أعلن السفير محمد كمال مساعد وزير الخارجية لشئون القانونية والبرلمانية أنه سيتم إنشاء هيئة لرعاية المصريين العاملين والمقيمين بالخارج بالدول الأجنبية والعربية، موضحا أن وزارة الخارجية تعمل على إنجاز هذا المشروع في أقرب وقت ممكن ليستفيد منه جميع المصريين، مشيرا إلى أن دور تلك الهيئة لن يقتصر على القوى العاملة فقط بل سيمتد لرعاية جميع فئات المهاجرين بالخارج. جاء ذلك في تعقيبه على دعوة أعضاء لجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومي بمجلس الشورى أمس لوزارة الخارجية بالاهتمام بأوضاع المصريين بالخارج، خاصة بعد الأحداث الأخيرة التي وقعت في الجزائر والسودان في أعقاب المباراة الحاسمة بين منتخبي مصر والجزائر في تصفيات المونديال، والأحداث الدامية التي تتعرض لها المصريون سواء في الجزائر أو بالسودان. وانتقد الدكتور محمد رجب زعيم الأغلبية تراجع الدور المصري في إفريقيا وتراجع الدور الاقتصادي مع الدول الأفريقية، وقال إنه من غير المقبول أن تكون معاملات مصر في الدول الأفريقية في ذيل القائمة. وقال: نريد تعاونا حقيقيا مع إفريقيا وليس تعاونا مبنيا على الشعارات، خاصة وأن الأفارقة ينظرون لمصر نظرة مختلفة ويتكتلون عليها لعدم حصولها على مقعد في البرلمان الإفريقي، في الوقت الذي يسمحون فيه بحصول الجزائر على هذا المقعد باعتبارها دولة فرانكفونية وتتحدث اللغة الفرنسية. وتحدث النائب عن تنامي الدور القطري بالمنطقة، وقال إن الشركات القطرية عجزت عن منافسة نظيراتها المصرية بالطرق المشروعة، فلم تجد أمامها سوى السبل الأخرى أو اللجوء إلى المنافسة غير المشروعة وغير الشريفة، حيث وجدت ضالتها في الإعلام وخاصة الصحف وكونت "لوبيات" لها داخل عدد غير قليل منها لدس الأخبار والتصريحات التي تشوه صورة مصر تارة أو تنال من الجزائر على لسان مصريين تارة أخرى. من جانبه، توجه النائب المعين الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب "التجمع" بأصابع الاتهام إلى قطر بالوقوف وراء الاعتداءات على المصالح المصرية بالجزائر، وقال إن الدور القطري بدأ يتوسع ويتمدد وأصبح أكثر من دويلة بوجود قناة "الجزيرة" بخلاف استقواء قطر بالدول الأخرى، مضيفا أن ما حدث للاستثمارات المصرية في الجزائر كانت وراءه أصابع قطرية. بدوره، دعا النائب الدكتور مصطفى علوي الحكومة المصرية إلى التوازن في التعامل مع السياسة الخارجية وعدم إعلاء قضية على حساب قضية أخرى وأن تسير جميع القضايا الخاصة بفلسطين والسودان والمياه وغيرها على خطة متوازنة في نفس التوقيت وبنفس الاهتمام. وأكد أن أخطر مصادر تهديد الأمن القومي المصر هو ما يتعلق بمياه النيل ومحاولات تقسيم فلسطين سياسيا وجغرافيا، الأمر الذي سوف يضر بحدود مصر، وطالب بألا يقتصر رهان مصر على جانب واحد في فلسطين، وأن تكون على تواصل مع جميع القوى الفلسطينية، وعلى رأسها "فتح" و"حماس". إلى ذلك، وجه النائب محمد العمدة عضو مجلس الشعب عن الحزب "الدستوري" انتقادات إلى وزير الإعلام أنس الفقي، احتجاجا على التغطية التلفزيونية للأحداث التي أعقبت مباراة مصر والجزائر، خاصة إتاحة التلفزيون المصري لعلاء مبارك النجل الأكبر لرئيس الجمهورية للحديث من خلال برنامج "البيت بيتك" لنحو الساعة عن أحداث هذه المباراة. واتهم العمدة في طلب إحاطة، نجل الرئيس بالإضرار بأمن مصر في أعز ما تملك وهي عروبتها، وذلك عندما قال في مداخلته الهاتفية المطولة: "محدش بقولي لا جزائر ولا عروبة دي مصطلحات لا تودي ولا تجيب"، وقوله إنه لن يقبل أي اعتذار حتى ولو كان من الرئيس نفسه بوتفليقة. وقال العمدة إن تلك التصريحات تهدد الأمن القومي لمصر، متسائلا عن سر ظهور علاء مبارك ليعلق على الأحداث التي رافقت مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر بينما لم يُسمع له صوت حين نشبت حرب العراق وأثناء محرقة غزة، واتهم كذلك التلفزيون المصري بتعمد عدم استضافة أي من نواب المعارضة للتعليق على الأحداث. جاء ذلك فيما طالب النائب محمد عبد الوارث خلال المناقشات بضرورة أن تنظر مصر لأمنها القومي وأن تضع رؤية جديدة في تعاملها مع الدول الأخرى، خاصة مع وجود مؤشرات تؤكد أن هناك من يدفع بسخاء لتدمير مصر، على حد قوله.