الكهرباء تعلن شروط قبول دفعة جديدة من الحاصلين على الإعدادية للتدريب بشركاتها    وزير الخارجية: مؤتمر المصريين في الخارج منبر هام للتواصل والحوار ولتبادل الآراء    من أم الدنيا لكل الدنيا، وزير الخارجية يفتتح النسخة الخامسة من مؤتمر المصريين في الخارج    انطلاق أعمال المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف في مكة المكرمة    البورصة تواصل الهبوط خلال تعاملات اليوم    محافظ القليوبية خلال جولته بطوخ: مش بنقطع عيش حد لكن بنوفر بديل آمن ومناسب للسوق    وزير العمل: نمتلك كل مقومات التدريب من أجل التشغيل في الداخل والخارج    كيفية التقديم على التصالح في مخالفات البناء    محافظ القليوبية يتفقد سير العمل في المركز التكنولوجي بطوخ    ماذا قدمت حياة كريمة لقرى الريف المصري منذ انطلاق المبادرة؟    توريد 619 ألف طنا من الذهب الأصفر لصوامع وشون الشرقية    إيران تستعد لمواجهة إسرائيل بسلاح «مورمانسك»، قادرعلى إسقاط سرب مقاتلات    اليونيسيف: مقتل 32 طفلا على الأقل بأعمال العنف الأخيرة في بنجلاديش    مباراة ليفربول .. محمد صلاح يداعب المدربة بعد استبداله "فيديو"    أحمد عادل: لا أتمنى مواجهة الدنمارك في نصف نهائي اليد بأولمبياد باريس    تكليف الشئون القانونية.. الأهلي يقرر فسخ تعاقداته مع هذه الأكاديميات    "تعليم القاهرة" : لا شكاوى من امتحانات الدبلومات الفنية للدور الثاني    إخلاء سبيل إسلام البحيري بعد معارضته على الأحكام    تأجيل محاكمة محاسبة في أحد البنوك اختلست 2 مليون جنيه بالتجمع    انهيار جزئي لعقار في اللبان بالإسكندرية | صور    خلافات أسرية.. التحقيق مع المتهم بالشروع في قتل زوجته في أكتوبر    فؤاد وعجاج والشاعري يشكرون المتحدة على حفل «كاسيت 90».. التنافس كبير وإحنا ماشيين صح    وزيرا التعليم العالي والثقافة يبحثان زيادة الوعي الثقافي لطلاب الجامعات    الهدية المناسبة لطلاب الثانوية العامة حسب كل برج.. النتيجة بعد ساعات    تحمل اسم كوكب الشرق أم كلثوم .. إدارة مهرجان أسوان تُعلن تفاصيل دورته التاسعة    إيرادات الأفلام المصرية تحقق 3.6 مليون جنيه في دور العرض خلال 24 ساعة    جيش الاحتلال: رصدنا إطلاق 5 صواريخ عبرت من جنوب قطاع غزة إلى عسقلان    عبير صبري: "الحجاب مفروض علينا من القرآن"    محافظة أسيوط تنهي استعداداتها لاحتفالات مولد السيدة العذراء بدرنكة    جولات ميدانية على مستشفيات أسوان.. إشادات بسير العمل ومكافآت للمميزين    الكشف على 1448 مريضا ضمن قافلة طبية بالدقهلية    محافظ القليوبية يتابع مبادرة 100 يوم صحة في طوخ    محافظ المنوفية يوجه بتسهيل إجراءات تخصيص قطعة أرض لإنشاء مركز طبى بالمنطقة الصناعية    ترامب يشيد بالرئيس الروسي "قام بصفقة عظيمة"    لماذا خسر ريال الكلاسيكو أمام برشلونة؟.. رد مفاجىء من أنشيلوتي    صباح الكورة.. اتحاد الكرة يقرر تعيين ميكالي في منصب جديد والعروض تنهال على نجم منتخب مصر الاوليمبي    تعرف على مؤشرات تنسيق كليات الأزهر 2024 علمي وأدبي (نموذج استرشادية)    محافظ الفيوم يلتقي أعضاء مجلسي النواب والشيوخ    وزير الإسكان: استكمال فعاليات قرعة تخصيص الأراضي السكنية بمدينة السادات ضمن برنامج " مسكن"    انسحاب نائل نصار من أولمبياد باريس وبيان رسمي يكشف السبب    بالصور.. وزير الرياضة يواسي أسرة لاعب الكياك الغارق ويطالب بمواصلة التحقيقات    اليمن يدين الهجوم الإرهابي على شاطئ ليدو بالعاصمة الصومالية    خبير موارد مائية: مصر أنهار بلا ماء ومستقبلها المائي في جنوب السودان    «الرعاية الصحية» تعلن إجراء 3 ملايين فحص طبي شامل بمحافظات التأمين الشامل    رجال الشرطة بمديرية أمن قنا ينظمون حملة للتبرع بالدم    الإفتاء توضح هل الابتلاء بالمرض يكفر الذنوب والخطايا    طقس الساعات المقبلة.. أمطار رعدية وسيول على 9 مناطق بينها أسوان    إسرائيل: ارتفاع قتلى هجوم طعن حولون ل اثنين بعد الإعلان عن وفاة أحد المصابين    فيمتها ب 5.5 مليون جنيًا.. ضبط عصابة مسلحة بحوزتهم 9 كيلو مخدرات في شبرا الخيمة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 4-8-2024 في قنا    ممثل الاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية ورئيس قيرغيزستان يبحثان تعزيز التعاون المشترك    "أحد السكان كسر حائط".. تفاصيل معاينة عقار روض الفرج المنهار    فضل الدعاء على الظالم ب حسبي الله ونعم الوكيل    تعرف علي فضل الصلاة في جوف الليل    مجانية.. تردد قناة الكويتية الرياضية ل مشاهدة مباراة ريال مدريد وبرشلونة في الكلاسيكو    باريس 2024، الألماني نيكلاس كاول يحطم الرقم القياسي الأولمبي في رمي الرمح    أدعية للنجاح والتوفيق لطلاب الثانوية العامة    متحدث الخارجية: الأوضاع الحالية في غزة تسبب توتر بالمنطقة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر المختطفة !!
نشر في المصريون يوم 24 - 11 - 2009

كشفت الأحداث الأخيرة التي صاحبت أو أعقبت مباراة مصر والجزائر ، وتجييش الإعلام الرسمي والخاص في معركة مزيفة ومهينة لمصر ومقامها وكرامتها وصورتها في محيطها العربي والعالم كله ، وانبطاح مؤسسات الدولة وخوفها أمام إرادة بعض شباب "الظل السياسي" ، كشفت عن أن المغامرين الجدد في السياسة المصرية يمثلون خطرا حقيقيا على المصالح المصرية القومية ، ولا يتصفون بالحصافة أو الخبرة الكافية لإدارة دولة بحجم مصر وتعقيدات علاقاتها الدولية وعلاقاتها العربية بشكل خاص ، وجعلت الكثيرين في مصر يضعون قلوبهم على أيديهم من أن تتيح الصدف أو الترتيبات العاطفية لهؤلاء الشباب المغامر فرصة توسد قيادة مصر وحكمها ، لأن هذا الأمر إن حدث فستدخل البلاد في دوامات متتالية من الأزمات تهدر طاقاتها وتعرض مصالح الشعب المصري للخطر الحقيقي ، فإذا كانوا قد عجزوا عن إدارة أزمة مباراة كرة وجعلتهم تداعيات الأمور يتورطون في مثل هذه المهاترات والحروب الإعلامية المتكلفة والتلاعب الخطير بأجهزة الدولة ومؤسساتها ، فكيف إذا تعرضوا لضغوط عصبية ونفسية وسياسية في أحداث أخرى أكثر خطورة وجدية وعمقا ، أيضا كشفت هذه الأحداث عن أن التصور السائد بأن البديل المطروح الآن هو لجنة السياسات وأمينها العام جمال مبارك ، هو تصور غير دقيق وغير مكتمل ، وأن هناك دائرة متسعة من "الشباب المغامر" في الاقتصاد والإعلام والصحافة والرياضة والفن والسياسة والدين هي في صلب مشروع "التوريث" على الرغم من أنها لا تنضوي تنظيميا تحت لافتة "لجنة السياسات" ، بل إن بعض هؤلاء هم أقرب وألصق بالمشروع وصاحبه من وزراء لجنة السياسات أنفسهم ، لا يجرؤ وزير في الحكومة المصرية ولا رئيس مجلس الشعب ولا رئيس ديوان رئيس الجمهورية ولا أي شخص في الدولة بعد رئيس الجمهورية أن ينادي علاء مبارك أو جمال مبارك علانية باسمه مجردا ، فعلها مذيع من هؤلاء على الهواء مباشرة وكررها أكثر من مرة ، ربما ليبعث برسالة خاصة إلى من يهمهم الأمر ، كشفت الحادثة "الكاشفة" أيضا عن أن بعض الصحف والأقلام التي كان يظن أنها معارضة ومتحفظة على مشروع التوريث ومناضلة من أجل حق الشعب في الاختيار ، أنها في صلب مشروع التوريث ، ولكن المسألة كانت أشبه بتوزيع أدوار ، حتى إذا حانت لحظة الحقيقة كشفت كل الوجوه أقنعتها ، فبعضهم تحول بقدرة قادر ، من الهجاء المزمن لمبارك وأسرته إلى مبشر بعبقرية أنجال الرئيس وإخلاصهم وقربهم من قلوب الجماهير ، أيضا كشفت الأزمة عن عمق حضور النخبة الاقتصادية الجديدة ، ومعظمهم من هؤلاء المغامرين الجدد أو المتحالفين معهم ، عمق حضورها في الإعلام الرسمي والخاص وقدرتهم على التأثير من خلاله على أجهزة الدولة فضلا عن قطاع غير قليل من الجمهور العاطفي بطبعه ، هذا هو الوجه الذي تجلى في هذه الأزمة بحكم أن الإعلام مكشوف بطبيعته ، ولكنه يبعث برسالة أخطر من قدرة هؤلاء على النفاذ والتأثير في قطاعات أخرى هي من النوع غير المرئي عادة ، مثل القطاعات الأمنية والقضائية بشرائحها وأذرعها المختلفة ، خاصة وأن القرارات والتوجيهات لم تعد تصدر وفق بنى مؤسسية أو قانونية أو دستورية ، وهو ما يؤذن بأن إدارة مصر قد تختطف في المستقبل القريب إلى دائرة غير مأمونة ، مكتملة الحلقات بما يصعب اختراقها أو كسرها ، تضيع فيها الحقوق ويغيب القانون وتموت العدالة وتتحول جميع مؤسسات الدولة إلى "ظل" باهت لا قيمة له ولا حضور ولا دور ، إن لم تكن أداة تنفيذ لإرادة هذه "الدائرة" ، وباختصار فالخطورة التي تواجهها مصر الآن ليست في طموح سياسي سلطوي لشخص أو أكثر ، بقدر ما هي مواجهة شبكة جديدة من أصحاب المصالح متداخلة ومتماسكة وتملك أدواتها السياسية والاقتصادية والإعلامية والدينية ، يحمي بعضها بعضا ، ويدعم بعضها بعضا ، ويتستر بعضها على بعض ، ولا يرجى صلاح ولا إنقاذ لمستقبل مصر إلا بإرادة تغيير حاسمة وقوية تقوم بتفكيك تلك الشبكة المروعة وتصفية نفوذها وإخضاعها لسيف القانون وتفعيل ملفات الجهات الرقابية المترعة ، في حملة قومية شاملة لتطهير مصر من الفساد .
[email protected]

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.