حذرت صحيفة (الوطن) السعودية، فى افتتاحيتها اليوم، من تفاقم الخلاف السياسى الدائر حاليا بين التيارات السياسية وقيادات حزب النهضة فى تونس، والذى يشى بانقسام بين شركاء الوطن، فى أعقاب عملية اغتيال زعيم المعارضة التونسية شكرى بلعيد"، وأعربت عن أملها أن تكون تونس، وهى شرارة الربيع العربى، نبراسا للشعوب فى تحقيق الديموقراطية. وقالت الصحيفة "إن المؤشرات الأولية تظهر على أن تحدى رئيس الحكومة التونسية وأمين عام حزب النهضة حمادى الجبالى باستبعاد الإسلاميين من الوزارات السيادية فى الحكومة الجديدة، التى يصر على تشكيلها من التكنوقراط، بأنه "انقلاب أبيض" على راشد الغنوشى وحزب النهضة". وأضافت أن الجبالى أصر على الاستقالة فى حال رفض مقترحه، رافعا راية التحدى أمام الإسلاميين الذين يسيطرون على الحكم منذ أكثر من عام، وأمام زحف الآلاف من أنصارهم إلى شوارع العاصمة تأييدا للحكومة و"الشرعية الدستورية"، كما أكدوا فى شعاراتهم. ورأت الصحيفة أن هذا التحدى نوع من "الذكاء السياسى" لحزب النهضة، وأن تصريحات الجبالى التفاف وتحايل على الغضب التونسى الذى عم كافة المدن بعد اغتيال المعارض البارز للاسلاميين شكرى بلعيد، مشيرة إلى إعلان راشد الغنوشى أمس استبعاد حدوث انقسام فى الحركة بعد قرار الجبالى. واعتبرت أن الخلافات التى تظهر على السطح بين قيادات حزب النهضة ما هى إلا فقاقيع هواء سرعان ما تتلاشى مع الأيام، بعد أن تزول أسباب ظهورها، فبعد التداعيات الخطيرة على اغتيال بلعيد وما صاحبها من تنديد دولى بهذه العملية، رأت حركة النهضة أن تسعى إلى احتواء الغضب الداخلى والتنديد الخارجى، بقضية تشغل الرأى العام المحلى والدولى، بافتعال أزمة تلتهم الصخب والغضب المدوى الذى صاحب عملية اغتيال بلعيد. وتابعت "الأيام المقبلة كفيلة بكشف المستور، وستظهر أن ألاعيب السياسة أكثر من صدقها، وأن صمود المعارضة كفيل بتحقيق أهدافها بغض النظر ما يدور فى كواليس الحكم. واختتمت الصحيفة بالقول "تونس شرارة الربيع العربى، فهل تكون نبراسا للشعوب فى تحقيق الديموقراطية، أم ستكون مؤشرا على أن التمسك بالسلطة أقوى من أى شعارات أو حقوق رفعتها الشعوب لتحقيق حياة أكثر رغدا وديموقراطية".