السيسي يضع إكليل زهور على قبري السادات وناصر بمناسبة الذكرى ال51 لنصر أكتوبر    «حماية المنافسة» يبحث التعاون مع المفوضية الأوروبية لمكافحة الممارسات الاحتكارية    المحكمة الدستورية العليا تقضي بعدم دستورية فرض المحافظ ضرائب محلية    الإطفاء الإسرائيلية: منحدرات صفد تحترق بفعل الصواريخ اللبنانية، ونكافح لإنقاذ البلدات المجاورة    ضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 19 مليون جنيه خلال 24 ساعة    العثور على كنز من مجوهرات فضية وعملات معدنية عربية بكمية كبيرة في روسيا    محافظ الدقهلية: انتصار أكتوبر سيظل علامة مضيئة في التاريخ    خبير تربوي عن اليوم العالمي للمعلم: الجندي الحقيقي في ميدان التعليم    لليوم الخامس .. التموين تواصل صرف مقررات أكتوبر بالأسعار الجديدة    تدشين مشروع رأس الحكمة انطلاقة قوية للاقتصاد المصري    تخفيضات 10%.. بشرى سارة من التموين بشأن أسعار السلع بمناسبة ذكرى أكتوبر    وزير البترول يناقش مع رئيس شركة توتال توسع أنشطتها الاستكشافية بمصر    محافظ أسيوط يتفقد مزرعتي بني مر وأبنوب الحمام لمتابعة سير العمل    170 ألف طلب، رئيس الوزراء يتابع حصاد جهود منظومة الشكاوى الحكومية خلال سبتمبر    جيش الاحتلال ينذر أهالي مخيمي البريج والنصيرات بإخلاء منازلهم تمهيدا لعملية عسكرية    الولايات المتحدة تضرب 15 هدفًا للحوثيين في اليمن    3 مستشفيات تخرج عن الخدمة في جنوب لبنان بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل    الصين تجلي أكثر من 200 من رعاياها من لبنان    وكيل قندوسي يدافع عنه: "لم يهاجم الأهلي ولماذا اسم هذان على شكوى ضده؟"    كلاتنبرج: لم يُطلب مني محاباة الأهلي والزمالك تحكيميا .. وحدوث هذا الأمر كارثي    بروزوفيتش ينتظر الظهور الأول مع بيولي في النصر    أشرف صبحي ومحافظ الغربية يتفقدان المنشآت الشبابية والرياضية بكفر الزيات    خاص- محامي أتشمبونج: فيفا سيخطر الزمالك بايقاف القيد    انتصار أكتوبر.. ملحمة بطولية سجلها المصريون بصفحات التاريخ    أجواء باردة وتراجع للحرارة.. الأرصاد تعلن حالة الطقس وتحذير للمواطنين    الكاوتش انفجر.. 13 مصابا في حادث ميكروباص بالمنوفية    في 24 ساعة.. شرطة التموين تضُبط 7 طن دقيق أبيض بلدي مدعم    ضبط قائد سيارة اصطدم بعامل تسبب في وفاته بمدينة نصر    8 وفيات و10 مصابين.. أسماء ضحايا انقلاب ميكروباص بطريق قنا- سوهاج    خبير تربوي: سيناء تشهد طفرة تعليمية والدولة تهتم بتأهيل الطلاب لسوق العمل    تعرضت لذبحة صدرية.. الحالة الصحية ل نشوى مصطفى بعد دخولها المستشفى    10 خطوات لتعويد الطفل الاعتماد على نفسه    «عشان متتصدمش».. 3 معلومات يجب معرفتها قبل مشاهدة فيلم جوكر 2    رئيس جامعة الأزهر: الله أعطى سيدنا النبي اسمين من أسمائه الحسنى    فضل الصلاة على النبي محمد وأهميتها    للتغلب على التحديات.. «الصحة» تبحث وضع حلول سريعة لتوافر الأدوية    نشوى مصطفى تكشف تفاصيل تعرضها لذبحة صدرية    بعد إصابة نشوى مصطفى- هكذا يمكنك الوقاية من الذبحة صدرية    شاهندة المغربي: استمتعت بأول قمة للسيدات.. وأتمنى قيادة مباراة الأهلي والزمالك للرجال    تقرير أمريكي: السنوار اتخذ مواقف أكثر تشددا.. وحماس لا ترغب في المفاوضات    «تنمية المشروعات» يضخ 2.5 مليار جنيه تمويلات لسيناء ومدن القناة خلال 10 سنوات    أنشيلوتي يحسم قراره بشأن مشاركة جولر أمام فياريال    محاكم الأسبوع، أبرزها إمام عاشور وأزمة شيرين عبدالوهاب مع روتانا    طريقة عمل الكرواسون بالشيكولاتة، الوصفة الأصلية    تعديل تركيب قطارات الوجه البحري: تحسينات جديدة لخدمة الركاب    "ثقافة مطروح " تحتفل بذكرى انتصارات أكتوبر    إشراقة شمس يوم جديد بكفر الشيخ.. اللهم عافنا واعف عنا وأحسن خاتمتنا.. فيديو    ميدو: أكبر غلطة عملها الأهلي هي دي.. والجمهور حقه يقلق (فيديو)    أرسنال يخشى المفاجآت أمام ساوثهامبتون فى الدوري الإنجليزي    "إسلام وسيف وميشيل" أفضل 3 مواهب فى الأسبوع الخامس من كاستنج.. فيديو    برج القوس.. حظك اليوم السبت 5 أكتوبر: اكتشف نفسك    أوركسترا القاهرة السيمفونى يقدم أولى حفلات "الموسيقى الغنائية" اليوم بالأوبرا    إياد سكرية: صمت حزب الله عن نفى أو تأكيد مقتل هاشم صفي الدين تكتيكى    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 5-10-2024 في محافظة البحيرة    ندى أمين: هدفنا في قمة المستقبل تسليط الضوء على دور الشباب    البابا تواضروس الثاني يجتمع بمجلس معهد الدراسات القبطية    رئيس جامعة الأزهر: الحروف المقطعة في القرآن تحمل أسرار إلهية محجوبة    «ممكن تحصلك كارثة».. حسام موافى يحذر من الجري للحاق بالصلاة (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تأكيدات بأن جمال مبارك يدير البلاد من مكتبه في روكسي .. وتساؤلات حول حجم ثروة نجل الرئيس ومصدرها .. وغالي يؤكد أن مبارك يكره الأحلام ويمشي جنب الحيطة .. وتحذيرات من أن تيار الإصلاح تخطى مرحلة الحصار والتطويق
نشر في المصريون يوم 22 - 06 - 2005

كان الهجوم على الرئيس مبارك ونجله جمال ، قاسما مشتركا للعديد من صحف القاهرة اليوم ، حيث تنوعت الأسئلة التي تم طرحها حول الدور الذي يلعبه مبارك الابن في إدارة دفة الحكم بالبلاد في الآونة الأخيرة ، وهو الدور الذي ذهب البعض لاعتباره كارثيا ، في ظل نشأة جمال داخل قصور الرئاسة ، حيث لم يسمع يوما كلمة " لا" أو يعايش المعاناة اليومية التي يكابدها الإنسان المصري المسحوق . وبعيدا عن الابن والأب ، فان صحف اليوم استمرت أيضا في عرض وجهات النظر المختلفة حول الإصلاح في مصر ، خاصة من ناحية التفريق بين الدعوة الأمريكية للديمقراطية وبين المطالب الوطنية بالإصلاح ، فيما ذهب بعض التعليقات لانتقاد تناقض تصريحات المسئولين حول القبول بوجود مراقبين دوليين في الانتخابات الرئاسية المقبلة ، واعتبرها مقدمة لتزوير الانتخابات . نبدأ جولة اليوم من صحيفة " الدستور" المستقلة ، حيث حذر رئيس تحريرها إبراهيم عيسى من أن جمال مبارك نجل الرئيس للحكم في مصر محفوف بمخاطر كارثية ، مشيرا إلى أن " التربية في قصور الحكم لمدة ثلاثين عاما جعلت جمال مبارك لا يسمع كلمة " لا " أيدا ولم يسمح أحدا ينقده ولا يهاجم أفكاره شخص ولا يجرؤ واحد على أن يقول له كلمة تجرحه أو تقلل من معرفته وثقافته فكان طبيعيا أن يسمع ممن حوله سواء في بلاط الحكم أو مقربي النفوذ والسياسة مدحا فوق ما يتوقع وأكثر مما يستحق (..) كذلك فإنهم تعاملوا مع الابن على أنه فارس السياسة وقلب الحزب النابض (..) هذه هي أول مخاطر صعود جمال مبارك فهو لم يسمع أبدا كلمة " لا" وربما لم يسمع الحقيقة في حياته أبدا ولم يعتاد على المعارضة ولم يكن له مدير في الشعل مكدره أو رئيس في التنظيم يأمره بل هو مولود سياسي وفي فمه معلقة من ذهب " . واعتبر عيسى أن " الشعب هو ثاني مشكلة عند جمال مبارك ، فهو الذي لم ير الشعب تقريبا إلا في مواكب الترحيب وسرادقات الاحتفالات والزحام في مكتب السيد الوزير المحافظ في استقباله أثناء زيارته لمحافظة تتحول أثناءها إلى ثكنة حربية عند تشريفه لها بحراسة تحول بينه وبين رؤية أي مواطن عادي ( المسحوق العادي ) أظن أن الشعب لذي رأه جمال مبارك غالبا شعب مصر الجديدة (..) من أين يشعر إذن بوجدان الناس ومعاناتهم وهو الذي يمشي في موكب حراسة منذ نعومة أظافره والذي الذي لم يقف في إشارة مرور منذ ثلاثين عاما تقريبا " . وأضاف عيسى ساخرا " أريد أن أسال شأني شأن كل المصريين كلهم : إنما جمال مبارك بيشتغل إيه صحيح ؟ من أين يرتزق ويحصل على دخله الشهري والسنوي ، وخصوصا وقد سارت الشفافية مطلبا عالميا ودوليا ( سيبك من حق الناس تغور الناس ) البعض يقول لنا إنه بيشتغل رجل أعمال ، فهل يا ترى مكتوب في جواز سفره المهنة : رجل أعمال ، وإذا كان رجل أعمال ما هي أعمال رجل الأعمال جمال مبار يا ترى ؟ هل مثلا الاستيراد والتصدير أم انه يملك مصانع ؟ طيب مصانع إيه ؟ أم أنه يملك مقاولات وشركات ؟ ثم هل له شركاء مثلا ؟ . نحن نعرف حجم ثروته من الصحف والمجلات الأجنبية وعرفنا أن الشركة التي يديرها وصل رأسمالها في وقت ما إلى ما فوق السبعمائة مليون جنيه مصري وهذه هي مشكلة جمال مبارك الحقيقة أنه مليونير يريد أن يحكم شعبا مش لاقي يأكل " . ونبقى أيضا مع جمال مبارك ، لكن ننتقل إلى صحيفة " الغد " المعارضة " ، إذ نفى عبد النبي عبد الستار أن يكون الرئيس مبارك هو الذي يدير دفة الحكم في البلاد أو حتى رئيس وزرائه أحمد نظيف ، ثم انتقل ليلقي ما لديه من معلومات ، قائلا " على المصريين أن يعلموا أن معظم القرارات المصيرية الخاصة بحياتهم أو بمصير الوطن تصدر من خلال مكتب جمال مبارك وبالدور التاسع عشر بأحد الأبراج خلف حديقة الميريلاند بمنطقة روكسي بمصر الجديدة . وهو المكتب الذي قدر أحد المقربين من رجال الرئيس تكاليف تجهيزه وإعداده وفتح دورين متتالين بالبرج ليليق برجل يدير مصر ، بالإنابة عن والده بلغت تكاليف تجهيز المكتب حوالي 88 مليون جنيه ، يصفه من دخله بأنه يفوق تجهيزات كل قصور الرئاسة ، ويؤكد البعض أن شخصيات هندسية من العيار الثقيل أشرفت بنفسها على توصيل الدورين 19 و20 بالبرد وعمل الديكورات اللازمة منها المهندس إسماعيل عثمان والدكتور محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان ، بمقتضى الصداقة العائلية للأول واثبات الولاء للثاني" . وأضاف عبد الستار " يؤكد مقربون من الرئاسة ، أن رئيس وزراء مصر بجلالة قدره يرجع لجمال مبارك في كل كبيرة ولا يصدر قرارا إلا بعد الحصول على الضوء الأخضر من الدور ال 19 بل أن جمال مبارك – كما يتردد – يصدر القرارات ويتصل من مكتبه بمجلس الوزراء لتحديد آخر رقم لقرارات المجلس ليضع رقم القرار ويتركه على توقيع الدكتور نظيف . بالطبع الدور التاسع عشر أو مكتب جمال مبارك لا يختص فقط بإصدار قرارات مجلس الوزراء بل أن قرارات الحزب الوطني تمر أولا على جمال بيه أو كما يحلو لأصدقائه مناداته " جيمي " .. حتى تقارير متابعة الأوضاع الداخلية سواء أمنية أو سياسية أو اقتصادية يتم إرسالها مباشرة إلى الدور التاسع عشر " . ومضى عبد الستار مضيفا " فالرئيس ونجله ورجالهما وكتابهما ليسوا مقدسين أبرياء منزهين مثل الآلهة عن الخطأ ولا علاقة لهم بما يحدث للمصريين من تجوع وتركيع وترويع ؟ ، إذن من يرتكب كل هذا الفجر والديكتاتورية والعربدة ضد شعب مسالم لا حول له ولا قوة يرفع دائما شعار " اللي يتجوز أمي ..أقوله يا عمي " .. عندما أسمع هذا من السادة ( غير) المسئولين أتساءل : من يأمر من في مصر ؟ .. فالرئيس برئ يبحث عن مرتكب كل هذه "الآثام" ضد المصريين .. نجله جمال برئ يوبخ وزير الداخلية على ما حدث ويحدث وسيحدث " . ونتحول إلى صحيفة " المصري اليوم" ، حيث خصص مجدي مهنا عموده للتعليق على الرواية التي جاءت في كتاب الدكتور بطرس غالي الأخير " بانتظار بدر البدور " ، والتي تساءل فيها الرئيس مبارك خلال لقاء مع بطرس غالي : لماذا لا يفكر المدير الحالي لليونسكو فيديركو مايور إلى تعديل ميثاق المنظمة الدولية إذا كان يتعارض مع بقائه في منصبه لأكثر من فترتين ؟ . ويعلق مهنا على ذلك قائلا " يستطيع القارئ وأستطيع معه أن نكتب بحثا أو أن نعد كتابا حول هت الفقرة نتناول فيه بالتفصيل مسيرة حكم الرئيس مبارك منذ عام 1981 وحتى اليوم ، فهذه الفقرة تعكس فلسفة الحكم في مصر ، وتكشف عن الأزمة الطاحنة التي يعاني منها ويعيش فيها نظام الحكم ، وهي أن الدستور والقوانين واللوائح والثوابت وحتى الحقيقة يجب أن توضع وتسخر في خدمة الأفراد والأشخاص وليس العكس " . وأضاف مهنا " وهذا يفسر لماذا كل رجال حكم الرئيس مبارك تجاوزوا سن الستين والسبعين ولا يزالون على كراسيهم كما انه يقدم شرحا كاملا للازمة الحالية التي تعاني منها الصحافة لقومية .. والمعروفة بتجاوز القيادات الصحفية الحالية للسن القانونية في مناصبهم ..فهي أزمة نظام حكم في مصر وأزمة في طريقة التفكير والقانون الذي يصطدم بالرغبة والهوى ما أسهل تغييره ، لكن ما أصعب تغيير الأشخاص ، فالأشخاص خالدون لكن القوانين زائلة ويمكن إزالتها ونسفها مادامت تتعارض مع ما يراه رئيس الدولة ، وما يراه رئيس الدولة ليس بالضرورة يتعلق بالصالح العام وإنما يتعلق بما يحبه وما يكره ". ورأى مهنا " إن الرئيس مبارك معذور إذن عندما يتعجب من دعوة الذين طالبوا بتعديل المادة 77 من الدستور ، التي تتحدث عن بقاء رئيس الجمهورية في منصبه مدى الحياة ، لان بقاء رئيس الجمهورية أو بقاء أي مسئول آخر في أي موقع ، يرى الرئيس مبارك أنه أمر طبيعي وغير مستغرب بل غير الطبيعي والمستغرب هو خروج هذا المسئول من منصبه . أليس من حقي بعد ذلك ومن حق كل مواطن أن يسأل : لماذا طرح الرئيس مبارك مبادرته بتعديل المادة 76 من الدستور ؟ إذا كان يؤمن بصحة بقاء المسئول في منصبه مدى الحياة . حتى لو كان هذا المسئول في منصبه مدى الحياة .. حتى لو كان هذا المسئول هو : فيديركو مايور ؟ " . ونترك الرئيس ونجله ، ونعود إلى قضية الإصلاح بمفهومها الاشمل ، حيث حاول عاطف الغمري في صحيفة " الأهرام " الحكومية" التفريق بين الدعوة الأمريكية للديمقراطية والحركة الداخلية المطالبة للإصلاح ، حيث شدد على أنه " بصرف النظر عن ربط أمريكا مطلبها للاصلاح السياسي والديمقراطي بسياستها الخارجية‏,‏ فإن حركة الاصلاح السياسي في مصر‏,‏ والتي سبقت الدعوة الأمريكية زمنيا‏,‏ كان لابد أن تخط لنفسها مسالك ليست هي التي تشقها أمريكا في أرض المنطقة‏,‏ لتجري فيها المياه في حيز محكوم لاتخرج عليه‏.‏ فالفراق محتوم بين الدعوة الأمريكية والحركة الداخلية للاصلاح‏,‏ لأن لكل منهما فلسفته وهويته ومراميه العاجلة والبعيدة المدي علي السواء‏.‏ وإن كان من الممكن القول إن الأهداف الأمريكية لمطلبها للديمقراطية‏,‏ قد دفعت الحركة الديمقراطية للاصلاح‏,‏ إلي توسيع أفكارها‏,‏ بما يجعل رؤيتها للاصلاح تتسع إلي ماهو أبعد من طلب اصلاحات سياسية‏,‏ إلي مايمكن أن يشكل مشروعا وطنيا أوسع وأكثر شمولا‏ " .‏ ورأى الغمري أن " الدعوة الداخلية للإصلاح في بلادنا‏,‏ وإن كانت قد تحركت بوازع من بعث القدرة والحيوية في الحياة السياسية‏,‏ والخروج من الركود السياسي والاقتصادي‏,‏ وتأكيد مبدأ حق المشاركة للمواطن في صنع القرار‏,‏ واختيار التوجهات السياسية للدولة‏,‏ وحل المشكلة الاقتصادية‏,‏ والارتقاء بالبشر‏,‏ واستعادة الشعور بالكرامة الوطنية‏,‏ فإنها قد تحركت في وقت واجه فيه العالم العربي كله هجمة خارجية تسعي لتجريده من شعور الفخار الوطني الذي يمثل مراحل ناصعة في تاريخه‏,‏ توجها بالاستقلال والحرية‏,‏ بينما هذه الهجمة تحمل معها عودة إلي عصور الاحتلال والاخضاع للهيمنة الخارجية‏ .‏ ولذلك كان لابد أن يصب في المجري الذي تتدفق فيه أفكار ومبادئ وأهداف حركة التحول الداخلي للديمقراطية‏,‏ من أجل بناء حاجز يحمي من الانكسار والخضوع العربي العام‏.‏ هكذا يتسع الهدف القومي‏,‏ وبهذا يستطيع تجاوز أي انتماءات ايديولوجية‏,‏ للمطالبين بحركة الاصلاح الداعمين لها‏,‏ وبهذا أيضا يتجاوز حتي محدودية الأحزاب التي تتسم غالبيتها بالضعف وشحوب الهوية السياسية‏,‏ وهو مايوحي بأن شتات المواقف التي اندفع كل منها تعبيرا عن جماعته‏,‏ سوف يجد نفسه في مرمي جاذبية الهدف القومي الأكبر الذي تخطي مطلب اللحظة‏,‏ إلي مشروع قومي أكثر شمولا‏,‏ لايكتفي بالاصلاح السياسي‏,‏ لكنه يتضمن أبعادا أخري للنهضة‏,‏ والخلاص من الجمود وإزالة مسببات الانكسار والعجز والانصياع للغير‏,‏ وهو ما يمثل الأمل لواقع مختلف لهذه المنطقة‏ " .‏ واعتبر الغمري " أن ما حدث كان تحريكا لحجر عمره‏50‏ عاما‏,‏ وازاحة الحجر من مكانه ليكشف عن ثغرة‏,‏ اندفعت منها بكل قوة السفينة‏,‏ آمال محبوسة راحت تجري وهي تشق لنفسها مجري يخصها ويستوعبها‏,‏ وليس أي مسالك تحفرها أية أيد‏.‏ وإذا كان قد غاب عن أمريكا معني وقوة مفهوم الاستقلال والتحرر في عمق الهوية المصرية‏,‏ فمن باب أولي ألا يغيب عنها أو عن غيرها‏,‏ أن المصريين يعيشون الآن الحلم القومي‏,‏ الذي انطلق تيارا كاسحا‏,‏ لحظة اعلان تغيير المادة‏76‏ من الدستور‏,‏ ولا أحد مهما أوتي من تدبير يمكنه أن يقف في وجه هذا التيار‏.‏ وإذا كان المجري الذي شقته أمريكا ليحتوي التيار المتدفق لحركة الاصلاح لن يخرجه من مجراه ومساره‏,‏ فإن أي محاولات من أية قوي معارضة للاصلاح الحقيقي والقومي‏,‏ لحصاره‏,‏ ودفعه إلي السير منضبطا في حدود مجري ضيق مخنوق‏,‏ لن تصلح مع حركة تمضي بكل ديناميكية‏,‏ في ظروف لحظة تاريخية فاصلة في مصر‏,‏ والمؤكد أن شيئا ما أساسي وجوهري وتاريخي قد تغير في مصر‏ ".‏ في مقابل هذه الثقة التي أبداها الغمري في مطالب الإصلاح ، فان سليمان جودة تساءل مستنكرا في صحيفة " الوفد " المعارضة " لسبب لا نعرفه، غاب السفير سليمان عواد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، عن الإدلاء بتصريحات صادرة أمس الأول، عن الرئاسة، حول زيارة الوزيرة رايس للقاهرة.. وصرح بدلا عنه الوزير أحمد أبو الغيط.. فإذا تجاوزنا الشكل، الي المضمون، اكتشفنا أن دبلوماسية أبوالغيط، كسفير سابق، لا تزال غالبة ومنعكسة علي وضعه الحالي كوزير، واكتشفنا أيضا، أن أغلب تصريحاته، والحال هكذا، تخرج وهي مغلفة بكثير من التحفظ الذي يميز عمل
الدبلوماسي، عمن سواه، فلا يكاد يخرج المتابع له، ولكلامه، وأقواله، بشئ له معني، أو علي الأقل.. بشئ متسق ومفهوم!. قبل مجيء رايس بساعات، قال إن مصر تتعامل مع المطلب الأمريكي بوجود مراقبين دوليين، في انتخابات الرئاسة، في إطار توافق داخلي. وهو كما تري، كلام غامض، ومطاط، وليس فيه معني محدد، تستطيع أن تقبض عليه بيديك ". واعتبر سليمان أن " المشكلة الآن، كما تبدو للجميع لم تعد تتوقف عن مجرد قبول أم مرفوض هذه الرقابة بشكل واضح.. وإنما المشكلة الحقيقية، أن هناك ارتباكا واضحا، وكبيرا، في موقف الدولة منها.. وإذا قرر أحد أن يعود الي تصريحات الدكتور أحمد نظيف، والوزير أحمد أبوالغيط، والدكتور أسامة الباز، علي سبيل المثال لا الحصر، خلال الشهور القليلة الماضية فسوف يري أن هناك تباينا لا يجوز، بين تصريحاتهم جميعا في الوقت الذي نفترض فيه أنهم يعبرون عن سياسة دولة واحدة، وليس عن سياسات ثلاث دول!! . وليس من الممكن أن تكون القاهرة عاجز عن أن تتبني رؤية واحدة في هذا الاتجاه، وأن توضحه، كلما سئل أحد مسئوليها، في محفل دولي، أو اقليمي، أو محلي. ليس هذا فقط، فالظاهر أن كل تصريح لأي مسئول في هذا الشأن يبدو خاضعا لقدر من التوتر والعصبية، بما يكاد ينطق بأن الدولة تريد أن تخفي جريمة حقيقية، حين ترفض الرقابة سواء كانت قادمة من الولايات المتحدة أو من الاتحاد الأروبي، أو من غيرهما ". ونختتم جولة اليوم ، من صحيفة المصري اليوم المستقلة ، التي نشرت الحلقة الأخيرة من عرض كتاب " بانتظار بدر البدور " للدكتور بطرس غالي الأمين العام السابق للأمم المتحدة ، حيث استعرضت الصحيفة في حلقة اليوم عددا من انطباعات غالي عن علاقته بالرئيس مبارك . وقالت الصحيفة " يمشي جنب الحيطة .. حريص .. يتجنب الأحلام الجذابة والمغامرات التي لا مستقبل لها .. هذه بعض من صفات الرئيس مبارك ، كما رسمها بطرس غالي الذي لا يشاركه دائما هذه الرؤية للأمور ، هذا ما نعرفه من الملاحظات التي دونها في مذكراته : صبيحة عبد الميلاد في عام 2002 بعد لقاء مع الرئيس ويقول فيها : كعادته يستقبلني الرئيس مبارك في الصباح الباكر إنه مبتسم ويتمتع بمزاج جيد وصحة جيدة . أطلعه على خطة شاملة لمحاولة تصحيح صورة العالم العربي والإدلاء بتصاريح موجهة للرأي العام الأوروبي والأمريكي ، إطلاق حوار مع الأحزاب السياسية والمنظمات غير الحكومية ، جوابه لا يفاجئني ، فهو يرى أن أكثر الاتصالات ملاءمة وفاعلية هي تلك التي تجري مع الحكومات . أذكره بان المغرب وتونس قد أنشأتا وزارة لحقوق الإنسان وإنهما تأخذان بالاعتبار أكثر فأكثر دور العاملين الجدد غير الحكوميين ، لكنه لا يتخلى عن تحفظه تجاه كل ما هو غير حكومي ، أمينا بذلك لتقليد مصري ، يمكن تلخيصه بهذه العبارات : لا خلاص خارج الادارة على كل حال ، تشترك كل الحكومات في العالم الثالث في هذا الموقف الحذر ، إذ أن المنظمات غير الحكومية هي في نظرها مرادف للتدخل وللوصاية ". وأضافت الصحيفة " يعلق غالي على أسلوب الرئيس قائلا : لطالما كنت احترم الموقف البراجماتي الذي يتخذه الرئيس حسني مبارك في مواجهة المشاكل التي تتعرض لها بلادنا يمكن القبول بأي شئ إلا أن يتحكم الخيال بممارسة السلطة : عدم المجازفة أبدا بتجاوز حدود قدراتنا ، تجنب الأحلام الجذابة والمغامرات ، التي لا مستقبل لها ، عدم أخذ القرارات إلا بعد التفكير بها مليا وبعد العديد من الاستشارات ، حسن الانتظار ، معرفة " السير بمحازاة الحائط " كما يقول المثل العربي ، بمعني آخر ، إظهار الحرص والحذر ، لا أشاركه دائما في هذه الرؤية للأمور وخصوصا في هذه الأوقات حيث تزداد حركة التاريخ سرعة واحتداما . ويضيف غالي وكأنه يرضي مبارك على حساب مصر كلها : لكني اعترف بان الرئيس مبارك محق في التصرف كما يتصرف الآن في بلد يحاصره الروتين الإداري لدرجة تمنعه من أن يتفاعل أو أن يتأقلم بسرعة ، في بلد حيث لا يزال جزء كبير من السكان يعيش على إيقاع حركة القوافل أو وفق معدل سرعة ارتفاع منسوب مياه النيل مع العلم أن ذلك لم يعد يحصل منذ بناء السد العالي " .

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.