدينة الجامعية ب . ثانيا : انهم قاموا باغلاق طريق النصر وتسببوا فى ازمة مرورية طاحنة لمدة يومين ، مما افقدهم تعاطف الكثير من الجماهير مع قضيتهم . ثالثا : عدم تسويق قضيتهم اعلاميا بشكل صحيح لكى يكسبوا تعاطف الناس مع قضيتهم . أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]