"الحرية والعدالة": دائرة الصراع اتسعت لجميع المحافظات.. و"النور" يُحذّر من تزوير الانتخابات تشهد الانتخابات البرلمانية المقبلة صراعًا شرسًا بين حزب الحرية والعدالة وحزب النور السلفى فى أول مواجهة انتخابية فى تاريخ الحزبين، حيث يحاول كل منهما الحصول على الأغلبية لتشكيل الحكومة، حيث يسعى كل حزب منهما إلى الدفع بكوادره أمام الآخر لضمان الحصول على الأغلبية البرلمانية. ففى حزب الحرية والعدالة انتهى الحزب من إعداد خطة شاملة تعتمد على الخدمات الجماهيرية والاجتماعية فى المقام الأول، وهى الخطة التى أشرف عليها المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين. أما حزب النور فيعتمد على رصيده الحالى من التأييد والتوافق الوطنى وخاصة بعد أن اكتسب تعاطف القوى السياسية بعد مبادرة الحوار الوطنى وبعد إقالة الدكتور خالد علم الدين مساعد رئيس الجمهورية لشئون البيئة، كما أن الحزب يعتمد على تدنى شعبية جماعة الإخوان المسلمين وخاصة بعد الأحداث الدامية أمام قصر الاتحادية وفى مدن القناة، وفى إطار الحرب الباردة بين الحزبين صعّد حزب النور من لهجته السياسية ضد حزب الحرية والعدالة، مؤكدًا أن جماعة الإخوان المسلمين تنوى بالفعل تزوير الانتخابات. وحول استعدادات حزب الحرية والعدالة للمنافسة الشرسة بين "الإخوان" و"السلفيين" يقول كمال مهدى، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة بالقاهرة، إن الحزب لن يتحالف أو ينسق مع حزب النور خلال الانتخابات المقبلة بعد هجومه الشديد على حزب الحرية والعدالة وبعد تحالفه مع قوى اليسار، وفى مقدمتها جبهة الإنقاذ، مضيفًا أن حزب النور ساعد على توسيع الفجوة بين الحزبين الإسلاميين متوقعًا أن يصل ذلك إلى الانتخابات المقبلة بصورة أكبر من التى ظهر عليها فى الانتخابات السابقة بالإسكندرية، متوقعًا أن تشمل الصراعات جميع محافظات الجمهورية. وقال مهدى إن الحزب يتوقع ذلك وتم إعداد الخطة الانتخابية وفقاً للأحداث الأخيرة حيث قرر الحزب أن يركز فى برنامجه الانتخابى على النواحى الخدمية والخدمات الاجتماعية، وذلك للتأكيد على معاناة المواطنين من تلك النواحى، موضحًا أن الاختلاف مع حزب النور سيظهر جليًا خلال الانتخابات القادمة من خلال المعارك التى تدار بالمحافظات. بينما قال محمد عثمان، القيادى بالحرية والعدالة، إن الحزب يعمل ولا يلتفت إلى الآخرين، مؤكدًا أن التنافس الشريف لا عوج فيه ولا فرار منه خاصة فى البلدان الديمقراطية والمتقدمة. وأضاف عثمان أن الحزب سيعتمد بالطبع على برامج انتخابية أكثر تطورًا من الأحزاب الأخرى متوقعًا وجود تنافس كبير من حزب النور على كافة الدوائر، وقال إن معركة القيادى بالنور الدكتور عبد المنعم الشحات مع أحد أحزاب الحرية والعدالة فى الانتخابات السابقة بالإسكندرية ستتكرر فى تلك الانتخابات على كافة الدوائر . ومن جانبه، أكد رفعت سليمان، القيادى بحزب النور بمحافظة سوهاج، أن الحزب سيعتمد بشكل أساسى على تطبيقه للشريعة الإسلامية فى حملته الانتخابية، منتقدًا حزب الحرية والعدالة الذى يعتمد فى حملاته على توفير السلع الخدمية للمواطنين مستغلين سوء أوضاعهم المعيشية. وأضاف سليمان أن حزبه يعتمد على القيم وتقديم الوعود الانتخابية التى لا يخالفها فى إشارة منه للحرية والعدالة الذى وعد بتنفيذ الشريعة ولم ينفذ سعيًا وراء المصالح السياسية وفقا لكلامه. وأعرب سليمان عن تخوف حزب النور من تزوير الانتخابات لصالح الحزب الحاكم، مشددًا على أن وجود حكومة موالية للحرية والعدالة فى السلطة وقت الانتخابات يسهل له الامتيازات التى تساعده على حصد المقاعد، موضحًا أن "النور" يعمل من الآن على التنسيق مع باقى القوى السياسية باختلاف توجهاتها للحيلولة دون التزوير المتوقع على حد قوله. ونفى أن يكون حزب النور سيعتمد على التشهير بحزب الحرية والعدالة فى الانتخابات القادمة أو استغلاله للإعلام للنيل منه، مضيفًا أن انتقاده له لن يتجاوز العمل السياسي. وأوضح أن النور لن يخرج عن قيمه، منتقدًا منهج حزب الحرية والعدالة فى معاداة خصومة، حيث إنه نسب إلى حزب النور أعمال مخالفة قانونية عندما اتهم خالد علم الدين مستشار الرئيس المقال بأنه استغل منصبه فى الفساد.