أدت العاصفة الثلجية والجليدية التى تضرب عدة مناطق فى فرنسا بما فيها العاصمة باريس وضواحيها منذ الليلة الماضية إلى نوع من الشلل الجزئى لمظاهر الحياة فى البلاد. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند فى تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء - إن الدولة تضع كافة إمكاناتها للتعامل مع الآثار المترتبة على موجة مع "الطقس الاستثنائية" التى تشل عدة مناطق على مستوى البلاد خاصة فى غرب وشمال فرنسا. وأضاف أولاند أنه سيتم توفير كل موارد الدولة، بما فى ذلك المحليات ، للاستجابة السريعة لهذا الوضع وضمان عودة التدفق المرورى. ومن ناحيته ، أعلن رئيس الوزراء الفرنسى جون-مارك ايرولت حالة الطوارىء فى حكومته خاصة بالنسبة للوزراء المعنيين والذين يشكلون "الخلية الوزارية لإدارة الأزمة" بسبب سوء الأحوال الجوية من أجل التعامل مع المشكلات التى تسببها موجة الثلوج من شلل مرورى وتوقف حركة الطيران فى بعض المطارات وخفض عدد الرحلات الجوية فى البعض الآخر بخلاف توقف عدد من وسائل المواصلات العامة وتأثر البعض الآخر. ودعا أيرولت وفقا لبيان صحفى وزعه مكتبه اليوم "خلية الأزمة المعنية التى تتشكل من جميع الوزارات خاصة الخدمية إلى العمل من أجل ضمان أمن وحركة المواطنين على مستوى البلاد"، مطالبا أعضاء حكومته بتعبئة كافة الموارد اللازمة فى هذا الصدد. وبسبب كثافة الجليد فى العاصمة الفرنسية..انحرفت إحدى الطائرات التابعة للخطوط الجوية التونسية "تونس إير" عن المدرج بمطار أورلى بالقرب من باريس دون وقوع إصابات..فيما أعلنت هيئة المراقبة الجوية في فرنسا أنها طلبت من شركات الطيران خفض برنامج رحلاتها اليوم في مطاري "رواسى شارل ديجول" و"أورلى" بباريس بسبب تساقط الثلوج. وأوضحت الإدارة العامة للطيران المدني - في بيان صحفى - أن برنامج الرحلات سيخفض بنسبة 25\% في مطار شارل ديجول (شمال باريس) وبنسبة 20\% في مطار أورلي (جنوب العاصمة) بسبب التساقط الكثيف للثلوج. وأشارت الإدارة إلى أنه يتعين على ركاب الطائرات الاتصال بشركاتهم قبل التوجه إلى المطارين للتأكد من إقلاع الرحلات فى المواعيد المحددة من عدمه لتفادى التكدس فى المطارات، مضيفة أنه فيما يتعلق بالوصول إلى المطارات وحركة السير في المنطقة الباريسية عامة التي يتوقع أن تكون صعبة من المهم الاستعلام قبل الخروج. وتسببت العاصفة الثلجية كذلك فى إلغاء كافة رحلات الطيران التى تربط بين العاصمة باريس ومدينة مونبيليه (شمال)..فيما انقطع التيار الكهربائى عن حوالى 800 ألف منزل فى عدة مناطق من فرنسا. ومن ناحية أخرى، لقى شخص يبلغ من العمر 58 عاما مصرعه فى شمال غرب فرنسا بسبب موجة البرودة الشديدة التى تسود البلاد. وأدت موجة الطقس السىء إلى توقف حركة القطارات السريعة "تى جى فى" فى عدة مناطق على مستوى البلاد خاصة فى مدينة "ليل"..كما توقفت حركة القطارات السريعة بشكل كامل إلى خارج فرنسا لاسيما باتجاه بروكسل ولندن وأمستردام. كما أصدر محافظ شمال فرنسا قرارا بحظر حركة المركبات الثقيلة التى تصل حمولتها إلى أكثر من 5ر3 طن على جميع الطرق الواقعة شمال البلاد لتفادى وقوع حوادث مرورية..بينما توقفت حركة المرور بشكل كامل فى عدد من المناطق وعلى الطرق السريعة حيث وصلت كثافة الثلوج والجليد إلى ما يقرب من 15 سم. وفى باريس..تأثرت حركة السير فى شوارع العاصمة مما أدى إلى تكدس السيارات والحافلات..كما توقفت بعض خطوط مترو الأنفاق والقطارات التى تربط بين أنحاء العاصمة، فضلا عن خطوط الأتوبيسات. وتشهد ربوع فرنسا كما عدة أنحاء فى أوروبا موجة من الطقس السىء الاستثنائى فى هذا التوقيت من العام والتى تصاحبها ثلوج كثيفة استيقظت عليها العديد من المدن الفرنسية مرورا بالعاصمة باريس لتصل درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.