تعتزم الحركة المصرية للتغيير "كفاية" يوم الأربعاء القادم إعلان قائمة موثقة بوقائع الفساد التي تمت في عهد الرئيس مبارك ، بالإضافة إلى إصدار بيان حول ملابسات حضور منسقها العام جورج إسحاق لمؤتمرين في تركيا وتونس نظمتهما جهات وثيقة الصلة بالإدارة الأمريكية وحضرهما إسرائيليون. ونفى الدكتور عبد الحليم قنديل المتحدث الرسمي للحركة ما تردد عن خلافاته مع إسحاق حول وثيقة الفساد التي أعدها الدكتور عبد الوهاب المسيري وعدد من أعضاء الحركة ، والتي تتضمن وقائع فساد موثقة في عصر الرئيس مبارك. وأشار إلى أن صحيفة "الكرامة" التي يرأس تحريرها نشرت أجزاءً كبيرة من هذه الوثيقة، مؤكدًا أن الحركة تراجعها وتدقق بعض الوقائع فيها الآن تمهيدًا لعرضها في مؤتمر صحفي تنظمه يوم الأربعاء القادم. وأوضح أن إسحاق اعترف بأن مشاركته في المؤتمرين كانت بمبادرة شخصية منه، مشيرا إلى أنه لم يكن يعلم بمشاركة أمريكيين أو إسرائيليين فيهما ، وقدم اعتذارًا على ذلك. واعتبر قنديل الأخطاء السياسية في كافة الحركات السياسية أمرًا طبيعيًا، ورأى أن إسحاق أخطأ لأنه لم يحصل على موافقة اللجنة التنسيقية لحركة "كفاية"، إلا أنه نفى في الوقت ذاته اتخاذ أي إجراء ضده بعد أن اعترف بخطئه، ولأنه لم يذهب إلى هذه المؤتمرات لمغازلة الإدارة الأمريكية. وأوضح أن قدرات أية قوى سياسية تتضح وتتوقف على تصحيح مسارها وتقويم أخطائها، رافضًا الاتهامات الموجهة للحركة بغموض موقفها من الولاياتالمتحدة وإسرائيل ، ومؤكدًا أن بيانها التأسيسي يعلن موقفها الواضح تجاههما ، وأن الحركة تعتز بوجود الدكتور القزاز بين صفوفها. وفي سياق متصل ، أكدت مصادر بالحركة أن البيان الذي تعتزم "كفاية" إصداره سيتضمن اعتذار إسحاق عن حضوره لهذين المؤتمرين ، والذي تم بمبادرة شخصية منه ودون إبلاغ الحركة. يأتي ذلك في الوقت الذي ترددت فيه أنباء عن انسحاب الدكتور يحيى القزاز أستاذ العلوم السياسية من عضوية الحركة ، اعتراضًا على ما وصفه بديكتاتورية إسحاق في إدارة "كفاية" وحضوره مؤتمرات خارجية بدون علم أعضائها. وطالب في بيان نشر على الانترنت بالتحقيق مع إسحاق وعزله من منصبه، متهمًا الحركة بعدم وضوح موقفها من الإدارة الأمريكية وإسرائيل. وعلى صعيد آخر ، أمرت نيابة أمن الدولة العليا أمس بإخلاء سبيل 21 من نشطاء "كفاية" الذين اعتقلوا في تظاهرات التضامن مع القضاة، بالإضافة إلى ثلاثة نشطاء من حزب "الغد". وكانت النيابة قد أفرجت أمس الأول عن 11 من أعضاء حركة "كفاية" والناصريين والشيوعيين، إلى جانب 30 معتقلاً ينتمون إلى جماعة "الإخوان المسلمين"، وقررت في ذات الوقت استمرار حبس 134 آخرين 15 يومًا على ذمة التحقيق. ولم تشمل قائمة المفرج عنهم ناشطي الحركة محمد الشرقاوي وكريم الشاعر ، اللذين تم اعتقالهما في الخامس والعشرين من مايو الماضي بعد الإفراج عنهما بأيام قليلة. وتجدر الإشارة إلى أن وسائل الإعلام كانت قد نشرت رسالة من الشرقاوي ، أكد فيها تعرضه للتعذيب والاعتداء الجنسي داخل قسم قصر النيل.