الفايكينج (أو القراصنة) قوم من البشر نشأوا في المناطق الإسكندنافية، واشتهروا بمهارتهم في الملاحة البحرية، وشراستهم وقسوتهم، وتشمل الدول الإسكندنافية كلًا من: السويد، والدنمارك، والنرويج، وأيسلندا، وهؤلاء القوم هاجموا السواحل البريطانية والفرنسية وأجزاء أخرى من أوروبا، في أواخر القرن الثامن إلى القرن الحادي عشر، وتسمى تلك الفترة من تاريخ أوربا بحقبة الفايكينج. وعلى الرغم من سمعة الفايكينج السيِئة وطبيعتهم الوثنية الوحشية، تحول الفايكينج خلال قرنين من الزمان إلى المسيحية، واستقروا في الأراضي التي هاجموها مسبقًا، وفي نفس الوقت بنى الفايكنج مستوطنات جديدةَ في أيسلندا وجرينلاند، وأمريكا الشمالية، والأطلسي الشمالي، إضافة إلى تَأسيس ممالكِ في شبه الحزيرة الإسكندنافية على طول الحدود مع الممالك الأوروبية في الجنوب، ونتيجة لاندماجهم في أراضيهم الجديدة أصبح منهم المزارعين والتجار إضافة إلى الحكامِ والمحاربين. اشتهر الفايكينج ببراعة ملاحتهم وسفنهم الطويلة، واستطاعوا في بضعة مئات من السنين السيطرة واستعمار سواحل أوروبا وأنهارها وجزرها، حيث أحرقوا وقتلوا ونهبوا مستحقين بذلك اسمهم "الفايكينج" الذي يعني "القرصان" في اللغات الإسكندنافية القديمة. في المناخِ القاسيِ لإسكندنافيا، عاش هؤلاء السكان بشكل كبير على الزراعة، وصيد السمك، والتجارة البحرية في الغالب، شابهت منظمة الفايكينج السياسية تلك الموجودة لدى الألمانِ الأوائلِ مجتمع الرؤساءِ المحاربِين والأتباعِ المواليينِ، على أية حال، لم يسبق للعالم الإسكندنافي أن وقع تحت التأثير الرومانيِ أَو المسيحيِ، وسكانه كانوا قلة ومتفرقَين، ونتيجة لذلك لَم تتحول هذه المجموعاتِ إلى الممالكِ حتى الوقت الذي بَدأَ فيه الفايكينج بالمخاطَرة في هجماتِهم بعد سنة 800. لعدة أجيال بعد أَن بدأت الهجمات، كانت فرق الدانمركيين أَو الفايكينج أَو النورمان، كما عرفوا في أوروبا الغربية، تعمل في الغالب كفرق منفصلة وعلى نطاق ضيقِ، في اختلاف كبير عن الحملات الملكية أَو غزوات الفاتحين الكبيرة. بدأ الفايكينج بمهاجمة جيرانِهم الجنوبيِين بجدية حوالي 800م، واتخذت هذه الغزوات أشكالًا عديدة، وامتدَت في عدة اتجاهات، في الجزر البريطانية، والأجزاءِ الفرنسية للإمبراطورية الكارولنجية، وفي الأندلس، وتغيرت الهجمات تدريجيًا من «الضرب والهروب» إلى غزواتِ أكبر وأكثر طموحًا أسست فيها فرق البحارة المهاجمين قواعد قضوا فيها فصل الشتاء. في أواسط القرن التاسع نمت جيوش الفايكينج في الحجمِ واستعمروا أراضٍ ظَهروا فيها أولًا كلصوص ومهاجمين، وجلبوا عائلاتهم من وطنهم الأم أو تزاوجوا مَع السكان المحليّينِ، وفى مناطق نورماندي على الساحل الشمالي فيما يعرف الآن بفرنسا، ثم أغاروا على مدينة "باريس" في مثل هذا اليوم عام 845م، وضربوا حولها حصارًا امتد لأكثر من عام، ثم احتلوها لعدة سنين.