قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" – الأمريكية – إن رقابة المصنفات الفنية قد أنهت المعركة بينها وبين صناع الفيلم التسجيلى الطويل" عن يهود مصر بإجازة عرضه هذا الأسبوع؛ رغم المخاوف من إثارة محتوى هذا الفيلم للمشاعر المعادية للكيان الصهيونى بين المصريين فى ظل الاضطرابات السياسية، والتظاهرات التى تعم جميع أنحاء البلاد. ورأت أن الفيلم التسجيلى الذى جاء من إخراج أمير رمسيس، قد تسبب فى ورطة بشأن وضع الأمن فى مواجهة مع حرية الفن، فى الوقت الذى أجج فيه ارتفاع أصوات الإسلاميين المحافظين الاختلافات الثقافية والدينية، لافتاً إلى أن الفيلم يتناول حياة المجتمع اليهودى المصرى قبل الحرب العربية – الإسرائيلية عام 1956 . وأكدت "لوس أنجلوس تايمز" فشل محاولات التطبيع مع الكيان الصهيونى باستمرار؛ على الرغم من عقد معاهدة السلام بين البلدين عام 1979، وأرجعت ذلك إلى أن المشاعر المعادية لإسرائيل "عميقة الجذور "- على حد وصف الصحيفة . ونوهت إلى أن المسئولين قد عبروا عن قلقهم من أن الاسم الذى يحمله الفيلم "يهود مصر" قد يثير سخط الشارع المصرى فى ظل جو متقلب – بالفعل – يتميز بالعصيان المدنى والتظاهرات العنيفة ضد الرئيس محمد مرسى؛ رغم عرضه فى مهرجانات سينمائية بالخارج. ونقلت تصريحات عبد الستار فتحى – مدير لجنة الرقابة التابعة لوزارة الثقافة – لبوابة الأهرام الإلكترونية: "أن مسئولى الأمن الوطنى أخبرونى بأن اسم الفيلم قد يخلق الكثير من الضيق؛ نظراً للأجواء العامة التى تسود البلاد". واعتبرت "الصحيفة الأمريكية" أن العلاقات المصرية – الإسرائيلية تعد من المواضيع "الحساسة " على حد وصف الصحيفة – خاصة – بعد اندلاع ثورة 25 من يناير التى أطاحت بمبارك، وصعود تيار الإسلام السياسى، مشيرةً إلى أن الرئيس مرسى المحسوب على جماعة "الإخوان المسلمين" كان قد وصف اليهود "بأحفاد القردة، والخنازير". ولفتت إلى أن الكتاب والفنانين المصريين ممن حاولوا التطبيع، وتوثيق أواصر العلاقات الثقافية بين البلدين قد تمت إدانتهم، وأشارت إلى ذم الليبراليين والإسلاميين على حدٍ سواء لتصريحات الدكتور عصام العريان – نائب رئيس حزب "الحرية والعدالة " التى رحب فيها بعودة اليهود الذين خرجوا من مصر عقب الحرب العربية – الإسرائيلية عام 1956 . ونقلت عن أمير رمسيس قوله: "لقد لفت انتباهى أن الكثيرين لا يدركون الفرق ما بين كلمتى صهيونى ويهودى" وتابعت أنه يقول إن فيلمه يهدف إلى تصحيح تلك الصورة [المغلوطة]عن اليهودية!، وشرح كيف أن الآلاف من اليهود، والمسيحيين، والمسلمين، وحتى الإيطاليين، واليونانيين قد عاشوا سوياً دون أى مخاوف مرضية". وقالت إن ممثلة واحدة تم الإشارة إليها فى الفيلم هى ليلى مراد، التى ولدت لأبوين يهوديين عام 1920، ثم أصبحت من أكثر الوجوه شهرة فى تاريخ السينما العربية. وأشارت إلى أن الفيلم سيتم عرضه فى دور السينما فى 27 من مارس الجارى، ونقلت عن رمسيس تدوينته على حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى" تويتر" "لقد انتصرنا فى معركتنا ضد الأمن الوطنى ... وحصلنا على التصريح ". وتابعت أن صناع الفيلم كانوا قد اعتبروا تأجيل الفيلم بمثابة استمرار لقمع الدولة لحرية الفكر والتعبير وفقا لتصريحاتهم عبر موقع التواصل الاجتماعى " فيس بوك". وذكرت أن فكرة الفيلم ولدت عام 2008، قبل سنوات قليلة من اندلاع ثورات الربيع العربى التى أعادت صياغة الديناميات السياسية للمنطقة. وتابعت أن إنتاج الفيلم توقف أثناء التظاهرات التى أطاحت بمبارك، ومن ثمة تم استئناف إنتاجه فى 2012. وأضافت أن الفيلم تم اختياره فيما بعد من قبل مهرجان الفيلم الأوروبى, وكذلك مهرجان فيلم " بالم سبرنجز/ Palm Springs " الدولى فى يناير الماضى. وقالت إن صناع الفيلم قد قاما بتمويل الفيلم من مالهم الخاص تحاشيًا لأى ضغوطٍ أيديولوجيةٍ، وأضافت أن مخرج الفيلم قد صرح خلال حوار أُجرى معه الشهر الماضى بأنه "قد أحزنته التجزئة، والعنصرية التى بات يشاهدهها بين المجتمع المصرى هذه الأيام، ويأمل أن ينجح فيلمه فى خلق نوع من التفاهم الدينى والثقافى".