لست أدري أبعد افتضاح أمر الشيعة، يأفل نجم إيران في سوريا ويشرق في مصر؟ فرغم ما يجري في سوريا ولبنان والأحواز مما يعلمه الكافة من جرائم إيران، والتحذيرات التي تترى من خطر «الأيْرَنة» و«التشييع» و«التفريس»، لا تزال إيران «تستغفل» زعامات أهل السنة، فيفسحون مجال بلادهم واسعًا لأباطيل وأضاليل «التشييع». وقمين بالتاريخ أن يمسح نفسه من بطون الكتب وصدور الرجال، إن سُمح اليوم بتشييع سنيٍّ واحد في أي بلدٍ سنيٍّ، فضلًا عن كبرى قلاع الإسلام السني.. مصر التي يعبثُ بها الماسون والمبتدعون. فبعد سماعه ما يغيظُ مثلَه من مستشار الأزهر الدكتور حسن الشافعي، يدعو رئيس إيران الشيعية «أحمدي نجاد»، ويطلب وزير خارجيته «علي أكبر صالحي»، من رئيس مصر السنية، إلغاء تأشيرة دخول الشيعة الفرس إلى مصر. بعد قرار «إيران» إلغائها عن دخول المصريين إليها من طرفٍ واحد. وإذ يقول «نجاد» الذي تسعة أعشار دينه تقيةً! -عن تشييع أهل السنة، وسب الصحابة وأمهات المؤمنين، وتدخل إيران في سوريا والبحرين-: «هذا مكانه الجلسة المغلقة». ترى كما قال الدكتور الشافعي: «ما نسمعه دائمًا من سب الصحابة وأمهات المؤمنين -رضوان الله عليهن- أمرٌ مرفوض جملة وتفصيلًا»؟ وهل مصر «كانت ولا تزال معقلًا لأهل السنة والجماعة». فقال رئيس الرافضة: «اتفقنا على الوحدة والأخوة» كما يقول؟ لست أدري أعَلى الوحدة على المذهب الشيعي الرافضي، والأخوة فيه اتفقوا؟! وكم ذا دفعت إيران من المال لتشييع المصريين؟ أما عن غاية إيران من إلغاء التأشيرة جيئةً وعودة، فأولا: تشييع من يذهب إلى إيران، ولعمر الله ما عاد سنيٌّ من إيران يومًا إلا وفي عقله لوثات عقائد آسيا المسماة -تجاوزًا- «المذهب الشيعي - الجعفري - الإمامي - الاثنى عشري». وثانيًا: ألا يقعدوا ينتظرون من يأتي ليتشيع؛ بل ليأتوا هم إلى بلد الأزهر؛ فيشيّعون الجميع. إن إيران تتوق لزمان «قمبيز» وعهد كسرى، وعلى دعائمَ أفتك من عبادة النار الخجلى.. إنه «التشيع الخميني الغالي»، و«اللغة الفارسية»، و«التقويم الشمسي». تقامر إيران إذن، وهي المغلقةُ برًّا وبحرًا وجوًّا بعقوبات الغرب، وفي حين تخسر سوريا ثاني أهم قلاع الإسلام، باختراق مصر أهم بلاد السنة والإسلام. يجيء «نجاد» اليوم ليفتح مصر بقوله: «إن هناك مهمة مشتركةً بين الأزهر وإيران، وهي الوحدة الإسلامية». وبطلبه «هيئة كبار علماء الأزهر الشريف» بالتعاون مع العلماء -يعني دجاجلة الروافض التقريبيين منهم- لتحقيق تلك الأهداف، و«التقريب بين السنة والشيعة»، وتجاوز «المشكلات التاريخية»؛ التي تم طرحها في جامعتهم وتم تجاوزها -كذبًا ومينًا واستغفالًا لنا واستدراجًا- وأخيرًا يقول خطيبهم المدلّس: «لا توجد خلافات بين السنة والشيعة»!! فلتنظر مصر اليوم إلى مصير سوريا؛ التي تلقاه على أيدي العلويين، وليعيدوا النظر في «التقريب الإخواني»، وحفاوة استقبال رئيس مصر الإسلامي المنتخب محمد مرسي «أحمدي نجاد» على بساطه الأحمر عند نزوله عن سلم الطائرة. ليت شعري هل يذبح «إخوان مصر» سلفييها قربانًا ل«إيران التشييع والتفريس»؟ أم أن «سلفيي مصر» ستدجُّنهم إيران ليقبلوا «التشيع» و«التفرُّس»، كما دجنتهم أمريكا من قبل فقبلوا «الديمقراطية المحملة بسائر معطيات الحضارة الغربية»، و«الرأسمالية العالمية»، و«واقع التجزئة العربي الأليم»؟ أجل، كل هذا تثيره زيارة رجلٍ إيرانيٍّ واحدٍ مصر مرةً واحدة؟ وفي مناسبةٍ عامة يلتقي فيها زعماء دولِ الإسلام الكثيرة -يا لخزي الخلافة- فيعودوا من «مصر الثورة» بخفَّيْ حنينٍ، ويعود هو ب«مصر الكبيرة» في جيب بنطاله القصير. نتذكر اليوم التحذير القديم من صنع سلامٍ مع عصابات اليهود؛ فاعتنق الساسة «كامب ديفيد» مذهبًا سارت مصر عليه عقودًا. كما يصل اليوم بيان الأزهر، وحذاء السوري أمام مسجد الحسين سادةَ مصر الإسلاميين. فهل نستبدل «الصهيونية» ب«التشيع»، ونحن لم نأتِ على ذكر «دولةٍ إسلاميةٍ سنيّة كبرى» يحفظ الله بها الدين ويعز بها المؤمنين؟! لطالما قسم الموقف من «الشيعة»، ومن «التقريب معهم»، أهل السنة والجماعة، في حين يُقصَى الإخوة من أهل السنة من مؤسسة الرئاسة، وهم أجدى وأقرب وأعز وأنصح؟! أليس الأوجب أن نحصِّن أهلينا من مخاطر التشييع، ودعوة الشيعة وحوارهم، وإلزامهم بسائر التعهدات بألا يشيّعوا أي فرد في أي بلدٍ سنيٍّ بأي طريق؟ أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]