منظمة "فيمن" الأوكرانية المشبوهة تدعو شباب مصر لثقافة "العرى" صفوت بركات: هذه الأفكار نبت الليبرالية ومن ينادى بها خارج الطبيعة البشرية نبيه الوحش: لا يجوز الترخيص لمثل هذه المنظمات الهادفة لزعزعة استقرار الوطن محمد نجيب: المنظمات التى تعتمد على الأفكار الشاذة يهودية المنشأ صلاح هاشم: تهدف هذه المنظمات إلى أمركة الفكر المصرى مختار غباشي: الشارع المصرى سيلفظ من ينادى بهذه الدعوات انتشرت فى الفترة الأخيرة بعض العادات الغريبة على المجتمع المصرى، ومفاهيم لا تمت بأية صلة بأخلاقيات المصريين، هدفها نشر الرذيلة والفوضى فى المجتمع المصرى. ومن ضمن الأمثلة على ذلك إعلان حركة "فيمن" الأوكرانية، والتى تضم الناشطة المصرية علياء المهدى، التى تتخذ من التعرى الأسلوب الوحيد لها فى الاعتراض والاحتجاجات عن نيتها إنشاء فرع جديد لها فى مصر تقوده علياء المهدى؛ مطالبة كل المصريات للتضامن معها للدفاع عن اضطهاد المرأة فى البلدان الإسلامية . وكانت علياء المهدى خلال أيام الاستفتاء على الدستور المصرى، قد أعلنت اعتراضها على الدستور أمام السفارة المصرية فى العاصمة السويدية "ستوكهولم" وهى عارية تمامًا، مع مجموعة من نساء منظمة "فيمن"؛ احتجاجًا منهم على مشروع الدستور، وقامت بكتابة شعارات على جسدها قبل الانتقال إلى السفارة فتقوم بخلع ملابسها مع وضع علبة سوداء كتب عليها "قرآن" على (عورتها)، فى حين قامت أخريات بوضع علب كتب عليها "توراة" وإنجيل." وقتها تقدم عدد من الحقوقيين ببلاغات ضد الناشطة المصرية علياء المهدى بتهمة الإساءة وتشويه سمعة مصر وازدراء الأديان، مطالبين بإسقاط جنسيتها المصرية. وآخر ما فعلته المهدى أنها قالت فى تدوينة لها عبر موقع التواصل الاجتماعى للرسائل القصيرة "تويتر": أفتخر بأننى من المشاركين فى "البلاك بلوك"، تحية وكرامة لكل إنسان يطالب بالحرية حتى لو كان الثمن حياته. وطالبت المدونة التى نشرت صورًا عارية لها على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" العام الماضى، باحتلال قصر الاتحادية وقتل الرئيس محمد مرسى وكل الإخوان والسلفيين. وفى إطار ذلك تستعرض "المصريون" المخاطر العظيمة التى تنتج من إنشاء منظمة "فيمن"، ومثل هذه المنظمات اللاأخلاقية فروعًا لها فى مصر. فى البداية يؤكد الشيخ صفوت بركات - الباحث فى الشريعة الإسلامية - أن هذه الدعوة هى مصيبة من المصائب، ولابد من مواجهتها على كافة المستويات والأصعدة، وأولها الفكرى والثقافى بما يمكن . وأضاف أن الأرض الرخوة ثقافيًا فى أى مجتمع تصبح أرضًا خصبة وصالحة لنبته من نوعية هذا الفكر الشيطانى، مؤكدًا أن المواجهة الأمنية لمثل هذه المبادرات والمنظمات لا تكفى لأن مغبة تسلل تلك الأفكار أخطر وأسهل من تغلغل الجيوش، وللأسف نحن نعانى علة مزمنة فى بنية الأسرة المصرية، بسبب عوامل متعددة ومنها الدينى والاقتصادى والإعلامى، وفى ظل سياقات عالمية من ثورة الاتصالات وسهولتها ونقلها للأفكار فى أقل من الثانية، فمن الضرورى عمل خلية علمية للنظر فى هذا وطرح كافة السبل لمواجهة تلك البلوى وغيرها، مضيفًا أنه حذر سنة 1994 يوم تدشين معاهدة التجارة العالمية، ووضح فى مقدمتها حرية انتقال الأفكار والسلع والخدمات، ووضع الأفكار كمقدمة من كوارث ستصيب المجتمعات وتغير القيم والأعراف وتستبدلها وبرعاية تشريعات أممية وتنتقص من السيادة القطرية للدول، وهم يعملون على كافة المستويات، وما لم تكن هناك خطط للمواجهة وعلى كل الأصعدة فنحن سنعانى كثيرًا. وأكد بركات أنه لا أحد يستطيع مقاومة هذا فى سياق ثورة الاتصالات والعولمة بالمنع القصرى فقط، ولكن بعمل المناعة، والمناعة لها عدة مستويات وتبدأ بالعقيدة والآثار المترتبة على هذا صحيًا وتثقيف الأباء والأمهات، وأن المناهج التعليمية والندوات والتعليم وكل الطاقة تبذل لصناعة المناعة لأننا إذا اقتصرنا على المواجهة الشرطية والأمنية والحظر فقط، سننتج كوارث ولكن بحزمة مستويات للمناعة بداية من الكلمة إلى المستوى التشريعى والتضيق وتبغيض الفعل للمجتمع. وعن الذين يقولون بأن هذه الأفعال هى حريات شخصية يقول الباحث الإسلامى، هؤلاء خارج سياق البشرية وانتكست فطرتهم، وأصبح لدينا جنس قال النبى - عليه الصلاة والسلام -: "بين يدى الساعة مسخ وخسف"، وهؤلاء مسخت فطرهم وهل ما افصحت عنه النتائج البحثية والعلمية عن أمراض وأوبئة لا علاج لها حتى اليوم، متسائلًا أليس بكاف لردعهم؟! وأضاف إن احترام الخصوصية وسيسولوجى المجتمعات والتقاليد والأعراف هو الضمان الوحيد لاستقرار المجتمعات، وللأسف هذه الأفكار نبت الليبرالية، والتى فحوهها ونوتها تعظيم الربحية، ومن أدواتها تحطيم المقدس أى مقدس وأى عرف وأى تقليد ليس لنبل ما يدعون إليه ولكن لصناعة بؤر صراع تنتج عنها حروب، ولا أعنى حروب بالمدافع ولكنها حروب إعلامية وثقافية وتؤجج الصراعات لتبيع على هامشها الإعلانات والدعاية لمنتجات أخرى وتلاعب بالمرأة وجعلها سلعة يتاجر بها عبر صناعة قناعات ضد فطرتها وغالبًا ما يندمون ولكن بعد فوات الآوان. وفرق بركات بين الحرية والمباح فليس كل مباح مسموح به، وأضاف أن ولى الأمر من الممكن أن يحظر المباح شرعًا. أما من الناحية القانونية، فأكد نبيه الوحش - المحامى المعروف - أن مثل هذه المنظمات لا يجوز الترخيص لها فى مصر تحت أى مسمى من المسميات، وتحت أى وضع من الأوضاع، لأن مثل هذه المنظمات تدعو إلى الرذيلة وانتشار الفوضى فى البلاد، وأن الدستور الجديد يحظر مثل هذه المنظمات المدنية، وذلك لأنها مخالفة للشرع ومخالفة للمادة الثانية من الدستور وللمادة 219 المفسرة للمادة 2 من الدستور؛ إضافة إلى العادات والتقاليد والأعراف والنظام العام المصرى، لأنها تعمل على زعزعة الأمن المصرى واستقرار الدولة. وقال: إنه بصدد رفع دعوى لوزير الشئون الاجتماعية لمنع مثل هذه المنظمات من أخذ تصاريح لها، لأنها تنتقص من الهوية وانقضاض على الهوية الإسلامية المصرية كما أنها مخالفة للنظام والعادات والتقاليد، والتى تحض على الفضيلة والتمسك الاجتماعى لكل شرائح المجتمع. ومن الناحية النفسية يرى الدكتور محمد محمود نجيب - أستاذ علم النفس السياسى جامعة حلوان - أنه مهما كانت الحكومات سيئة ومهما كانت الخلافات قائمة فى مصر إلا أن المصريين لن يتركوا بأى حال من الأحوال دخول مثل هذه المنظمات القاهرة. واستبعد نجيب أن يوافق الشارع المصرى الذى ثار على نظام فاسد لمدة ثلاثين عامًا، وجعله يترك الحكم والذى دائمًا يطالب بحقوق الإنسان أن يتقبل دخول مثل هذه المنظمات القاهرة، مؤكدًا أن الشارع المصرى لا يرضى بأى حال من الأحوال الأمور غير الطبيعية حتى لو انقسم الشارع إلى أحزاب وتكتلات. وأضاف أستاذ علم النفس، أن جميع المنظمات التى لها دعاية بشكل شاذ هى منظمات يهودية تقوم على فكرة الدعارة الفكرية هدفها الأساسى نشر الرذائل فى الدول بهدف هدم الدول، لكنى غير قلق من هذه المنظمات فى مصر، لأن مصر بلد الأزهر والدين لا يمكن أن تتقبل بظهور مثل هذه المنظمات بداخلها، إضافة إلى أن المصريين متدينون بالفطرة. واختتم الدكتور نجيب كلامه بأنه لو افترضنا جدلًا دخول مثل هذه المنظمات مصر سيقوم المصريون بحرقهم ،لأن طبيعة المصرى رافضة بأية عادات شاذة ومخزية للعرف والتقاليد. وعن خطورة مثل هذه الدعاوى على المجتمع المصرى من الناحية الاجتماعية قال الدكتور صلاح هاشم - رئيس الشبكة المصرية للحماية الاجتماعية - إن المجتمع المصرى يتميز بخصوصية تاريخية تميزه عن كافة الشعوب الإنسانية، من حيث التأصيل الأخلاقى للسلوك الإنسانى، حتى فى مرحلة ما قبل الأديان السماوية، ومن عصر الفراعنة كانت مصر تحتكم إلى المبادئ الأخلاقية فى التعامل مع الآخر، وفى التفكير مع النفس وكانت هذه المبادئ بمثابة نظام يحكم السلوك الإنسانى فى المجتمع المصرى، ومن ثم فإن دخول المؤسسات والمنظمات الداعية إلى التحرر الأخلاقى فى التعبيرعن الرأى سوف يقابل بالرفض بشدة، لأنه من المحرمات الاجتماعية، كما هى من المحرمات الدينية. وأضاف هاشم أنه من المتوقع أن يقبل بعض المنحرفين لهذه الدعاوى، ولكن ستلقى رفضًا تامًا من باقى جموع الشعب من مختلف الأطياف الفكرية والعقائدية، لأن المصريين لا يرتضوا بالأفكار الشاذة. وأكد رئيس الشبكة المصرية للحماية الاجتماعية، أن الدعاوى للتحرر من الأخلاق ليست هى الدعوة الوحيدة، ولن تكون الأخيرة، معتبرًا أن مثل هذه الدعاوى فى ظل السماء المفتوحة والإعلام المفتوح تمزق ثقافة الإنسان المصرى، إلا أنها لن تؤثر التأثير المطلوب فى سلوك الإنسان المصرى، فمازال المصرى متمسك بالعادات والتقاليد والأعراف. واعتبر أن مثل هذه الأفكار هى بداية لإحلال الثقافة الأمريكية فى المجتمع العربى محل الثقافات العربية والإسلامية، من خلال الإتيان بمفاهيم حقوقية جديدة تؤمن بها بعض الشباب، محاولة منهم فى التأثير والغزو الثقافى فى المجتمعات العربية والإسلامية. وفى النهاية يقول الدكتور مختار غباشى - نائب رئيس المركز العربى للدراسات الاستراتيجة والسياسية - إنه لا مانع من ظهور منظمات جديدة فى المجتمع المصرى خصوصًا بعد الحريات التى وجدتها الثورة المصرية، والانفتاح على العالم، مؤكدًا على وجود ضوابط وأساسيات تحكم صدور أية منظمة من المنظمات الجديدة، وهذه الضوابط يشرعها المصريون، ومن يخالف مثل هذه القواعد يجب مساءلته قانونيًا. وأضاف غباشى أن الشارع المصرى سيلفظ مثل هذه الدعوات، لأن المصريين بفطرتهم يميلون إلى التدين وإلى الإسلام.