كشفت مصادر مطلعة ل"المصريون" أن الرئيس مبارك سيدشن خلال أيام معركته الانتخابية للفوز بولاية رئاسية خامسة، عبر حملة إعلامية ضخمة تتضمن ملحقا خاصا تصدره جريدة الأهرام لمدة 30 يوماً، بعنوان "شخصيات حول الرئيس" يتحدث فيها سياسيون ومفكرون عملوا مع مبارك وبالقرب منه، وستشمل القائمة أيضا شخصيات عربية ودولية. وقالت المصادر إن هذه الحملة التي سيشرف عليها نائب رئيس تحرير الأهرام عزت السعدني تمت بالتنسيق الكامل بين المؤسسة ورئاسة الجمهورية ومجموعة من كبار أعضاء لجنة السياسات، وقد تم تخصيص ميزانية مفتوحة لها، من أجل تحسين صورة النظام وتسويقه في ظل الحملات الصحفية الشديدة التي شنتها عليه أحزاب المعارضة وصحفها. وشددت المصادر على أن الأهرام استطاعت انتزاع هذه الحملة في أخر لحظة رغم المعارضة الشديدة لجمال مبارك الذي أتهم الصحف القومية عموما والأهرام خصوصاً بالعجز في مواجهة الانتقادات الشديدة التي وجهتها صحف المعارضة للنظام، لكن إبراهيم نافع استطاع إقناع القيادة السياسية بأن تكليف أي جهة مصرية خاصة أو مراكز إعلامية عالمية خاصة سيضر بمصداقية الحملة والأهرام على حد سواء. وكشفت المصادر أن سر معارضة جمال مبارك لإسناد الحملة للأهرام يرجع لرغبته في إعطاء الحملة شكلا جديدا بعيدا عن الأساليب العتيقة التي يستخدمها الأهرام، والتي باتت لا تصلح في ظل الطفرة الكبيرة التي شهدتها وسائل الإعلام في المنطقة، وفشلت أجهزة الإعلام المملوكة للدولة، سواء الصحف أو الإذاعة والتليفزيون، في اللحاق بها. كما أن جمال مبارك يتحفظ على مشاركة القيادات الحالية للأهرام في حملة الدعاية للرئيس، باعتبار أنهم يدينون بالولاء للحرس القديم داخل الحزب الوطني، الذي يسعى جمال لإطاحته. وفي هذا السياق، نسبت المصادر لمبارك الابن اعتراضه الشديد على أسلوب لافتات التأييد والمبايعة التي تملأ شوارع القاهرة منذ أكثر من شهرين، وقد تم ذلك بإيحاء من قيادات الحرس القديم بالحزب الوطني، وذلك حسبما جرت عليه العادة في الدعاية للرئيس مبارك خلال حملاته السابقة. وأكدت المصادر استمرار نجل الرئيس في مساعيه لإعطاء طابع غير تقليدي للحملة الانتخابية للرئيس، رغم الفشل الذريع الذي منيت به سلسلة الحلقات التليفزيونية " كلمة للتاريخ "، التي قدمها عماد الدين أديب، وظهر فيها الرئيس مبارك لنحو سبع ساعات على مدار ثلاثة أيام، لكن يبدو أن هذه الانتقادات لم تفلح في لجم مساعي مبارك الابن الذي استطاع في الفترة الأخيرة توجيه ضربة للحرس القديم بتعيين عبد اللطيف المناوي رئيسا لقطاع الأخبار بالتليفزيون برغم المعارضة الشديدة لذلك وهو ما يدشن مرحلة جديدة لسيطرة جمال على الجهاز الإعلامي المصري وهي المهمة التي سيسهلها وجود أنس الفقي على رأس وزارة الإعلام. جدير بالذكر أن المخرج شريف صبري قد تم تكليفه بالتخطيط لحملة إعلامية للرئيس مبارك بعد الفشل الذريع الذي مني به الثنائي عماد الدين أديب وشريف عرفة خلال سلسلة " كلمة للتاريخ ".