التقى مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي، الرئيس التونسى منصف المرزوقى، صباح اليوم الجمعة، في قصر قرطاج الرئاسي، على هامش مشاركته في فعاليات المنتدى الاجتماعي العالمي المنعقد حاليا بالعاصمة التونسية، للحديث عن الأوضاع السياسية في البلدين، واستعراض العقبات التي تواجه الثورتين المصرية والتونسية. وقال صباحى: إن ما حدث فى تونس مثله ماحدث فى مصر، ثورة عظيمة لم تكتمل، ولكن الشعبين مصرين على استكمالها، مؤكدا على أهمية التحول الديمقراطى فى مصر، على أن يتبعه تحول ثورى، كى يصبح متناغما مع حالة المجتمع المصرى حاليا. وقال “إننا فى التيار الشعبي نراهن على قدرة التونسيين في تقديم نموذج للتحول الديمقراطي، نظرا للتنوع في إدارة الدولة مابين مؤسسة الرئاسة والحكومة الائتلافية الحاكمة، على عكس ما هو حادث عمليا في مصر من اختزال طرف واحد لقواعد اللعبة السياسية، وتنكره لجميع شركاء الحركة الوطنية بعد وصوله للسلطة". وأضاف مؤسس التيار الشعبي أن السلطة في مصر تفقد باستمرار رصيدا هائلا من شعبيتها وهو ما أظهرته مؤشرات نتائج انتخابات اتحادات الطلبة بالجامعات المصرية، ونتائج انتخابات النقابات المهنية وعلى رأسها الصيادلة والصحفيين والطب البيطري. وشدد صباحي على أن القوى الوطنية في مصر لا ترفض التوافق ولا ترغب في أن يكون بينها وبين السلطة قطيعة، ولكنها تطلب حوارا جادا ذو أسس موضوعية قائم على شراكة حقيقية بين كل الفرقاء السياسيين لإتمام العبور نحو نموذج ديمقراطي، وهو ما لم تبرهن عليه مؤسسة الرئاسة في مصر حتى الآن. وأوضح صباحي أن جبهة الإنقاذ طالبت بتوافر 7 ضمانات أساسية للمشاركة في العملية الديمقراطية، على رأسها تغيير الحكومة الحالية التي أثبتت عجزا واضحا فى الوفاء بمتطلبات المصريين وتعيين حكومة جديدة محايدة تستكمل العملية الانتقالية، وإعادة الاعتبار إلى القضاء من خلال إقالة النائب العام الحالي والسماح للمجلس الأعلى للقضاء لترشيح نائب عام جديد، وتمكين القضاء من الإشراف الكامل على الانتخابات القادمة، ووضع قانون انتخابات جديد يسمح يعامل المتنافسين السياسيين على أساس من مبدأ تكافؤ الفرص، وهو ما لم يستجب إليه الرئيس حتى الآن، مشيرا إلى أن القضاء أثبت صحة وجهة نظر القوى الوطنية من خلال الحكم ببطلان قانون الانتخابات وبطلان تعيين النائب العام الجديد. وطالب صباحي خلال اللقاء الرئيس المرزوقي بتحمل مسئوليته في فتح حوار جاد بين جميع القوى السياسية في تونس، وأن يكون رئيسا لكل التونسيين، لإتمام التحول نحو الديمقراطية والعبور بتونس نحو نظام سياسي جديد يسمح بتحقيق مطالب ثورتها العظيمة، مشيدا باستقلال مؤسسة الرئاسة في تونس عن الائتلاف الحاكم على عكس ما هو حادث في مصر. من جانبه، أعرب الرئيس التونسي عن سعادته بلقاء وفد التيار الشعبي برئاسة حمدين صباحي، الذي يكن له الشعب التونسي كل تقدير واحترام، على حد تعبيره. وشدد المرزوقي على متابعته الدقيقة للأوضاع في مصر، نظرا لأنها تنعكس بشكل مباشر على تونس، وقال: “ما يحدث في مصر نعتبره في تونس شأنا داخليا”، معربا عن أمله في أن تصل القوى السياسية في مصر لتوافق وطني ينهي حالة الاستقطاب الحاد الموجود في الشارع السياسي حاليا. وطالب المرزوقي مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي، بلعب دور في إقناع القوى السياسية فى تونس، نظرا للعلاقات الجيدة التي تربطه بهم بضرورة التكاتف من أجل إنهاء المرحلة الانتقالية وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية مع نهاية العام الجاري. حضر اللقاء الدكتورة ماجدة غنيم عضو مجلس أمناء التيار الشعبي المصري، وعماد حمدي عضو لجنة العلاقات الخارجية بالتيار، ومن الجانب التونسي شاكر بوعجيلة المستشار الإعلامي للرئيس التونسي.