عقدت لجنة أمن ولاية جنوب كردفان اجتماعا اليوم الإثنين، لوضع الترتيبات اللازمة لحماية الحدود مع دولة الجنوب، فيما شهدت المحليات الواقعة على الشريط الحدودي مع الجنوب تعزيزات مكثفة لضبط الحدود بعد نشر "الجيش الشعبي" التابع لدولة الجنوب حشودا عسكرية عليها. وقال معتمد محلية "أبوجبيهة" العقيد شرطة الفاضل محمد ونيس في تصريح صحفي اليوم الاثنين: "إن هناك خروقات علي الحدود خاصة في مناطق (الحمرة وكلجي وأبو نوارة) من مليشيات جنوبية بهدف خلق توترات بتلك المناطق وتنفيذ بعض الاختطافات ومهاجمة الرعاة وسرقة مواشيهم بجانب وضع غرامات على المواطنين، موضحا أن هذه القوات تأتي إلى الشريط الحدودي من ولاية (أعالي النيل) بدولة الجنوب. وأوضح ونيس أن حدود المحلية مع دولة الجنوب تبلغ 270 كيلو مترا، الأمر الذي يحتاج إلى تعزيزات إضافية من قبل الولاية والمركز، مضيفا أن لجنة أمن الولاية ستقوم بمعالجة كافة الخروقات التي يتضرر منها المواطنون على الشريط الحدودي. من جانبه، أكد معتمد محلية "كيلك" العميد بكري صالح الشريف - في تصريح مماثل - أن السلطات دفعت بتعزيزات إضافية إلى المناطق الحدودية وخاصة مناطق البترول بمنطقة "هجليج" بالإضافة إلى مناطق (اللالوبة وخرصان وأم جلحة والجوقانة) . وقال: "إن حكومة دولة الجنوب ظلت تقدم الدعم العسكري واللوجستي باستمرار لزعزعة الاستقرار بالمناطق الحدودية بولاية جنوب كردفان ، مؤكدا أن محليته على أهبة الاستعداد للزود عن أرض الوطن. وكانت قيادات ميدانية منشقة عن حركة تحرير السودان (جناح عبدالواحد نور)، كشفت عن حشود عسكرية للحركات المسلحة الدارفورية بمناطق (ربكونا وراجا) بولاية غرب بحر الغزال بجنوب السودان. كما أكدت مصادر مطلعة لصحيفة (آخر لحظة) الصادرة أمس الأحد بالخرطوم أن حكومة الجنوب أكملت عمليات تدريب مجندين تابعين لحركة (مني آركو مناوي) في معسكرات التدريب بمنطقة (طمبرة) وتم نقلهم إلى منطقة (راجا) ، ذلك بالإضافة إلى دعم حكومة الجنوب لحركة (العدل والمساواة) بكميات من العتاد العسكري والتموين بمنطقة (ربكونا) . من جانب آخر، أكدت الحكومة السودانية عدم تلقيها أي إخطار من الوساطة الأفريقية بشأن إجراء مفاوضات تمهيدية مع (قطاع الشمال بالحركة الشعبية) متمسكة بالحوار مع أبناء منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق باعتبارهم أصحاب قضية وطنية. وكشف مصدر حكومي رفيع لمركز السودان للخدمات الصحفية اليوم الإثنين عن تلقي أحد أعضاء وفد الحكومة المفاوض لرسالة من المتمرد مالك عقار نقلها (م.ف) القيادي بأحد أحزاب المعارضة والمقيم بنيروبي ، أبدى خلالها عقار الرغبة في إجراء اجتماعات تمهيدية مع الحكومة (لإزالة أي سوء فهم بين الجانبين فيما يتعلق بأهداف الحوار المشترك مما يمهد للدخول في تفاوض بين الجانبين) . وأكد المصدر إبلاغ عضو الوفد الحكومي للمتمرد عقار أن القطاع لا يعني الحكومة في شيء وهي لا تعترف به بعد أن أصبح جزءا من دولة أخرى (في إشارة إلى دولة جنوب السودان) . وأضاف المصدر أن السودان ينتظر قرارا من جوبا بإعفاء كافة قيادات (قطاع الشمال) من الجيش والخدمة المدنية أسوة بما قامت به حكومة السودان مع الجنوبيين . وأكد المصدر الحكومي عدم تلقيهم لأي إخطار من الوساطة بإجراء أي مفاوضات مع قطاع الشمال ، مبينا أن الحوار مع جميع المكونات السياسية والحزبية بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق مستمر كما أن عددا كبيرا من حاملي السلاح عادوا إلى البلاد استجابة لنداء السلام .