أكثر من 100 ألف مسجل خطر فى مصر يهددون أمن واستقرار المجتمع خسائر قطع خطوط السكك الحديدية بلغت 24 مليون جنيه فى ثلاثة شهور اللواء أحمد الفولى: يجب أن تتعافى الشرطة وتتفرغ لأداء واجبها نبيه الوحش: ضرورة تغليظ عقوبة البلطجة والسطو المسلح لتصل إلى الإعدام الأمن فى مصر أصبح من قبيل الأمنيات الغالية، فمنذ قامت ثورة يناير والحالة الأمنية فى تردٍ، وكلما لاح فى الأفق بوادر تحسن تطفو أحداث سياسية تصاحبها مظاهرات، تتحول فى لمح البصر إلى أعمال شغب وبلطجة، فيتم تكسير واقتحام المحال والمؤسسات الحكومية، وقطع الطرق، وتعطيل حركة القطارات، وكلها أعمال دخيلة على المجتمع المصرى. وقد شهدت تلك الفترة (منذ قيام الثورة) انتشارًا كبيرًا لحوادث قطع الطرق، وارتفاع معدلات جرائم السرقة بالإكراه، والخطف، والسطو المسلح على المحال التجارية والمصانع والشركات والبنوك، والاستيلاء على سيارات المواطنين تحت تهديد السلاح، وخطف الأطفال والكبار ومساومة ذويهم على حياتهم مقابل مبالغ مالية كبيرة، الأمر الذى بات يهدد الأمن العام بشكل مباشر ويضرب الاقتصاد فى مقتل، لاسيما السياحة التى تبحث عن مخرج للعودة إلى طبيعتها، وصار المواطنون تحت رحمة البلطجية فى ظل غيبة القانون وتقاعس الشرطة عن القيام بدورها فى حماية الأرواح والممتلكات، وما بين البلطجة وغياب الأمن أصبح الضحية فى النهاية المواطن المصرى. "المصريون" من جانبها تحاول فتح ملف تفشى ظاهرة البلطجة واختراق القانون لنضع حلولًا لهذه الظاهرة التى أصبحت تهدد حياة 90 مليون مصرى. نبدأ بعرض ملخص دراسة حديثة صادرة عن المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، تقول بأن عدد حوادث السرقة بالإكراه بلغ منذ وقوع الثورة نحو 3312 حادثة، وهو رقم غير مسبوق، وبلغ عدد بلاغات سرقة السيارات نحو 17 ألفًا و800 بلاغ، هذا إلى جانب بلاغات الخطف والاغتصاب، وبلغت حوادث السطو المسلح 495 حادثًا، وأشارت الدراسة إلى أن هناك أوجهًا متعددة للأنشطة الإجرامية التى يمارسها المسجل خطر فعلى رأسها الاتجار فى المخدرات بنسبة 27% ثم السرقة بالإكراه 18% والبلطجة 11% والقتل العمد 10%. يأتى ذلك بعد إعلان وزارة الداخلية أن هناك ما يقرب من 110 ألف مسجل خطر فى مصر، وأن هؤلاء يمثلون تحديًا كبيرًا لرجال الشرطة، فيما أكدت دراسة حديثة أن محافظات الوجه البحرى تحتل أعلى نسبة فى أعداد المسجلين، حيث تصل إلى 31%، ثم القاهرة بنسبة 28.8% ، والوجه القبلى 24%، والإسكندرية 7.9%، وبورسعيد 5.2% ، والسويس 0.6%، أما محافظات الحدود فهى الأقل لانخفاض الكثافة السكانية بها وسيادة القبلية والعشائر بها. وتشير الدراسة إلى أن معدلات التجمهر وقطع خطوط السكة الحديد فى ال 18 شهرًا الماضية بلغت أرقامًا قياسية لم تشهدها مصر من قبل، ووجد أن الوجه القبلى هو الأكثر تضررًا، وقد وصلت الخسائر المادية بحسب هيئة السكك الحديدية إلى أكثر من 24 مليون جنيه فى الثلاثة شهور الأخيرة من عام 2012 فقط، وأن إجمالى القطارات التى توقفت بسبب الإضرابات والاعتصامات بلغ 1720 قطارًا فى الوجهين البحرى والقبلى وبلغت نسبة التأخيرات ساعة و45 دقيقة لكل قطار. وفى ظل الغياب الأمنى عن الشارع يقوم الأهالى بقتل البلطجية والتمثيل بجثثهم ليكونوا عبرة لغيرهم من البلطجية ورادع لكل من تسول له نفسه ترويع المواطنين الآمنين، ففى مدينة دسوق محافظة كفر الشيخ حاصر مجموعة من الأهالى منزل أحد البلطجية، والمعروف عنه القيام بأعمال البلطجة وفرض السيطرة والسرقة بالإكراه وتجارة وتعاطى المخدرات وفرض إتاوات على الأهالى، وأخرجوه منه وأحرقوا المنزل ثم قتلوه وفصلوا الرأس عن الجسد، وطافوا بجثته أنحاء البلدة، وفى النهاية ألقوا بها أمام قسم الشرطة. وفى منطقة بولاق الدكرور بالقاهرة قام الأهالى بالقبض على خمسة من البلطجية وانهالوا عليهم بالضرب المبرح، مما أدى إلى فقد أحدهم عينه وربطوا آخر من قدميه فى دراجة نارية وطافوا به شوارع المنطقة، وأخذوا يطعنونه بالسكاكين حتى لفظ أنفاسه بينما قامت مجموعة ثالثة من الأهالى بتأديب ثلاثة بلطجية آخرين من خلال تعليقهم على جذوع الشجر وجلدهم ثم بتر أيديهم. من جانبنا قمنا باستطلاع آراء بعض المواطنين، فيقول محمد محمد - صاحب كشك من حدائق القبة -: مش حاسس بأى أمان فى البلد دى، مساء يوم 25 يناير الماضى وأنا فى عملى فوجئت بدخول ستة أشخاص كانوا مستقلين ثلاثة دراجات نارية وطلبوا منى كارت شحن وعندما أحضرته لهم فوجئت باثنين منهم وقفوا أمامى واثنين بجانبى والاثنين الآخرين وقفوا على الشارع لتأمينه وكمموا فمى ووضعوا طبنجة خرطوش فى جنبى وقاموا بسرقة سجائر وكروت شحن والمحفظة الخاصة بى وبلغت المبالغ التى استولوا عليها أكثر من خمسة آلاف جنيه. يتابع محمد: أنا راجل أرزقى على باب الله وعندى أطفال استأجرت هذا الكشك ب700 جنيه حتى أتمكن من الإنفاق على أسرتى حتى البضاعة الموجودة فى الكشك كلها بالتقسيط أجيب منين علشان أسددها بعدما استولى البلطجية على ما فى الكشك، والكشك بجوار قسم الحدائق وعلى الرغم من ذلك لم يخف البلطجية من الإقدام على هذا العمل الإجرامى، بعدها قمت بعمل محضر بما حدث لكن الضابط قال لى عوضك على الله، عوضى على الله فى الفلوس اللى راحت ولا فى الخوف الذى تملكنى من رفع السلاح أنا مش عاوز فلوس لكن عاوز أخد حقى من البلطجية اللى عملوا فيا كده. ويقول محمود غريب - سائق توك توك من فيصل -: أثناء عملى استقل معى شخصان وطلبا منى توصيلهما إلى نهاية الشارع وفى الطريق حاولا سرقتى والاستيلاء على التوك توك تحت تهديد السلاح لكننى قاومتهم، فقاموا بالتعدى على بآلات حادة وأصابونى بجروح متعددة بالوجه والرقبة والظهر وفرا هاربين دون سرقة التوك توك. كريم مصطفى - طالب بالجامعة - يقول: البلطجية يقطعون الطرق ويستولون على متعلقات وأموال المواطنين، للأسف الشديد ظاهرة البلطجة زادت بشكل يدعو إلى القلق، ماذا فعلت الشرطة حتى تحمينا من البلطجية إن قتل هؤلاء حلال وينبغى عدم محاكمة قاتليهم لأنهم وقتها يكونون فى حالة دفاع عن النفس. من جانبه يقول اللواء أحمد الفولى - الخبير الأمنى -: فى خضم التظاهرات الموجودة فى مصر قد يظن البعض من المسجلين خطر والنشالين ومعتادى الإجرام أن الأمن منشغل فى التظاهرات، ومن هنا يستغل البلطجى وقت التظاهرات ويستعيد نشاطه الإجرامى الذى يصل إلى ذروته، مؤكدًا أن هذا النشاط يهدأ عندما يجد البلطجى الشرطة متعافية، مشيرًا إلى أن البلطجية موجودون، ولن ينتهوا لكن مؤشر البلطجى الإجرامى يزيد أو ينخفض وكل ما قامت الشرطة بمجهودات أكبر كل ما المؤشر ينخفض، ويكاد يكون منعدمًا لكن إذا كانت الشرطة مريضة أو متهالكة يكون ذلك مرتعًا جيدًا لنشاط البلطجى فى غيبة الشرطة. ويؤكد الفولى أن البلطجى يدخل السجن لقضاء عقوبة معينة ثم يخرج ويعاود نشاطه الإجرامى مرة أخرى، حيث إن كل بلطجى له أسلوب إجرامى وبصمة معينة، والصبية الذين يلقون الحجارة وزجاجات المولوتوف على الأمن هم أطفال الشوارع وساكنى المناطق العشوائية فهم ليسوا ممنهجين أو منظمين لكنها هوجة و فوضى ويرجع السبب إلى تواجدهم فى كل مظاهرة إلى البطالة والتسريب من التعليم والفقر المدقع والغلاء الشديد بسبب التراكمات والحالة الاجتماعية الصعبة التى باتت قنبلة موقوتة تهدد أمن و استقرار مصر. وعن الحل للحد من النشاط الإجرامى للبلطجى شدد الفولى على ضرورة أن تتعافى الشرطة، وتقوم بأداء واجبها وتتفرغ له وتعود القوات لأماكنها، وإلى عملها وتقوم بتأمين الناس وتحد من النشاط الإجرامى للبلطجى، ومن ثم تستقر الأوضاع. وفى سياق متصل يقول نبيه الوحش - المحامى - إن البلطجية يجدون مناخًا مواتيًا فى الاعتصامات والاحتجاجات والمظاهرات، كما أن تقاعس الداخلية أدى إلى فتح شهية البلطجية للعودة مرة أخرى، وبعض القوى السياسية فى الداخل والخارج استخدمت هؤلاء البلطجية، مؤكدًا أن هناك مجموعات تتلقى التدريب فى لبنان وراءها بعض القوى السياسية مثل شفيق الذى وعد باستخدام أشخاص فى مصر لإشاعة الفوضى والقلق مثل مجموعات البلاك بلوك على حد تعبيره متسائلًا كيف كان الأمن الوطنى يعرف (دبة النملة) فى السابق، ولم يعرف إلى الآن تحركات البلاك بلوك ومن وراءهم ومن يمولهم؟.. يستطرد الوحش كلامه قائلًا: لم ألُمْ على هذه الجماعات فقط بقدر لومى على الجماعات و التيارات الإسلامية الذين قاموا بمحاصرة المحكمة الدستورية العليا ومحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى وفى نفس الوقت لا يصح أن يحاصر الناس قصر الاتحادية، فعندما أعلن الرئيس مرسى حالة الطوارئ وأصدر قرارات بحظر التجول فى مدن القناة لم تنفذ هذه القرارات حتى الآن على أرض الواقع، فالعبرة ليست بالقوانين ولا بالقرارات وإنما بتفعيلها وبتشديد العقوبة. يشير الوحش إلى أن عقوبة جريمة البلطجة والسطو المسلح تتراوح من 3 سنوات إلى 10 سنوات، مشددًا على ضرورة تغليظ العقوبة لتصل إلى الإعدام أو الأشغال الشاقة المؤبدة. وعن الحل للقضاء على العناصر الإجرامية والبلطجية يقول الوحش: يجب تفعيل القانون وبغلظة، وإظهار هيبة الدولة مرة أخرى على كل فئات الشعب وليس على فئة بعينها، مؤكدًا أن هناك جهات خارجية وداخلية تمول البلطجية لإضعاف الدولة وإسقاطها بطرق متعمدة وممنهجة ومدبرة.