مديرية عمل الإسماعيلية تشارك في حفل «قد الحلم.. وأكبر» لتكريم ذوي الهمم    محافظ المنوفية يتفقد أعمال تطوير كورنيش شبين الكوم.. صور    23 سبتمبر 2024.. ارتفاع أسعار صرف الدولار بين 9 و11 قرشا بنهاية التعاملات    سياسيون: تنظيم مصر للمنتدى الحضري فرصة لعرض الإنجازات وتبادل الخبرات    وزير الإسكان: توصيل شبكة الصرف الصحي ل101 قرية في أسوان    وزيرة التنمية المحلية تلتقي بنقيب أطباء أسنان القاهرة    «اقتصادية قناة السويس» تبحث مع شركات تركية التعاون في مجال تصنيع الملابس    تفاصيل زيارة الرئيس الأوكراني لواشنطن.. وما هي خطة النصر؟    الجيش الأردني يحبط محاولة تهريب مواد مخدرة محملة بواسطة طائرة مسيرة    بمشاركة الأهلي والزمالك.. صالة العاصمة الإدارية جاهزة لاستضافة كأس العالم لأندية كرة اليد    برشلونة يشخص إصابة تير شتيجن    العين الإماراتي: الأهلي صاحب تاريخ عريق لكن لا يوجد مستحيل    محافظ أسوان: عدم إلغاء حجوزات فنادق أسوان.. وننتظر بداية الموسم السياحي    تنازل أسرة المجني عليهما في واقعة حادث الفنان عباس أبو الحسن    المشدد 15 سنة لعاطل بتهمة التزوير في المنيا    الحماية المدنية تسيطر على حريق نشب داخل شقة سكنية في الوراق    أكتوبر المقبل.. مهرجان القاهرة الدولي للمونودراما يكرم التونسي منير العرقي    رانيا فريد شوقي: "لا أنوي الاعتزال.. وقلقانة على الفنانين الشباب".. فيديو    وكيل الأوقاف بالإسكندرية يشارك في ندوة علمية بمناسبة المولد النبوي الشريف    جامعة سوهاج: فحص وعلاج 746 شخصا بالمجان ضمن مبادرة "بداية جديدة"    وزير الصحة: النزلات المعوية بأسوان سببها عدوى بكتيرية إشريكية قولونية    مركز النيل للإعلام بأسيوط ينظم منتدى حوارى حول مبادرة بداية    وزير الأوقاف: أسعى جدياً لإعادة قانون تجريم تصدر غير المختصين للفتوى    هالاند يفلت من العقوبة بعد قمة أرسنال    رحلة منتدى شباب العالم.. من شرم الشيخ إلى منابر الأمم المتحدة|صور    سيني جونة لدعم إنتاج الأفلام يعلن عن المشروعات المشاركة في الدورة السابعة    وزير المالية: فخورون بما حققناه جميعًا.. حتى أصبح البنك الآسيوي أسرع نموًا    محمد صلاح يتواجد في التشكيل المثالي للجولة الخامسة في الدوري الإنجليزي    في يومها العالمي.. لغة الإشارة ليست مجرد ترجمة للحديث المنطوق    حكومة غزة: جيش الاحتلال ارتكب مجزرتين في مدرستين بمخيمي النصيرات والشاطئ    الجيش الإسرائيلي: ضرب أكثر من 300 هدف لحزب الله في لبنان حتى الآن    رابط نتيجة تقليل الاغتراب للمرحلة الثالثة 2024 والدبلومات الفنية فور إعلانها على الموقع الرسمي    قطع أثرية مقلدة.. رحلة مباحث القاهرة للإيقاع بعصابة المشاغبين الستة    حبس سيدة بتهمة سرقة رواد البنوك بزعم مساعدتهم    مواجهة مشكلة المخلفات الزراعية بالتطبيقات الحديثة في الوادي الجديد    الرئيس السيسي يهنىء قادة السعودية بذكرى اليوم الوطني    جامعة المنوفية تستعد لاستقبال الطلاب الجدد    تعيين وكلاء ورؤساء أقسام جدد بكليات جامعة بنها    إعلام إسرائيلي: حزب الله قد يضرب أهدافنا في تل أبيب.. ومستعدون للرد    شيماء منصور تقدم المؤتمر الصحفى لمهرجان القاهرة الدولى للمونودراما ال 7    «أبو الغيط» يلتقي وزير العلاقات الخارجية في بنما    بيراميدز يكشف حجم إصابة محمد حمدي ومدة غيابه    استقالة موظفى حملة المرشح الجمهورى لمنصب حاكم نورث كارولينا    محافظ المنوفية: مبنى التأمين الصحي الجديد أسهم في تخفيف الزحام والتكدس وصرف الأدوية    جامعة القاهرة تعلن برنامج ال100 يوم للقوافل التنموية التي تشارك بها في مبادرة «بداية»    منظمة خريجي الأزهر تناقش مكانة المرأة في الإسلام بورشة عمل للطلاب الوافدين    طلائع كفر الشيخ ضمن معسكر «حياة كريمة» بمركز التعليم المدني في دمياط الجديدة    ضبط تشكيل عصابي نصب على المواطنين في القاهرة    مواعيد وقنوات عرض مسلسل تيتا زوزو الحلقة 3.. خلال ساعات    تشييع جنازة اللواء رؤوف السيد بمسجد الثورة بعد صلاة العصر    علي جمعة: ترك الصلاة على النبي علامة على البخل والشح    المستشار الألماني يلتقي زيلينسكي وأردوغان ولولا في نيويورك    شعبة الأدوية توضح كيفية تحصل الأدوية الناقصة في السوق    ماذا قال محمد صلاح لأحمد فتحي بعد اعتزاله كرة القدم ؟    إصابة فى مقتل    تفاصيل عزاء نجل إسماعيل الليثي.. نجوم الفن الشعبي في مقدمة الحضور (صور)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 23-9-2024    حالة الطقس اليوم الاثنين 23-9-2024 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فرصة للتصحيح يا سيادة الرئيس
نشر في المصريون يوم 30 - 03 - 2013

حكم محكمة الاستئناف فيما يخص النائب العام يمثل في بعض جوانبه فرصة إيجابية للرئيس مرسي أن يخفف الاحتقان ويعيد تصحيح العلاقة بين السلطة التنفيذية والسلطة القضائية، ويبعث برسالة اطمئنان إلى الجماعة القضائية بأنه يحترم استقلال القضاء وفي نفس الوقت يبعث برسالة اطمئنان إلى كل القوى السياسية بأنه يترك اختيار النائب العام للقضاة أنفسهم من خلال مجلس القضاء الأعلى للتأكيد على أن السلطة التنفيذية لم تقصد ولن تقصد الهيمنة على هذا المنصب القضائي الخطير أو جعله أداة بيدها ضد خصومها كما كان يفعل الرئيس المخلوع، والحقيقة أن قرار اختيار المستشار طلعت عبد الله جاء بطريقة سببت استفزازًا لا يمكن تجاهل آثاره عند السلطة القضائية، حتى أن نائب الرئيس وقتها المستشار محمود مكي تنصل منه ورفضه، ووزير العدل المستشار أحمد مكي أيضًا قال إنه لا يتحمل مسؤولية هذا القرار، ليس فقط لأنه هدم قاعدة قضائية تؤكد أن النائب العام لا يعزل بقرار سياسي، وإنما لأنه صدر بطريقة مهينة للغاية للقضاة وفيها ما يشبه احتقارًا لمكانتهم وسحقًا لسلطتهم وإهدارًا لهيبتهم، لقد كان الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس مرسي في 21 نوفمبر الماضي مدهشًا جدًا في عنفه وخشونته واستعلائه، ومن الواضح أن من أعدوه للرئيس لم يملكوا أي خبرة أو حصافة أو حكمة أو احتراف تشريعي، لا يمكن لأي حاكم في العالم كله أن يصدر خمسة قرارات أو ستة قرارات من رأسه ثم يقول للشعب إن هذه القرارات هي دستور مؤقت على الدولة والشعب وجميع السلطات احترامه والعمل به ولن أسمح لأي شخص أو قانون أو محكمة أو مؤسسة أو سلطة أن تراجعه أو تطعن عليه أو تلغيه، هذا كلام صعب احتماله، كما أنه أساء كثيرًا إلى صورة الرئيس مرسي، لأن مبارك نفسه لم يكن يجرؤ على أن يفعل ذلك بمثل هذه الفجاجة، وبشكل خاص فإن السلطة القضائية كانت معنية أكثر بهذا الإعلان لأنه موجه لها بالأساس، لمنعها من قبول أي طعن على تعيين النائب العام أو شرعية مجلس الشورى بشكل خاص، فكان أن أتت محكمة الاستئناف في حكمها الأخير لكي تقول إن ما قاله الرئيس يوم 21 نوفمبر هو مجرد قرارات سياسية لا صلة لها بالدستور، وأن تسميتها بإعلان دستوري هو أمر يخص الرئيس وحده، وبالتالي قضت ببطلان قراراته فيما يتعلق بقضية النائب العام، غير أن الأكثر خطورة في هذا الحكم أنه يفتح الباب أمام إسقاط الأساس الذي بني عليه تنصيب النائب العام وهو صحة وصف قرارات الرئيس بأنها دستور، وهذا يعني كما رصدته جهات قانونية أن الباب أصبح مفتوحًا لإسقاط كل ما اشتمل عليه إعلان 21 نوفمبر، وبشكل خاص شرعية مجلس الشورى، والذي يفترض أن تقضي فيه المحكمة الدستورية بعد أسابيع أو أشهر، والغالب الأعم أنها ستقضي ببطلانه، لأن نفس القانون الذي جرت به انتخابات الشورى هو نفسه القانون الذي جرت به انتخابات مجلس الشعب والذي قضت المحكمة بأنه قانون غير دستوري، وعندها سندخل في ورطة جديدة وجدل بيزنطي عن البيضة والدجاجة وهل الدستور حصن الشورى أم أن ما بني على باطل هو باطل وغير قابل للتحصين، ويظل الغموض وغياب اليقين هو سيد المشهد في مصر بكل ما لذلك من أخطار.
مع الأسف، محاولة تجاهل ذلك الإرث الكئيب من تطاحن سلطات الدولة وتحرشها ببعضها البعض وتنازع الشرعيات واستخدام العناد وركوب الرأس سيدمر بلادنا ويجعلنا في لعبة أشبه بلعبة السلم والثعبان، فجأة تجد نفسك بعد أن وصلت إلى مرحلة عالية وبنيت آمالًا كبيرة تعود إلى الهاوية وإلى نقطة الصفر وينهدم كل ما بنيته، وإذا كنا نلوم بعض القضاة ومواقفهم، فإننا بمنطق العدل والأمانة لا يمكننا إنكار أن مؤسسة الرئاسة ومستشاري السوء ورطوا الرئيس في قرارات "غشيمة" وإجراءات غير مدروسة وغير محسوب عواقبها فكانوا وكان سببًا رئيسيًا في تلك الأزمة والمتاهة والإحباطات المتوالية وإعاقة عملية إعادة بناء الدولة وأمنها واقتصادها ومؤسساتها.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.