أمسكت قلمى حتى تزول غضبة اللحظة، مما حدث من جرائم سحل وتعذيب وانتهاك لحقوق الإنسان فيما سمى إعلاميًا ب"جمعة رد القلم"، أو كما تسميه الناشطة الليبرالية نوّارة نجم "علقة المقطم". أمسكت قلمى، والحزن يعتصرنى وأنا أرى شيخًا يضرب ب"القلم"، وآخر تقطع فروة رأسه بسلاح أبيض، وثالث يسحل عاريًا، ثم يخرج علينا المتحدث باسم الإخوان ليعلن أن "الأخ بمائة رجل". ما حدث مأساة بكل المقاييس، وإهانة لا تغتفر، تكشف حجم الغل الذي يسكن قلوب البعض تجاه الإسلاميين، بشكل يصل إلى حالة مرضية من التشفى وتلقى التهانى إثر نجاح "علقة المقطم" فى إصابة 300 إخوانى، وحرق وسحل بعضهم، وتدمير أتوبيساتهم، مع غطاء مكثف من مدفعية التوك شو لتوفير غطاء سياسى وإعلامى للجريمة. لن أعاتب بلطجية وميليشيات أمن الدولة، أو فلول النظام السابق، أو نشطاء الثورة المضادة وجبهة الخراب، فمن يصف شركاء الثورة، وأبطال موقعة الجمل ب"الخرفان"، من السهل أن يستبيح دماءهم وأعراضهم، طالما الهدف إسقاط حكم الإسلاميين. الخيبة فى قيادات، تنسب لنفسها الحكمة، وتحت شعار "الثقة المطلقة"، والسمع والطاعة فى المنشط والمكره، تدفع بشبابها من محافظات بعيدة لحماية مقر، دون توفير أدنى درجات التأمين، أو أخذ الحيطة والحذر من سيناريو كان يراد له أن يعيد ذكرى موقعة الاتحادية من جديد. الدماء التى أريقت ليست فى رقبة المعتدين فقط، بل فى رقاب الدكتور محمد بديع، ورفاقه من أعضاء مكتب الإرشاد، الذين يسيرون بمعية الله، فإذ بهم يدفعون بشبابهم صيدًا سهلًا لميليشيات الليبراليين وجبهة المولوتوف، وكأنهم يبحثون عن دماء تعود بهم إلى زمن "المحن"، وحديث التخدير لأفراد الصف تحت شعار "بعد كل محنة منحة". "رد القلم"، كان يُراد لها مذبحة تراق فيها الدماء، لكن الجماعة التى تُعرف بأنها منظمة، وتأخذ احتياطياتها كافة، وتضع السيناريوهات كافة أمامها، وتنجح دومًا فى تأمين مليونيات التحرير قبل بزوغ الفجر، تدثرت بغطاء المحن، وأعطت اللص مفتاح الكرار، وتبادلت مبدأ الثقة مع قيادات الداخلية ظنًا منها أن هذا الجهاز الذى ظل طيلة عقود يمارس القمع ضدها، سيحميها!!!. الأخ بمائة رجل، دون أن يتم تأمين طريق واحد نحو المقطم، أو وضع كمائن إخوانية لتأمين الأنصار الوافدين من محافظات مختلفة، أو الدفع بإخوان القاهرة والجيزة فقط، أو الاستعانة ب"بودى جاردات" لحماية أتوبيسات الإخوان أو وضعها فى "جراش" آمن، أو مبيت من الليل، و"كتيبة" لتأمين أحد طرق المقطم حماية للأرواح والممتلكات، لكن تخاذل قيادات النهضة التى لم يصب واحد منها، استعذبت مقدمًا حديث المحنة، ودور الضحية، مقدمة دماء الشباب قربانًا أمام آلهة البلطجة والمولوتوف. ستر الله حال دون وقوع عشرات الضحايا، وأنقذ الجماعة من مذبحة حقيقية، لكنه لن يعفى أحدًا من قياداتها عما حدث، وسيسأل عبده محمود حسين، أمين عام مكتب الإرشاد، الذى هدد بأن الجماعة كانت قادرة على أكل المعتدين دون أي أسلحة، لماذا لم تمنع سفك دماء أخوك فلان؟ وماذا فعلت لإنقاذ هذا الشيخ المسن؟ وهل أخذت بأسباب الحيطة والحذر لتأمين إخوانك، أم دفعت بهم لأتون حرب أنت فى مأمن منها؟. هل كنت تنتظر يا دكتور محمود أن ينتهك عرض أخت من الأخوات عند محاصرة فتيات الإخوان فى مقر المنيل؟! وهل كنت تعد بيان الإدانة، وبذلة الظهور أمام وسائل الإعلام، وأخت على وشك الاغتصاب على يد ميليشيات الخراب؟! العتاب ليس للمعتدين فقط.. بل لكم أيضًا، فاتقوا الله في شباب الإخوان، ولا تقدموا دماءهم قربانًا لمعارك أخرى بحثًا عن محنة جديدة.