الحرية والعدالة: سعداء بالنقد البنَّاء أكد حزب النور أنه لن يقبل بفرض أى من الأحزاب، حتى لو كان حزب الأغلبية، رأيه على الجميع، مشيرًا إلى أنه يستعد لحجز مقعده فى صفوف المعارضة البناءة، بينما رحب فى المقابل حزب الحرية والعدالة بموقف الشقيق الإسلامى، مؤكدًا أنه لن يسعى لسياسة تكميم الأفواه أو فرض رأى الأغلبية. جاء ذلك على خلفية الأزمة التى نشبت اليومين الماضيين بين حزب الأغلبية "الحرية والعدالة" وحزب النور وبعض الأحزاب الأخرى. وقال عبد الله بدران، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب النور بمجلس الشورى، إنهم داخل المجلس لن يقبلوا بفرض حزب لرأيه علينا داخل المجلس، معتبرًا أن حزب الحرية والعدالة لا يريد أن يستمع لغيره داخل المجلس، وهو ما ينذر بأن القادم سيكون "أسوأ" فى علاقة حزب الأغلبية بحزب النور وأحزاب المعارضة. وعن فكرة احتلال حزب النور مقعد المعارضة للنظام الحالى قال بدران ل"المصريون": "من الطبيعى أن يمارس أى حزب غير حزب الأغلبية دور المعارضة حتى لا ينفرد حزب الأغلبية بكل القرارات". وشدد بدران على أن معارضة حزب النور للحرية والعدالة هى من الممارسات الديمقراطية ودليل على وصول البلد لمرحلة متقدمة، وليس محاربة الحزبين بعضهما البعض، مشيرًا إلى أن طبيعة العمل السياسى تقتضى اختلاف وجهات النظر والتناقش من أجل الوصول لأرضية مشتركة بين الجميع. وكان بدران قد كشف فى بيان له عن أنهم انسحبوا من الجلسة العامة بمجلس الشورى مساء الخميس اعتراضًا على رفض أعضاء حزب الحرية والعدالة مناقشة المقترحات حول قانون الانتخابات، مما دفع حزب النور ومن يتفق معهم على الانسحاب من القاعة، وقام الدكتور أحمد فهمى رئيس المجلس برفع الجلسة لمدة عشر دقائق لاحتواء الأزمة. وأوضح عبد الله بدران أن أعضاء حزب النور أرادوا طرح جميع المقترحات حتى تكون هناك مناقشة جادة حول القانون من أجل تحقيق المصلحة العامة وحتى يخرج قانون يكون معبرًا عن إرادة الشعب المصرى الذى تعلو مصلحته فوق أى انتماءات حزبية. وشدد على ضرورة رفع مصلحة الشعب والوطن فوق أى اعتبارات حزبية وإتاحة الفرصة لمناقشة القوانين سواء قانون الانتخابات أو غيره من القوانين، حتى يتم استيعاب جميع الآراء وإعطاء الوقت لخروج قانون جيد. فيما نفى جلال مُرة، أمين عام حزب النور، وجود أى ضغينة بينه وبين حزب الحرية والعدالة، مشيرًا فى الوقت ذاته إلى أنه يمارس دوره السياسى الوطنى فى طرح رؤيته والدفاع عنها إلى آخر لحظة. وعن وقوف حزب النور بجوار الحرية والعدالة الفترة الأخيرة باستمرار، قال مُرة إننا نقف بجوار الشرعية أيًا كانت، والحرب الأخيرة لم تكن على الإخوان ولا الرئيس مرسى لكنها كانت على الإسلاميين ككل والمشروع الإسلامى عامة". من جهته، أعرب الدكتور جمال حشمت، عضو الهيئة البرلمانية للحرية والعدالة بمجلس الشورى، عن سعادته بمعارضة حزب النور، لأنها تعبر عن المعارضة البناءة فى الدفاع عن وجهة النظر وشرحها وإيصالها بموضوعية وحياد على خلاف المعارضة الهدامة للقنوات الفضائية والمعارضة الرافضة للجلوس والحوار. وأكد حشمت أن حزب الحرية والعدالة لن يكون أداة لتكميم الأفواه أو يستخدم الأغلبية لتمرير ما يراه، كما كان يفعل الحزب المنحل، ولكنه سيسمع من الجميع، وما يتفق عليه أغلبية المجلس سيتم إقراره، مطالبًا الأقلية "المغرضة"، حسب وصفه باحترام قواعد الديمقراطية. من جهته، اعتبر الدكتور عبد الخبير عطا، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط، أن مشاهد الحالة السياسية الموجودة الآن دليل على أن مصر تعيش أزهى عصور الديمقراطية، مشيرًا إلى أن المعارضة فى مصر الآن نوعان، الأول يلتزم بالمفهوم الديمقراطى والمعارضة البناءة، والآخر يعتمد أسلوب إفشال الحاكم، وشتان بين الاثنين. وأشار إلى أن حزب النور يعتلى مقعد المعارض البناء للنظام الحاكم، بل هو نموذج للمعارضة البناءة، وهو ما سيجعل له ثقلاً وأثراً فى الحياة السياسية، لأن العمل السياسى لا يعرف الصوت العالى فقط، وإنما طاولة المناقشات والحوار هى دائمًا ما تأتى بنتائج إيجابية. وأكد عطا أن علاقة حزب النور بحزب الحرية والعدالة، بناءً على قراءة المشهد الفترة الأخيرة، تتجسد بشكل ديمقراطي، بخلاف ما لو كان الحزب الثانى فى مصر مثلا حزباً ليبرالياً أو علمانياً، حيث كان سيتحول الصراع، فى هذه الحالة، إلى حرب "تصفية".