أُعلنت أمس نتائج انتخابات مكتب الإرشاد بجماعة "الإخوان المسلمين" وسط أجواء مشحونة بالتوتر والخوف من اقتحام مقر المكتب بمنطقة المنيل من جانب قيادات الجماعة المعترضة على نتائج الانتخابات، والذين يتهمون "المحافظين" بالتآمر لإسقاط "التيار الإصلاحي"، بعد المفاجأة المدوية بإعلان سقوط النائب الأول للمرشد الدكتور محمد السيد حبيب والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح واللذان يصنفان على أنهما من المنتمين للجناح الإصلاحي أمام الدكتور محمود غزلان والنائب المهندس سعد الحسيني، إلى جانب خروج ثلاثة آخرين من أعضاء المكتب السابق، وهم: الحاج صبري عرفة والشيخ محمد عبد الله الخطيب- مفتي الجماعة- والشيخ لاشين أبو شنب الذي اعتذر عن الترشح لأسباب صحية. وقال عبد المنعم عبد المقصود محامي الإخوان إن الانتخابات أسفرت عن تغيير في تشكيلة عضوية المكتب بنسبة 25 % بعد خروج خمسة من الأعضاء السابقين، ودخول أربعة أعضاء جدد، وهم: الدكتور عصام العريان والدكتور مصطفى الغنيمي والدكتور محمود أبو زيد الدكتور عبد الرحمن البر. وأضاف أن مكتب الإرشاد الجديد سيقوم بتعيين ثلاثة أعضاء جدد لينضموا لعضوية المكتب وفقا للائحة الخاصة بالجماعة، وسيكون من بين هؤلاء الثلاثة الذين سيتم تعيينهم المهندس خيرت الشاطر- النائب الثاني للمرشد- والدكتور محمد على بشر اللذان يقضيان عقوبة الحبس فيما يعرف ب "قضية ميليشات الأزهر". واستنادًا إلى نتائج الانتخابات، أكدت مصادر إخوانية مطلعة أن فرص الدكتور محمد بديع لخلافة المرشد العام محمد مهدي عاكف باتت قوية حيث يحظى بتأييد واسع من "المحافظين" وأبرزهم الدكتور محمود عزت الأمين العام للجماعة، وهو ما يجعل الانتخابات القادمة لاختيار المرشد تحصيل حاصل، على حد تعبيرها، وقللت من الغضب الذي أبداه حبيب وأبو الفتوح تجاه النتائج المعلنة وتشكيكهما في شرعيتها، مستبعدة بشكل مطلق إمكانية إعادة الانتخابات، لاسيما وأنه لا توجد أي نصوص داخل اللائحة تتيح إمكانية ذلك. في الوقت الذي عزت فيه دخول الدكتور عصام العريان لمكتب الإرشاد إلى النهج الهادئ الذي أبداه في التعامل مع الأزمة التي كان طرفا فيها، حيث رفض التصعيد مع الجناح المحافظ داخل الجماعة إبان أزمة رفض تصعيده، ما جعله يحصل على دعم الأعضاء الإصلاحي والمحافظ داخل مجلس الشورى. وتنذر نتائج الانتخابات التي كرست هيمنة تيار المحافظين على جماعة "الإخوان" بتوابع خطيرة تهدد وحدة الصف الإخواني الذي حافظ على تماسكه منذ تأسيس الجماعة قبل 80 عاما، خاصة وأن عددا من قيادات جيل السبعينات بقيادة المهندس حامد الدفراوي والمهندس خالد داوود يخططون للاعتصام داخل مقر مكتب الإرشاد بالمنيل ومعهم عدد كبير من شباب الجماعة إبداء لرفضهم الاعتراف بنتائج الانتخابات واحتجاجا على الطريقة التي أجريت بها، حيث يطعنون في شرعيتها، ويؤكدون مخالفتها لوائح الجماعة. وبدأ عدد من شباب الجماعة في إصدار بيانات وملصقات يعلنون فيها رفضهم لنتائج الانتخابات وعدم اعترافهم بها، بينما شن بعضهم هجوما على قيادات الجماعة من المحافظين، حيث يتهمونهم بالتآمر لإقصاء الإصلاحيين عبر الالتفاف حول لوائح الجماعة التي تم تزوير عدد من بنودها لخدمة أهدافهم، على حد قولهم. وكان محمد مهدي عاكف مرشد الإخوان أعلن في بيان ظهر الاثنين نتيجة انتخابات مكتب الإرشاد، قال فيه إن الانتخابات أُجريت طبقًا لقرار من مجلس الشورى العام للجماعة، وأنه أشرف بنفسه على اللجنة التي شكلها لإجراء الانتخابات. وفيما يلي نص بيان المرشد العام: أيها الإخوة والأخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.. وبعد، تعلمون جميعًا أننا أجرينا انتخابات تشكيل مكتب إرشاد جديد لجماعة الإخوان المسلمين في الأيام القليلة الماضية؛ وذلك بعد استطلاع رأي مجلس الشورى العام، وكان رأي أغلبية المجلس أن يجري انتخابًا كاملاً لمكتب الإرشاد، وكذلك كان رأي الأغلبية أن يتم انتخاب لمكتب الإرشاد الآن؛ نزولاً على رأي مجلس الشورى، واحترامًا للشورى كمبدأ إسلامي أصيل، وإعمالاً للائحة والمؤسسية، فقد قمت شخصيًّا بتشكيل لجنة لإجراء هذه الانتخابات من أعضاء مجلس الشورى تحت إشرافي، وتمت بحمد الله هذه الانتخابات بالطريقة المناسبة؛ رغم الظروف التي نعيش فيها، وكانت نتيجتها كالتالي: يتشكل المكتب الجديد من كل من التالية أسماؤهم وفقًا للترتيب الأبجدي: 1- أ. د. أسامة نصر الدين. 2- أ. جمعة أمين عبد العزيز. 3- أ. د. رشاد البيومي. 4- م. سعد عصمت الحسيني. 5- أ. د. عبد الرحمن البر. 6- د. عصام العريان. 7- أ. د. محمد بديع. 8- أ. د. محمد سعد الكتاتني. 9- أ. د. محمد عبد الرحمن المرسي. 10- أ. د. محمد مرسي. 11- أ. د. محمود أبو زيد. 12- أ. د. محمود حسين. 13- أ. د. محمود عزت. 14- أ. د. محمود غزلان. 15- د. محيي حامد. 16- د. مصطفى الغنيمي.