أقر المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة بأن هناك تقصيرا في التعامل مع مباراة مصر والجزائر في تصفيات المونديال، وأن اختيار السودان لاستضافة المباراة الفاصلة بين منتخبي مصر والجزائر كان اختيارا غير موفق، مؤكدا أن هذا كان اختيار الجهاز الفني للمنتخب. وقال صقر إنه كان أمام الجهاز الفني للمنتخبين المصري والجزائري أن يختار واحدة من ثلاث دول للعب المباراة النهائية وكان من بين هذه الدول الثلاثة ليبيا وتونس، إلا أن المنتخب المصري اعترض على ليبيا لسوء أرضية ملاعبها وتم إجراء قرعة بين تونس والسودان ووقعت القرعة على السودان. وقال خلال اجتماع لجان الشئون العربية والدفاع والأمن القومي والشباب أمس برئاسة اللواء سعد الجمال إن ما حدث من اعتداءات من المشجعين الجزائريين ضد المصريين لم يكن بالحسبان، حيث أشار إلى تنظيم رحلات طيران "للميلشيات والعمليات الإرهابية التي تخرج عن نطاق التنظيم الرياضي". وتحدث صقر عن "مؤامرة" كانت تهدف لنقل مباراة القاهرة التي أقيمت بالقاهرة في 14 نوفمبر، قائلا: كان هناك مخطط جزائري ضد مصر ونجحنا بعد مفاوضات مطولة مع رئيس الاتحاد الجزائري في نزع فتيل الأزمة والمؤامرة التي كانت تحاك ضد مصر لعدم لعب المباراة على أرض مصر، وانتهينا إلى توقيع تعهد على الحكومة المصرية بتأمين البعثة الرياضية الجزائرية، وأضاف: لقد وقعت على هذا التعهد بعد الاتصال بالدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء واللواء حبيب العادلي وزير الداخلية وإبلاغه بأن هذا القرار ألزمنا به الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا". وكشف صقر أنه كان هناك اجتماع قبل المباراة الفاصلة بيومين برئاسة الأمن السوداني ضم ممثلا عن الفيفا ومصر بينما تغيب ممثل الجزائر، وتم إبلاغنا خلال الاجتماع بالعملية التنظيمية لسير المباراة وحتى نهايتها من حيث تواجد الجماهير بالمدرجات، حيث كان مقررا أن يغادر الخاسر الاستاد أولا، وأن يبقى الفائز في الملعب لمدة 3 ساعات وتخصيص صالة الحجاج بمطار الخرطوم للجمهور المصري وقد التزمنا بهذا التنظيم. لكن أكد أن ما حدث كان عكس هذا التنظيم من قبل الجزائريين، حيث قال "فوجئنا بميلشيات في الشوارع وكانت نسبة الجزائريين في الشوارع أكثر من الموجودة في الاستاد، كما فوجئنا بتلك الميليشيات الجزائرية تمنع 24 أتوبيسا تابعة للجمهور المصري من التحرك، وهنا حدثت الاتصالات المصرية على أعلى المستويات لإنقاذ الجمهور المصري من تلك الميليشيات الجزائرية". واعترف صقر بأنه حدث خلل في توزيع التذاكر بعد نجاحنا في شراء 13 ألف و250 تذكرة رغم عمل كشف لتوزيع هذه التذاكر على الجهات التي سوف تغادر القاهرة إلى الخرطوم، إلا أننا فوجئنا بأن ما نفذ من هذا الكشف 75% وباقي التذاكر لم يتم توزيعها، وقال بلغة غريبة: لم أعرف لماذا لم تنفذ تلك التوزيعة، إلا أنه قيل أن باقي التذاكر قد تم بيعها للمصريين المقيمين بالسودان عن طريق السفارة المصرية بالسودان وهذا ما أكده السفير المصري لي. وتعهد صقر بأن أحداث السودان لن تتكرر مستقبلا وسوف يكون هناك شكل مختلف وأنه سوف يتم اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الأمنية قبل التدابير الرياضية، في الوقت الذي أكد فيه مقاطعة مصر للمواجهات مع الجزائر سواء كانت البطولة رسمية أو ودية وذلك لمدة 7 شهور، مشيرا إلى ان مصر طالبت تأجيل بطولة لكرة اليد كانت ستقام في مصر لمدة 7 شهور وهي البطولة التي كان سيشارك فيها المنتخب الجزائري لكرة اليد. كما تم إبلاغ اتحاد الجودو الجزائري بعدم رغبة مصر في حضور الفريق الجزائري في البطولة الودية التي ستقام بشرم الشيخ، وقال إن هناك قرارات أخرى سيتم اتخاذها من قبل 24 اتحادا رياضيا مصريا لعدم اللعب مع الجزائر بالإضافة إلى اتحاد الشركات واتحاد الجامعات والمدارس. وعن احتمالية خوض المنتخب المصري لكرة القدم مواجهة ضد نظيره الجزائري ببطولة الأمم الأفريقية بانجولا العام القادم، قال صقر: أهلا وسهلا بإجراءات وتدابير أمنية. من جانبه، أكد الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية أن مصر لن تفرط في حقوق أبنائها سواء الموجودين بالجزائر وممتلكاتهم أو سواء الذين كانوا متواجدين بالسودان. وقال إن الاحتجاج المصري حول الأحداث الدامية التي تعرض لها الجمهور المصري من قبل الجزائريين في السودان تم إرساله إلى الفيفا في خلال 48 ساعة من انتهاء المباراة بين المنتخبين وهو احتجاج في سورة اعتراض مبدئي، وإنه سيرسل إلى الفيفا اليوم الأربعاء الملف كاملا بما يتضمنه من تفاصيل الأحداث الدامية مدعمة بالمستندات والوثائق التي تتوافق مع أحكام الفيفا. وأشار إلى أنه قام بتسليم اللجنة المشتركة البرلمانية برئاسة اللواء سعد الجمال مذكرة تتضمن تطورات الأحداث، كما تم تسليم اللجنة ثلاث وثائق أخرى هامة جدا تحتوي على كافة الاتصالات التي تمت خلال 8 أيام من 10 نوفمبر إلى 18 نوفمبر الحالي والاتصالات والتوجيهات التي وجهت إلى سفارتنا المصرية بالجزائر والسودان والبلاغات التي وصلتنا من تلك السفارتين. وقال إن الملف الذي سيتم إرساله إلى الفيفا تم إعداده بالتنسيق مع الخارجية المصرية وكافة الجهات والأجهزة المعنية بهذا الأمر، وإن هذا الملف تم إعداده بتكليف من الرئيس حسني مبارك. وأشار إلى أن الموقف المصري حاليا يحمل الجزائر المسئولية الكاملة عن الأحداث سواء التي تمت في الجزائر أو التي تمت في السودان ونقول إن ما حدث قد تم بتخطيط من الجزائر أو بتشجيع منها وفي كلتا الحالتين فالجزائر مدانة. وأوضح شهاب أن مصر اتخذت مواقف سريعة تجاه تلك الأحداث، منها قطع العلاقات الرياضية مع كافة الاتحادات الرياضية بالجزائر، واستدعاء السفير المصري من الجزائر للتشاور، وهي عبارة مهذبة تعني لغة الاحتجاج الشديد وللاطمئنان على أحوال المصريين في السودان والشركات المصرية الموجودة بها. كما تم استدعاء السفير الجزائريبالقاهرة بتكليف من الرئيس مبارك لإبلاغه رسالة عنيفة إلى الجزائر، وقال شهاب "سوف نتخذ ما نراه مناسبا لحماية المصريين بالجزائر"، وذكر أن مصر تتابع الموقف وتطوراته وردود الفعل الجزائرية وأنها سوف تتخذ الإجراءات القانونية المناسبة التي تتوافق وكرامة المصريين والمطالبة بتعويضات عن الخسائر التي لحقت بهم. جاء ذلك في الوقت الذي دعا فيه شهاب النواب إلى الإيمان المطلق بالعروبة وعدم اتخاذ قرارات تخرجنا عن هذا الإيمان وضرورة الحرص على الأمة العربية والابتعاد عن أي حدث ينال من هذه العروبة. بدوره، اعترف أنس الفقي وزير الإعلام بأن الحكومة أخطأت منذ البداية، إلا أنه حمل الجميع المسئولية حكومة وبرلمان وشعبا بقوله "أخطأنا جميعًا حينما دفعنا بالشعب المصري ومثقفيه وفنانيه ونوابه أمام مجموعة من البلطجية والغوغاء"، على حد تعبيره. وقال إنه لو لم تكن هناك رسالة قوية من القيادة السياسية المصرية بأننا نستطيع أن نحمى أولادنا في أي مكان لما تحركت جهات عديدة "لم يسمها"، وأضاف أنه عاش ليلة عصيبة عقب المباراة واستمر يتلقى اتصالات هاتفية حول ما يتعرض له الجمهور المصري من اعتداءات من الجزائريين في شوارع الخرطوم . وحول موقف الإعلام الرسمي من هذه الاعتداءات، أوضح الفقي أن دوره يتلخص في تجميع الشعب وراء منتخبه وحشد الحس الوطني الصادق من أجل هذه الغاية النبيلة مع تحاشى الإساءة لأحد، أما الإعلام الخاص فله حريته ولا رقابة عليه، وقال "أنا ضد الرقيب". وأشار إلى أنه حتى الآن هناك تجاوزات جزائرية ضد مصر وقادتها ولو لم يتعرض لها الإعلام المصري كنا سنلام ويسألنا الناس لماذا لا نرد، كما تم توجيه اللوم لنا على التسامح من قبل، وقال يجنب أن نترك المساحة للمواطن المصري لكي يعبر عن غضبه وسخطه بسبب الأحداث المؤسفة التي شهدتها المباراة. وذكر وزير الإعلام أنه تلقى رسائل غريبة واتصالات أشد غرابة على هاتفه المحمول، حينما تركه على شاشة التلفزيون لمن يريد الاتصال به من الجماهير المصرية التي كانت موجودة في السودان وحاصرهم الجزائريون. وقال إنه تلقى استغاثات من مصريين في حين وصلت اتصالات أخرى تهاجم القيادة السياسية من قبل الجزائريين، وقال لو كنا نعلم أننا سنذهب إلى معركة كنا أرسلنا فرق الأمن لحماية مشجعينا. وحول واقعة تعرض أوتوبيس المنتخب الجزائري لاعتداء في مباراة القاهرة، قال الفقي إن هناك روايات مختلفة بشأنها وهناك من قال إن "الطوبة" ألقيت من مشجع جزائري، وتساءل بهذا الصدد: لماذا حضر المنتخب الجزائري إلى مصر ومعه محطتان فرنسيتان، حيث قامت واحدة منهما بنقل الحدث إلى فرنسا فورا، كما تقدم الجزائريون بشكوى إلى الإتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في ثوان. وأكد الفقي أن مباراة القاهرة تمت على أكمل وجه واحتفل الكل بالنصر وفكرنا في مباراة السودان ولحسن النية أرسلنا رموزنا ومثقفينا وصحفيينا من خلال تنظيم جيد جدا غير أننا فوجئنا بأن جمهور الجزائر احتل الإستاد قبل المباراة بأربع ساعات وأن عددا كبيرا من المصريين لم يدخلوا الاستاد فاضطروا إلى الذهاب إلى السفارة المصرية والمطار لمشاهدة المباراة. وحمل وزير الإعلام، سفير الجزائربالقاهرة مسئولية الشحن الإعلامي الذي حدث في بلاده بمزاعمه عن وجود 18 جثة لجزائريين بالقاهرة. وقال أنها شائعات مغرضة أصبحت حقيقة في أذهان الجزائريين، وقال أنه أصر على أن يخرج هذا السفير على التليفزيون المصري ينفى تلك الشائعات واعترف فعلا بعدم وجود قتلى إلا أنه قال غير ذلك في وسائل الإعلام الجزائرية. وأشار الفقي إلى أن المشجعين المصريين في السودان تعرضوا عقب خروجهم من المباراة لاعتداءات من الجزائريين فطلبنا من المصريين التوجه فورا إلى المطار وقطعوا مسافة ثلاثة كيلومترات في أكثر من ساعة. وأضاف أنه عندما وجد المشجعون المصريون المطار مغلقا اتصل الرئيس مبارك فورا برئيس الوزراء ووزير الطيران ووزير الإعلام بالتعامل سريعا مع الأزمة وكانت هناك رسالة سياسية واضحة بأننا لا نقبل أي إساءة لأولادنا. وأوضح وزير الإعلام أن الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية والسيدين علاء وجمال مبارك استمرا في السودان للاطمئنان على كل المشجعين، وأن الفريق أحمد شفيق وزير الطيران استمر في مكتبه 48 ساعة يتابع الموقف وقام بإرسال تسع طائرات لنقل المشجعين المصريين، وقال: إننا نحمد الله أنه لم تقع حالة وفاة واحدة بين المشجعين المصريين بالسودان، وإنه لو حدث ذلك لكنا كرهنا الكرة وكل شيء.