التيار الليبرالى والقوى المسماه زورًا وبهتانًا ب"المدنية"، أطلقت باقتدار عددًا من الميليشيات المسلحة، تحت زعم استكمال مطالب الثورة التى لم تستكمل طالما "حمدين بيه" لم يأت رئيسًا، ولم يتم اختيار "البوب" رئيسًا للحكومة. ميليشيات التيار الليبرالى تضم "بلاك بلوك"، و"الحرس الثورى المصرى"، و"الألتراس"، وجيشًا من البلطجية يتحرك لمن يدفع أكثر، وهى ميليشيات تحظى بغطاء سياسى وإعلامى كبير، وصل إلى حد الإشادة بإنجازاتها. جبهة الإنقاذ الوطنى، وصفت فى بياناتها خلع قضبان السكة الحديد فى ثلاث محافظات ووقف القطارات المتجهة من القاهرة إلى أسوان بأنه من إنجازات الاحتفال بذكرى الثورة، وقناة "التحرير" الليبرالية استضافت على الهواء مباشرة اثنين من ميليشيات "البلاك بلوك"، وهما ملثمين، فى اعتراف إعلامى بإنجازات البلطجية، وربما التمهيد للدعوة لتكريمهم، ومنحهم وسام النيل، تقديرًا لجهودهم فى محاولة إسقاط الرئيس محمد مرسى. آدمن "آسفين يا ريس" مجدى الجلاد - رئيس تحرير صحيفة الوطن - الذى نجح فى توريط الإخوان فى قضية "ميليشيات الأزهر" حينما كان رئيسًا لتحرير "المصرى اليوم"، غض الطرف ومعه كتيبة "مارينز التوك شو" عن ميلشيات القوى الليبرالية المؤيدة لجبهة الإنقاذ، والمساندة ل"واحد خمنا"، ول"ملك التويتات". دون شك، تفوق الليبراليون على الإسلاميين فى امتلاك ميلشيات مجهزة ومسلحة، ومدربة بشكل عال، الأمر الذى يفتح باب التساؤلات حول جهات التمويل، ومصادر التسليح، ومواقع التدريب، والقيادات التنظيمية التى تستلهم تجارب غربية متطرفة لتطبيقها فى الشارع المصرى، بدعوى استمرار المد الثورى، تحت أقنعة سوداء فى مشهد مثير من أفلام الأكشن والرعب الأمريكية. شاهدت أمس عناصر "بلاك بلوك" يسيطرون على محطة مترو السادات، وسط حالة من الذعر بين الركاب، وخشية من الاقتراب منهم، وسط غياب تام للدولة ممثلة فى إدارة المترو، وشرطة النقل والمواصلات، ما يؤكد أن الدولة ضعيفة، وأن مرسى يحكم بأيد مرتعشة، وأن أجهزة أمنية لا تساند الرئيس، وترفض التدخل لوقف حالات الشغب والعنف. ماذا يفعل جهاز الأمن الوطنى؟ وأين قدراته الخارقة فى اختراق التنظيمات الإرهابية؟ وأين تقاريره وقدراته الفذة التى كانت تقمع الإسلاميين على مدار عقود؟ وأين جهاز المخابرات؟ وهل يعلم مصادر تمويل وتوجيه هذه الميليشيات؟ وهل لدينا قوات خاصة للسيطرة على مثل هذه المواقف؟ أم يتم دومًا تقديم جنود الأمن المركزى المطحونين فقرًا وجهلًا لدفع الثمن؟ المؤسف أن كتاب التيار الليبرالى، ومنظريه، يبررون ظهور هذه الميليشيات، بأنها جاءت للرد على ما وصفوه بالاستعراضات العسكرية لحركة "حازمون" أمام مدينة الإنتاج الإعلامى فى تغييب كامل للحقيقة، وتجاهل أن "حازمون" لم تخرب ولم تقطع طريقًا، ولم تهاجم محطة مترو، فقد نظمت اعتصامًا أمام المدينة، أدت خلاله تدريبات لياقة بدنية لتسلية المعتصمين فى ليل الشتاء البارد، لكن المنظرين أدمنوا الكذب والتضليل، ونجحوا سابقًا فى صناعة أكذوبة "ميلشيات الأزهر"، ثم أكذوبة تورط الإخوان فى موقعة الجمل، ثم أكذوبة قتل الإخوان لشهداء الاتحادية، والآن تتم صناعة أكذوبة جديدة اسمها ميلشيات حازمون، وأن "بلاك بلوك" حركة رومانسية تنشر الحب والأمل فى ربوع مصر. اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يتم تصديقك.. هكذا يحيا الليبراليون وميليشياتهم.