تواصلت الاشتباكات بين قوات الأمن المركزى وبين متظاهرى ميدان التحرير لليوم الخامس على التوالى فى محيط كورنيش النيل، واشتدت الاشتباكات صباح اليوم بعد قيام المتظاهرين بمحاولة هدم الجدار الخرسانى المتواجد بشارع قصر العينى أمام مجلس الشورى، حيث قاموا بإحضار ونش يدوى وجنازير تمهيدًا لفتح الشارع أمام الحركة والتعامل مع الأمن، وقال بعض الأفراد إنهم أتوا من قصر الاتحادية لهدم الجدار بعد أن تمت إصابة عدد كبير منهم بطلقات خرطوش من قبل قوات الأمن، ما تسبب فى وفاة اثنين المتظاهرين، وفى الوقت نفسه قام المتظاهرون بعمل سلال بشرية أمام الجامعة الأمريكية لعدم تجاوز الجدار حتى لا يصيبهم أى أذى من قوات الأمن عقب الانتهاء من هدم الجدار، وهو الأمر الذى قابلته قوات الأمن بإطلاق وابل من القنابل المسيلة للدموع وطلقات الصوت فى الهواء لمحاولة تفريقهم وإبعادهم عن هدم الجدار، ورد المتظاهرون بإلقاء زجاجات المولوتوف والحجارة، ودفعت قوات الأمن بتعزيزات من الأمن المركزى والقوات الخاصة بحماية المنشآت فى محيط مجلسى الوزراء والشورى تحسبًا من الهجوم على المجلس، كما تواجد عدد كبير من قيادات وزارة الداخلية وعشرات سيارات الأمن المركزى والإطفاء بشارع قصر العينى بعد تزايد حدة الاشتباكات ووقوع عشرات الإصابات من الجانبين والتى كانت معظمها بين المتظاهرين باختناقات وجروح نتيجة الغاز والتراشق بالحجارة. وفى ميدان سيمون بوليفار اشتدت المواجهات بين الأمن والمتظاهرين الذين معظمهم من الصبية بعد الهدنة التى تم عقدها من جانب المتظاهرين واستجاب لها الأمن، ولكن قام المتظاهرون بخرقها ورشق قوات الأمن بالحجارة، وهو الأمر الذى دفعهم إلى مهاجمة المتظاهرين بسيارتين للعمليات الخاصة بشارع عمر مكرم وإطلاق قنابل الغاز التى وصلت إلى قلب ميدان التحرير لمحاولة تفريقهم. وقال عرفة المصرى، أحد المعتصمين بالتحرير، إن متظاهرين قد لقيا حتفهما فى الساعات الأولى من صباح اليوم وتم نقل أحدهما إلى مستشفى أحمد ماهر بعد أن عجز المستشفى الميدانى المتواجد بكنيسة قصر الدبارة عن إسعافه بعد إصابته بطلق خرطوش، كما تم نقل الآخر إلى مشرحة زينهم. ومن جانبه، أكد د.محمد سلطان، رئيس هيئة الإسعاف المصرية، وفاة 2 من المتظاهرين بالاشتباكات الدائرة على كوبرى قصر النيل، وذلك بعد إصابتهم بطلقات نارية خرطوش. وأوضح أنه تم نقل جثة أحدهم إلى مشرحة زينهم، فى حين توفى الثانى أثناء محاولة إسعافه داخل مستشفى أحمد ماهر. فيما قامت قوات الأمن والجيش بغلق جميع الشوارع الجانبية المؤدية إلى السفارة الأمريكية من ناحية كورنيش النيل بالجدار الخرسانى بعد المحاولات المستميتة من جانب المتظاهرين لاقتحامها والوصول إلى مجلس الوزراء. وفى الوقت نفسه، توقفت الاشتباكات بين الأمن والمتظاهرين على طريق الكورنيش وكوبرى قصر النيل بعد أن تحولت إلى ميدان سيمون بوليفار بجاردن سيتى، وشهد الكورنيش حالة من السيولة المرورية فى الجانبين بعد تنظيفه ورفع مخلفات الاشتباكات، فيما تمركزت قوات الأمن بكثافة أمام فندق سميراميس لتأمينه ضد محاولات اقتحامه أو تخريبه.