كشف وزير الأشغال العامة والإسكان يوسف الغريز أن دولة الإمارات العربية المتحدة تبرعت بمبلغ قدره 50 مليون دولار لبناء مدينة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للأسرى المحررين وسط قطاع غزة. وثمن الغريز في تصريح صحفي اليوم الخميس "الدور الكبير لدولة الإمارات في دعم الشعب الفلسطيني والتضامن معه ومساندة قضاياه العادلة"، مؤكدًا أن "رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية سيقوم بجولة خارجية لم يتم تحديد الموعد الرسمي لها، وهي في إطار الترتيبات، وستحمل هذه الجولة رسائل شكر إلى كل من ساند الشعب الفلسطيني، خاصة في الأزمات وأوقات الشدة ونحن لا ننسى الوفود التي قدمت إلى غزة أثناء العدوان، علاوةً على ما يمكن أن تحمله من انفراجة سياسية على صعيد العلاقات الدولية ودعم مشاريع التنمية والاعمار، وجلب الخير إلى أبناء الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة والذي يعاني منذ ست سنوات من هذا الحصار".
وأوضح أن وزارة الأشغال العامة جهزت المشاريع التنموية ومشاريع الإعمار فيما يخص كافة القطاعات، خاصة قطاع الإسكان والزراعة و الصحة و التعليم.
وحول مشاريع المنحة القطرية قال الغريز "أن دولة قطر مشكورة قدمت منحة لإعادة اعمار غزة بما يزيد عن 400 مليون دولار وقد تميزت حيث أحضرت طواقمها إلى قطاع غزة لإدارة مشاريع الاعمار"، موضحا أنه بتاريخ 12/12/2012م دخلت مشاريع المنحة القطرية حيز التنفيذ الميداني وكانت البداية بإطلاق الحزمة الأولى والتي احتوت على 27 مشروع ركزت على الطرق الداخلية موزعة في كافة مناطق قطاع غزة، وجاري العمل ميدانياً في هذه المشاريع، كما أنه تم طرح عطاء مشروع تأهيل طريق صلاح الدين – المرحلة الأولى من معبر رفح وحتى دوار بني سهيلا في خانيونس وأن مخططات مدينة الشيخ حمد السكنية ما زالت في طور التصميم وكذلك شارع الرشيد وشارع الكرامة ومستشفى حمد للأطراف الصناعية ومدينة حمد للمحررين".
وأكد أن التسجيل للشقق السكنية الخاصة بمدينة الشيخ حمد سيتم خلال أسابيع، حيث يتم وضع آلية ونظام يشمل الشروط والمعايير الخاصة بهذه الشقق السكنية، فيما سيتم الاعلان عن هذه الشروط والمعايير لجميع المواطنين حيث بعد ذلك سيتم دراسة الملفات وإدراج الأسماء ضمن قرعة علنية.
وقال الغريز إن وزارته انتهت من عملية حصر أضرار العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة الذي بلغت خسائره المباشرة وغير المباشرة مليار وربع مليار دولار، فيما تم تدمير 200 وحدة سكنية بصورة كاملة، و300 وحدة غير صالحة للسكن، فيما تعرضت 8000 وحدة سكنية للأضرار الجزئية، كما تم التعامل مع المتضررين وفقاً للآليات المتبعة، كل بيت هدم كلياً تسلم مبلغ 5000 دولار كإغاثة إيواء عاجلة وجاري العمل من أجل إعمار كل منزل دمره الاحتلال، وبخصوص الأضرار الجزئية تم تشكيل لجان في مختلف المناطق وتم التعامل مع الحالات الطفيفة عبر الإصلاح المباشر، أما الأضرار الجزئية البالغة فقد تم تسليم مبالغ للإيجار لعدة أشهر وسيتم العمل على إصلاح منازلهم قريبا.
وأشار إلى أن وزارته أنهت إعادة اعمار 2800 وحدة سكنية من أصل 3500 وحدة سكنية تعرضت للتدمير الكلي خلال الحرب الأولى على غزة ( 2008-2009)، ويتبقى 700 وحدة سكنية جاري العمل فيها.
وأعرب الغريز عن أمله أن تنتهي الوزارة خلال هذا العام من اعادة اعمار ما دمرته آلة الحرب الصهيونية خلال الحربين الأولى والثانية.
وحول دخول مواد الاعمار إلى قطاع غزة من المعابر قال وزير الاشغال العامة: "إن دخول هذه المواد عن طريق المعابر الصهيونية يأتي ضمن شروط وقف العدوان الصهيوني، وأن دخول هذه المواد يؤثر بشكل كبير على قطاع الإنشاءات ويمثل انفراجة في كسر الحصار"، مشيرا إلى أنه في 25 تشربن ثاني (نوفمبر) الماضي كانت له زيارة إلى مصر والتقى بوزير الإسكان والمجتمعات العمرانية والمسئولين في الحكومة المصرية، إضافة للمسئولين القطريين وتم التوصل إلى التفاهمات حول آلية لإدخال مواد الإعمار من مصر إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري، وفعلاً بدأت مواد الإعمار بالدخول إلى القطاع وكانت بدايتها في الأسبوع الماضي وما زالت المواد تدخل.
واعتبر دخول مواد البناء لغزة بأنه يُعطي مؤشراً إيجابياً لسير عملية الإعمار في قطاع غزة، فهناك مئات المشاريع المتعلقة بالطرق والبنية التحتية تنتظر دخول مواد الإعمار "ونحن واثقون بمعية الله أولاً ثم بوفاء أشقائنا وكل المخلصين من أبناء هذه الأمة، من أجل التخفيف من معاناة أبناء شعبنا وكسر الحصار والعزلة السياسية المفروضة على القطاع