كشف إعلان عدد من قيادات حزب النور السلفي استقالتهم من الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح عن عمق الأزمة التي ضربت العلاقة بين أكبر الأحزاب السلفية وبين جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة ، وكانت مصادر حزب النور قد كشفت عن أن الاستقالات من الهيئة ترجع إلى ما اعتبرته "تواطؤ" الهيئة مع مؤسسة الرئاسة ورفضها توجيه أي بيان ولو مناصحة لها في قضية خالد علم الدين مستشار الرئيس الذي تعرض لظلم علني حسب النور من مؤسسة الرئاسة وهو ما كشف عن أن الهيئة جرى تحديد بوصلتها تجاه ما يخدم حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين ، وأنها انحرفت عن المسار الذي أنشئت من أجله ، بل إنها خانت شعارها الإساسي "الحقوق" بإهدارها عرض شخصية إسلامية في حجم مستشار الرئيس وحقوقه الأدبية والمعنوية والشرعية ، ورفضها أن تصدر بيانا تطالب الرئاسة بالاعتذار أو تقديم ما يثبت ادعاءاتها بالاتهامات التي جرى التلويح بها ، ورفض الحزب ادعاء الهيئة بأنها لا تتعرض لأمور تتعلق بالرئاسة لأنها سبق وأصدرت عشرات البيانات التي تتعلق بشؤون الرئاسة . وعلمت المصريون أن هناك استقالات أخرى في الطريق من الهيئة التي تتعرض لهزات عنيفة في الآونة الأخيرة بفعل ما انتشر عن تأثير طاغ لنفوذ المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان وأحد أبرز مؤسسي الهيئة وولاء عدد من قياداتها لنفوذه على رأسهم الأمين العام الدكتور محمد يسري وعدد من الشخصيات السلفية المتحالفة مع جماعة الإخوان . وكانت سلسلة من الانسحابات الخطيرة قد ضربت الهيئة بقوة قبل أسابيع بسبب اتهامها بتحولها إلى واجهة لخدمة سياسات جماعة الإخوان المسلمين ، وبدأت الانسحابات باستقالة الرمز السلفي الكبير الشيخ محمد حسان ، ثم أعلن الدكتور جلال مرة الأمين العام لحزب النور استقالته ، وكذلك أعلن المهندس صلاح عبد المعبود، المتحدث الرسمى باسم الكتلة البرلمانية لحزب النور بمجلس الشورى، تقدمه باستقالته اليوم من عضوية الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، قائلا فى تصريحات صحفية: "إنه استقال من الهيئة الشرعية لعدم حياديتها، واتخاذها كثيرا من المواقف المعادية للدعوة السلفية، ولأنها خالفت ما أنشئت من أجله، ووضح ذلك جليا فى موقفها من الدكتور خالد علم الدين، وعدم دفاعها عنه مع ما تعرض له من ظلمٌ بَيِّنٌ" ، كذلك تقدم الشيخ عادل نصر عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية، ومسئول الدعوة السلفية بالفيوم والصعيد، وعضو مجلس الشيوخ بحزب النور، باستقالته من الهيئة , وذلك احتجاجًا على سيطرة فصيل بعينه على الهيئة وتوجيه بوصلتها إلى الجهة التى يريدها هذا الفصيل حسب قوله .