في الوقت الذي تغزو فيه الصين العالم بمنتجاتها، تشهد مدينة يوو الصينية التي تضم 200 مليون نسمة وتبعد نحو 300 كلم جنوب شنجهاي غزوًا عربيًا. ففي أحد عشرات المطاعم العربية تطغى رائحة اللحم المشوي في جو خريفي بارد فيما تعلو أصوات الرجال الذين يتبادلون أطراف الحديث بالعربية. وأصبحت يوو "طريق الحرير الجديدة" بين الصين والشرق الأوسط وتجذب أكثر من مئاتي ألف تاجر عربي سنويًا. وباتت الصين وجهة سهلة، فمن لا يتقن الصينية أو الانجليزية يمكنه المجيء إلى يوو، خاصةً بعدما سهلت الصين حصول العرب على تأشيرات دخول، في الوقت الذي شددت فيه الولاياتالمتحدة وأوروبا هذه الإجراءات إثر اعتداءات 11 سبتمبر. ولم يكتف مسؤولو يوو بذلك بل شجعوا قطاع التجارة بالجملة عن طريق تشييد الجوامع وفتح صفوف تعليم اللغة العربية كما منحوا نحو ثلاثة آلاف عربي إقامة دائمة في الصين. وتفتح معظم المدارس المحلية صفوفًا للغة العربية، كما تم إنشاء جامع يوو، الذي كان مصنعًا قبل أن تسمح السلطات بتحويله جامعًا، حيث دفع المسلمون من الصينيين وغير الصينيين لترميمه.