وجه أعضاء مجلس الشعب من "الإخوان المسلمين" والمستقلين والمعارضة، انتقادات عنيفة إلى المؤتمر العام السنوي للحزب "الوطني" الذي اختتمت فعالياته أمس الأول الاثنين، واصفين إياه بأنه "صورة كربونية" من المؤتمرات السابقة ولم يأت بجديد، معتبرين الهدف منه الترويج لجمال مبارك أمين "السياسات" بالحزب "الوطني". ولاحظ النواب صلاح الصايغ ومحمد عبد العليم داود والدكتور إبراهيم الجعفري ومحسن راضي والدكتور جمال زهران، أن المؤتمر لم يقدم رؤية للإصلاح السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي، حيث قالوا إن أطروحات الحزب لم تأت بأي جديد عما طرح خلال المؤتمرات السابقة في السنوات الماضية. وأضافوا: كنا نتمنى من الحزب أن يتطرق ويطرح رؤية سياسية تراعي المتغيرات السياسية وتنامي قوي المعارضة لكن هذا لم يحدث، كما أن المؤتمر افتقد إلى رؤية مصر حول علاقتها الخارجية خاصة في ضوء التطورات والأحداث الجارية في العراق وفلسطين وأفغانستان، كما انتقدوا خصوصا غياب رؤية الحزب حول الوضع بالسودان. في المقابل، اتهم النواب الحزب بأنه يخطط لتزوير انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى وانتخابات مجلس الشعب المقررة في العام القادم، والتي ستلعب نتائجها دورا حاسما في تحديد المرشحين للانتخابات الرئاسية المقررة عام 2011. وتساءل النواب عن مكان المواطن البسيط وهمومه على أجندة الحزب، وقالوا بسخرية إنه ليس من هدف للمؤتمر سوى تذكير المواطنين بأن هناك ما يسمي بالحزب "الوطني"، الذي وصفوه بحزب السلطة وليس حزب الشعب، متهمين إياه بتبني سياسات مبنية على الكذب والتدليس، فيما يعلم الشعب المصري أن الحزب وحكومته لا يعملان لصالحة. وقال النواب: لو كان الحزب "الوطني" فعلا يتمتع بالشعبية التي تحدث عنها قياداته خلال المؤتمر فإنه يتوجه عليه أن يقوم بتعديل الدستور الحالي وإعادة الإشراف القضائي، وذلك حتى يكون الشعب هو الفيصل. لكنهم في المقابل اعتبروا أن خطاب الرئيس حسني مبارك أمام المؤتمر تدارك أخطاء بعض قيادات الحزب وفي مقدمتهم أحمد عز أمين التنظيم، عندما تحدث الرئيس عن مصر والتيارات السياسية، فكانت كلماته بمثابة تخفيف من اللامبالاة لقيادات "الوطني".