أفرجت السلطات المصرية عن حسين العبرا مراسل صحيفة "بانوراما" الإسرائيلية التي يصدرها عرب 48، إثر اعتقاله لفترة وجيزة أثناء تغطيته لمباراة منتخبي مصر والجزائر يوم السبت الماضي في إطار تصفيات كأس العالم لكرة القدم. وذكرت تقارير إسرائيلية، أن الصحفي الإسرائيلي عاد إلى إسرائيل بعد اعتقاله مساء السبت الماضي أثناء قيامه بتصوير اشتباكات بين مشجعين جزائريين ومصريين فور انتهاء المباراة، وذلك بعدما خضع لساعات من التحقيق في مقر جهة سيادية مصرية. وقال باسم جابر رئيس تحرير الصحيفة الإسرائيلية، إن العبرا تعرض للاعتقال في أعقاب قيامه بتصوير الاشتباكات بين المشجعين المصريين والجزائريين، وعلى إثر ذلك تم اقتياده إلى مقر المخابرات المصرية حيث خضع لعملية استجواب استمرت من مساء السبت وحتى الساعة السادسة صباح الأحد. وأضاف أن جهات التحقيق المصرية أبلغت المراسل نيتها إطلاق سراحه بعد نصف ساعة وقامت بتفحص الموقع الإلكتروني للصحيفة، لكنها أبقت عليه قيد الاعتقال حتى الرابعة والنصف ظهر الأحد قبل أن تقوم بتحريره. وروى العبرا تفاصيل ما حدث لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، قائلا إنه وصل إلى القاهرة لتغطية المباراة، واكتشف أن الفندق الذي نزل به هو نفسه الذي ينزل فيه مشجعو المنتخب الجزائري والبالغ عددهم 350 شخصا وهو فندق "أوروبا"، وأضاف: كنت سعيدا أنهم أعطوا لي الفرصة لتصوير المشجعين وقبل المباراة قمت بإجراء مقابلات معهم. وتابع: للوهلة الأولى لم يلق ما أفعله استحسانا لدى المصريين، وفي نهاية المباراة وصلت للفندق في الساعة الواحدة وخمس وأربعين دقيقة مساء ورأيت قوات الشرطة المصرية في المنطقة ولاحظت وجود مشجعين جزائريين جزءا منهم مصاب وغارقين في دمائهم، وسألت عما حدث فأخبروني أنهم هوجموا بالحجارة على يد نظرائهم المصريين. واستطرد: اتجه نحوي أحد رجال الشرطة المصريين وسألني إن كنت جزائريا فأجبته بالنفي، لكنهم قاموا بأخذ جواز سفري وأموالي وجهاز الكمبيوتر "اللاب توب" الخاص بي، وقاموا باعتقالي وإرسالي إلى مكتب المخابرات المصرية وهناك استمرت التحقيقات الأولى معي بين ثلاث إلى أربع ساعات. وأوضح أن المخابرات سألته هل قام بتصوير مهاجمة المشجعين المصريين للجزائريين وهو ما أجبت عنه بالنفي، وفي الساعة السادسة من صباح اليوم التالي أخذوني إلى أحد زنازين الاعتقال وذهبوا لتفتيش كل ما قمت بتصويره، وقال إنه كان يعتقد أن الأمر سيستغرق وقتا قصيرا وهو ما لم يحدث. وأشار إلى أنه طالب المخابرات المصرية بالتحدث مع ممثلي السفارة الإسرائيلية بالقاهرة وتوكيل محام له، لكن لم يتم الاستجابة لطلبه، وشكا من أنه أعطوه طعاما قليلا واستكملوا معه التحقيقات مرة أخرى، وأخبروه أنهم قاموا بتصفح الموقع الإلكتروني للصحيفة التي يعمل بها "بانوراما" واكتشفوا انه لم ينشر شيئا سيئا ولذلك لن يقوموا باعتقال فترة أطول، وفي حوالي الساعة السابعة مساء قاموا بإطلاق سراحه. وأضاف: لقد تعرضت لضغوط أثناء الاعتقال وتذكرت عزام عزام - الجاسوس الإسرائيلي الذي كان معتقلا في مصر وأفرجت عنه منذ سنوات- "لقد كنت في مبنى المخابرات المصرية ولا يمكن وصف الرعب الذي شعرت به هناك"، على حد قوله.