أطالب بالإفراج الفوري عن المناضل عصام العريان القيادي الإخواني البارز هو وكل المعتقلين المتبقين من الجماعة ، وأطالب في نفس الوقت بالإفراج عن معتقلي حركة كفاية ، كما أطالب بالإفراج عن المناضل عبود الزمر وطارق الزمر وصالح جاهين وعباس شنن وكل الذين أنهوا أحكامهم في قضية اغتيال السادات وقضية الجهاد الكبري ، كما أطالب بالإفراج عن جميع المعتقلين الذين لم يقدموا إلي أي محكمة حتي الآن ويتكرر اعتقالهم بشكل دوري دون أن يغادروا السجون . وأذكر أن بعض المعتقلين ممن اشتركوا في عملية قتل السادات اعتقلوا عام 1981م وكان بعضهم لا يزال أولادهم في أرحام أمهاتهم لم يخرجوا للحياة ، وهم الآن كبروا وأصبحوا رجالا وتخرجوا من الجامعات البنين والبنات ولم ينعموا بلحظة القرب من آبائهم بدون الأمن والعسس والمتلصصين وصوت الحارس الأجش الذي يقول الزيارة انتهت ، فأي ظلم أو عدوان يمكن للمرء تخيله أكثر من هذا ، والله إن الله سيسأل مبارك ووزراءه ومدراءه عن هذا الظلم ودعوة المظلوم غالبة . لكن مايحزن المرء هو تعامل النخب المصرية مع قضية حقوق الإنسان وكأن فيها خيار وفاقوس ، فهم يقولون إن من شاركوا في عملية اغتيال السادات ليسوا سجناء للرأي ، فهل سجناء مخدرات أو دعارة ؟ هم سجناء رأي بامتياز لأنهم خرجوا لهذه العملية وهم يريدون تحرير البلد من ورطة التطبيع والانفتاح الأرعن وهدم القيم والتقاليد والأعراف المصرية ومن قبل كل ذلك الانتصار للعلماء الذين شتمهم السادات وللرموز الإسلامية التي أهانها مثل النقاب ، فهم سياسيون وهم سجناء رأي ، وأذكر أنهم كانوا موضع احترام كل القوي السياسية المصرية عقب العملية وكتب عنهم هيكل باحترام وغيره وهو نفسه قال إن شرعية نظام السادات حسمت مع عملية اغتياله علي يد خالد ورفاقه . وأذكر أن الزميل محمد عبد القدوس وهو مقرر لجنة الحريات وناشط يشكر له نشاطه في حركة كفاية وغيرها ولكن لجنة سجناء الرأي التي يرأسها وكنت عضوا فيها جعلها – أي اللجنة تدافع حصرا عن معتقلي الإخوان وكنت كلما أتيت له باسم من المعتقلين من التيارات الأخري لينشره في نشرة اللجنة رفض نشره أو ناكفني وهو ماجعلني أغادر اللجنة غير آسف عليها . لجنة سجناء الرأي عليها أن تدافع عن كل السجناء السياسيين حتي أولئك الذين أختلف مع منهجهم . ولاحظت كل الحركة الإخوانية وهي محمودة في الشارع مطالبة بحقها في الشرعية وأنا معها في ذلك ، الحرية لها ولكل القوي ، لكن لا حظت أن جميع التصريحات التي يطلقها الإخوان بدءا من المرشد العام لكافة المستويات الأخري لم تأت علي سيرة المطالبة بالإفراج عن أي أحد معتقل من أي فصيل آخر ، صحيح الإخوان تنظيم كبير وله حضوره غير المنكور والذي يجعله أحيانا يكتفي بنفسه ويضن بها علي الآخرين ، لكن النضال من أجل الحرية للوطن هو قيمة للجميع ، كنت أود أن يطالب الإخوان بالإفراج عن كل القوي الأخري بما في ذلك المعتقلين الإسلاميين من غير فصيلهم . وحين اعتصم الأخوات من أسر معتقلي وادي النظرون تهرب منهم أعضاء النقابة ومقرر لجنة الحريات ولم يقدموا أي خدمة لهم ، وحاولت الاتصال بالزميل محمد عبد القدوس بدو فائدة ، علي القوي السياسية في مصر أن ترتفع لمستوي لحظة التحول الراهنة وتكف عن الانتهازية السياسية وتجعل القيمة والمبدأ هو الحاكم لحركتها . ولذا أطالب بالحرية للجميع ، لعصام العريان ولعبود الزمر وطارق الزمر ولكل من أنهي أحكامه في قضية الجهاد واغتيال السادات وكل المعتقلين من المحامين والصحافيين والأطباء والمهندسين والفلاحين والعمال فهم روح مصر وحياتها النابضة ولن يتحرر الوطن إلا حين يصبح الإيمان بالحرية كقيمة للجميع بدون أن يكون هناك خيار وفاقوس .